الخلاص الحقيقي لمسلمي الروهينجا لن يحدث إلا عندما تقوم الخلافة على منهاج النبوة
الخبر:
احتجزت السلطات في بنغلادش أكثر من ثلاثمئة لاجئ من مسلمي الروهينجا لدى عودتهم إلى سواحلها بعد فشل محاولتهم الوصول إلى ماليزيا بحرا، حيث توفي أكثر من عشرين مسافرا جوعا على السفينة التي ضلت طريقها في البحر لشهرين.
وقال مسؤول في حرس السواحل في بنغلادش اليوم الخميس، إن ما لا يقل عن 24 من أبناء عرقية الروهينجا لقوا حتفهم على متن سفينة تم إنقاذها أمس، وعلى متنها 382 شخصا.
وأضاف أن الذين عثروا عليهم “كانوا في البحر لنحو شهرين وأنهكهم الجوع”، وقد تم اتخاذ “قرار نهائي” بإرسالهم إلى ميانمار المجاورة. (الجزيرة نت)
التعليق:
يشهد المجتمع الدولي منذ أكثر من عامين ونصف على وجود أكثر من 1.2 مليون لاجئ من مسلمي الروهينجا في مخيمات اللجوء على الحدود بين ميانمار وبنغلادش، لكنه لا يحرك ساكنا لإيجاد الحلول ومحاسبة المتسببين في واحدة من مآسي العصر وهو الذي يتشدق بنصرة المظلوم وشن الحروب ضد الإرهاب!! وكأن ما يصيب مسلمي الروهينجا ليس ظلماً وإرهاباً!!
إن المأساة الإنسانية التي تشهدها مخيمات اللاجئين الروهينجا تتفاقم، هذا وقد وافقت حكومتا بنغلادش وميانمار على خطة لإعادة اللاجئين، وكان قد أعلن الجانبان عن الشروع في تفعيل خطتهما بدءا من منتصف تشرين الثاني/نوفمبر 2018، لكن هذه الخطط لم يكتب لها النجاح حتى الآن وذلك بسبب الخوف الشديد من العودة إلى أماكن قُتل فيها أبناؤهم وآباؤهم وإخوانهم، فعمد الكثير من اللاجئين إلى الفرار من مخيماتهم خشية إجبارهم على العودة والمعاناة التي تنتظرهم حال عودتهم.
ففي شهر شباط/فبراير من هذه السنة أكد خفر السواحل في بنغلادش مقتل 15 من لاجئي الروهينجا المسلمين جميعهم من النساء والأطفال وفَقْدَ عشرات آخرين، حيث تمّ إنقاذ 73 من اللاجئين بينهم 46 امرأة وثلاثة أطفال، بعد انقلاب قارب كان يحمل قرابة 130 لاجئاً في خليج البنغال أثناء محاولتهم الوصول إلى ماليزيا.
وهذه الحادثة المأساوية ليست الأولى ولن تكون الأخيرة في ظل تعامي وصمت قادة العالم وخاصة من يُسمون بقادة البلدان الإسلامية بمن فيهم قادة بنغلادش، فهم يقومون بتنفيذ الخطط الشريرة التي يضعها أسيادهم الاستعماريون الغربيون. فقد ضاقت الحكومة البنغالية ذرعا باللاجئين، إذ ترى فيهم عبئاً يثقل كاهلها متذرعة بالوضع الاقتصادي السيئ، حيث أخذت تمارس نوعاً من القسوة في التعامل مع من يرفضون العودة، واحتجزت عدداً ممن وردت أسماؤهم بالقائمة الأولى، ومنعت عنهم الطعام وحظرت عليهم الحركة إلى حين بدء عملية الإعادة بالتنسيق مع الجهات المعنية في ميانمار.
إن الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة هي وحدها التي سترعى شئون الأمة، وهي التي ستحررها من قبضة القوى الاستعمارية الشريرة وعبيدها من حكام المسلمين العملاء. لذلك فإن الخلاص الحقيقي لمسلمي الروهينجا لن يحدث إلا عندما تقوم الخلافة على منهاج النبوة. قال رسول الله e : «وَإِنَّمَا الْإِمَامُ جُنَّةٌ يُقَاتَلُ مِنْ وَرَائِهِ وَيُتَّقَى بِهِ» رواه مسلم. لقد آن أوانها بإذن الله فبشائرها تلوح في الأفق وبالأفق القريب إن شاء الله.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
رنا مصطفى