عجبا، عجباً للحوثي، شعاره الموت لأمريكا ويحتكم لأممها المتحدة!
الخبر:
حصلت الجزيرة على الوثيقة التي قدمها الحوثيون للمبعوث الأممي بشأن رؤيتهم للحل الشامل لإنهاء الحرب في اليمن، وقد دعت الوثيقة إلى:
1- إعلان الوقف الشامل والنهائي للحرب باليمن وإيقاف كل الأعمال العسكرية البرية والبحرية والجوية.
2- إدخال وقف إطلاق النار حيز التنفيذ بأثر مباشر فور توقيعها في جميع محاور القتال.
3- إنهاء الوجود الأجنبي في كل الأراضي اليمنية وإنهاء أي وجود عسكري يمني بالأراضي السعودية.
4- فتح جميع المطارات في اليمن وإعادة فتح المنافذ البرية والبحرية.
5- إطلاق العملية السياسية اليمنية اليمنية لتأسيس لمرحلة انتقالية جديدة.
6- أن تقوم المرحلة الانتقالية على ضمان وحدة اليمن واستقلاله وسلامة أراضيه.
7- أن يقدم كل طرف مقترحاته ورؤيته بشأن العملية السياسية لمبعوث الأممم المتحدة إلى اليمن.
8- دعوة الأمم المتحدة الأطراف المعنية إلى طاولة حوار تحدد مكانه وزمانه.
9- يلتزم مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة بعقد الحوار في أجواء حرة ومستقلة.
10- طرح مخرجات العملية السياسية لاستفتاء شعبي وفقا للدستور اليمني.) قناة الجزيرة
التعليق:
لقد ذكر الله عز وجل في كتابه العزيز: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ﴾ سورة الصف. وها هو اليوم يتجسد كلام رب العزة في الواقع فكيف بمن يعلنون الحرب بأفواههم على أمريكا وما صنعته هي وأوروبا من أمم متحدة أداة لتمرير مشاريع الغرب، ها هم اليوم يجعلونها حكماً لمشاكل وحروب المسلمين رغم أن الله عز وجل قال في كتابه الكريم: ﴿وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَىٰ فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّىٰ تَفِيءَ إِلَىٰ أَمْرِ اللَّهِ فَإِن فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ﴾ ويقول سبحانه: ﴿وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ ذَٰلِكُمُ اللَّهُ رَبِّي عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ﴾، نعم فحكمه إلى الله وليس إلى الأمم المتحدة والكفار المستعمرين! ثم كيف يكون إطلاق العملية السياسية وفق أي آلية وأي مبدأ أو أي أساس؟! هل هو على أساس الإسلام يا من تقولون النصر للإسلام؟! فمن ينصر الإسلام يضع الإسلام موضع التطبيق والعملية السياسية، أم إن شعاركم هو حبر على ورق وضحك على الذقون والعقول البسيطة؟! كذلك بدلا من وحدة اليمن كان الأحرى المطالبة بوحدة الأمة الإسلامية وليس على أساس تثبيت اتفاقية سايكس بيكو، وقد جعلتم حتى تحديد موعد وزمان ومكان الحوار الأمم المتحدة!! ثم أخيراً بعد هذا تطرح المخرجات إلى استفتاء شعبي لإعطائها طابعاً قانونياً حسب الدستور الوضعي لتجعلوا جميع الناس يشاركونكم بالإثم وهو المصادقة على الحلول المطروحة من الكفار ومخالفة الأحكام الشرعية الصريحة، فأي جالية وضلال هذا؟! ﴿أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْماً لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ﴾، فهل حكم الأمم المتحدة خير من حكم الله يا من تدّعون المسيرة القرآن؟! تأتي هذا المبادرة وقد امتلأت شوارعنا؛ جنوبه وشماله شرقه وغربه بصور القتلى والأشلاء، وفي آخر المسرحية نحتكم للكفار! أبعد كل هؤلاء القتلى وهذه الدماء نحتكم إليهم؟! أبعد كل هذا الدمار والحصار نحتكم إليهم؟! أبعد كل هذا الفقر والأمراض نحتكم إليهم؟!
والأكثر غرابة هو أن أكثر آيات الله تلاوة على ألسنة الحوثيين؛ سياسييهم وخطبائهم هي قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَىٰ أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ﴾!
يا أهل اليمن! لقد أصبح الصبح أبلج وعلت الشمس عنان السماء، فهؤلاء الأطراف المتصارعة – الحوثيون وما يسمى بالشرعية – كلاهما لا يرقبون فيكم إلا ولا ذمة؛ باعوا دماءكم خدمة لأسيادهم الأمريكان والإنجليز، أليس من الأولى أن معاناة الناس والدماء التي أريقت هي الدافع على إنهاء هذا الصراع؟ أم أن الأمم المتحدة ومبعوثها المجرم أكثر قيمة عند هؤلاء السياسيين منكم؟! أم أن الكفار لم يشبعوا من دماء أهل اليمن أو لم تتحقق مصالحهم ولم يتأذنوا بإنهاء الحرب؟!
لقد بُحّت أصواتنا في حزب التحرير من إبداء النصح والتحذير، وسوف نستمر بالنصح؛ لأن إسلامنا علمنا أن لا نكل ولا نمل في نصح أهلنا. فهلا أخذتم الخير الذي نحمله لكم ففيه عز الدنيا والآخرة؟! ﴿وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُون﴾.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
نشوان جسار – ولاية اليمن