الرأسمالية العالمية لا أخلاق ولا أَيْمان لها فكيف يُرتجى الخير منها؟!
الخبر:
وزير الصحة العماني للشبيبة في الحديث عن تحديات شراء المستلزمات والأجهزة الطبية يقول: “أصبحت للأسف لا توجد أخلاق في البيع والشراء ولا “ذمم”. طلبنا 200 جهاز تنفس صناعي من إحدى الشركات وتم التعاقد معها وقبل تحويل المبلغ بساعة بيعت إلى دولة أخرى”. (موقع نبض)
التعليق:
ليس من المستغرب، وسط الشح في الأدوية وأجهزة التنفس في الدول الموبوءة بفيروس كورونا المستجد، أن يحتدم التنافس بينها على اقتناء أجهزة التنفس والأقنعة الواقية وغيرها من اللوازم الحيوية لمكافحة الوباء الذي تفشى بصورة متسارعة في العالم، بل وأن يصل الصراع إلى سرقة وقرصنة معدات وأدوات طبية، وقيام دول بشراء لوازم طبية بأسعار أعلى لقطع الطريق على دول أخرى. فقد كشفت هذه الأزمة العالمية عن الطابع الأناني المتوحش والنزعة المادية الجشعة المتأصلة في النظام العالمي الرأسمالي الخبيث الذي تقوده أمريكا والتي خرج رئيسها الأرعن ترامب مهددا بما سماه “الانتقام” في حال لم تأخذ بلاده ما تريده من الكمامات الواقية، ويتحدث عن قراره منع تصدير أجهزة التنفس المصنعة محليا إلى كندا وأمريكا اللاتينية.
أما المستغرب بل والمستهجن فهو ألاّ يجد المسلمون ملاذا للوقاية من هذا الوباء إلا في النظام العالمي الحالي الذي يحمل العداء الراسخ للإسلام والمسلمين ويحارب عودة نظام الإسلام، والأدهى من ذلك ألاّ يصلهم الدواء ولا الغذاء إلا من أسواق أعدائهم المحاربين لدينهم الطامعين في بلادهم الناهبين لثرواتهم. فهل يُرتجى خيرٌ من نظام جائر مستبد، قائم على الكذب والغش وانعدام الأخلاق والذمم. وكيف الوثوق بدولة زودت دولاً أخرى بمعدات طبية مغشوشة وأقنعة لا تطابق المعايير المطلوبة؟ وكيف نقبل منها تبرعات مغلفة بعناوين زائفة مثل “الصداقة عند الشدائد” وهي التي تقمع المسلمين وتعتقل ما يزيد عن مليون مسلم، يقبعون حتى اليوم في سجون ومعسكرات كبيرة؟!
حان الوقت لكي يدرك المسلمون، بعد أن كشف وباء فيروس كورونا فشل مبادئ النظام العالمي الليبرالي الرأسمالي في إدارة الأزمة الحالية التي تفتك بالعالم، وإن كان فشلها قد ثبت منذ زمن بعيد، أنهم أولى من الصين ومن أمريكا ومن أمم الأرض كلها بالعمل على إنقاذ البشرية من الأمراض والأوبئة وتخليص الناس من براثن الرأسمالية، لأنهم أمة تملك عقيدة سياسية روحية صحيحة ينبثق عنها نظام يعالج كافة مشاكل الإنسان، وتملك من القوى المادية من ثروات وطاقات ما لا يملكها سواها. وهذا يستوجب منهم أن يتحركوا لوضع هذه العقيدة والنظام المنبثق عنها موضع التطبيق من خلال إقامة دولة الخلافة على منهاج النبوة، التي ترعى شئون الرعية رعاية حقيقية بغض النظر عن دينهم أو أعراقهم أو ألوانهم، لا تبتغي من وراء ذلك ربحا ماديا أو منفعة اقتصادية؛ دولة لا توهنها الأوبئة ولا تستغيث عند الأزمات بأعدائها الذين يحاربونها، بل توظف إمكاناتها وطاقات الأمة وكل ما توصلت إليه البشرية من علوم وتكنولوجيا في خدمة البشرية وتكون على أهبة الاستعداد للتعامل مع الأزمات والطوارئ من منطلق مسؤولية الدولة كما اقتضته أحكام الشرع.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
فاطمة بنت محمد
#كورونا | #Covid19 | #Korona