مع الحديث الشريف
الصيام لي وأنا أجزي به-1
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم “مع الحديث الشريف” ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جاء في فتح الباري شرح صحيح البخاري لابن حجر العسقلاني بتصرف في “باب هل يقول إني صائم إذا شتم”.
حدثنا إبراهيم بن موسى أخبرنا هشام بن يوسف عن ابن جريج قال: أخبرني عطاء عن أبي صالح الزيات أنه سمع أبا هريرة رضي الله عنه يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “قال الله كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به، والصيام جنة وإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب، فإن سابه أحد أو قاتله فليقل إني امرؤ صائم، والذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك، للصائم فرحتان يفرحهما إذا أفطر فرح وإذا لقي ربه فرح بصومه”.
أيها المستمعون الكرام:
كل عمل بن آدم له إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به، هذا ما أخبرنا به رب العزة سبحانه، فالصيام عبادة تختلف عن سائر العبادات، يترك المسلم فيها طعامه وشرابه وشهواته مرضاة لله، ويقبل على العبادة والطاعة مرضاة لله، فكانت النتيجة أن يكافئه الله على فعله هذا، وعلى امتثاله لأوامره ونواهيه.
أيها المسلمون:
حريٌّ بنا أن نقدر هذا الأجر، فهو أجر عظيم بلا شك، أراد الله أن يدّخره لنا يوم القيامة. فالله سبحانه كريم مع عباده، يطلب منهم ليعطيهم، يأمرهم بطاعته ليكرمهم، فهو الذي علمنا كيف ندعوه، وهو الذي علمنا كيف نعبده، وعلمنا كيف نعمل لمرضاته، وعلمنا كيف نصوم حرصا علينا، لا حاجة للعبادة أو الطاعة، فهو القائل “وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله” وهو الغني سبحانه في علاه عن العالمين. فتمتعوا -أيها المسلمون- في هذه العبادة، عبادة الشهر الكريم، فالمتعة كل المتعة في الصيام والقيام وقراءة القرآن، وصلاة التراويح، والمتعة في طاعة الله سبحانه يمكن أن نعيشها على الرغم من غياب دولة الحق، دولة الإسلام التي ترعى شؤوننا وصيامنا، وعلى الرغم من وجود حكام؛ بل عصابات يمكرون بالمسلمين ليل نهار لصالح أعداء الأمة.
اللهمَّ عاجلنا بخلافة على منهاج النبوة تلم فيها شعث المسلمين، ترفع عنهم ما هم فيه من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرض بنور وجهك الكريم. اللهمَّ آمين آمين.
أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه للإذاعة: أبو مريم