يا علماء السلاطين دائماً نراكم في المكان الخطأ
لقد بلغ الباطل ذروته فماذا بعده إلا السقوط
الخبر:
مع جائحة كورونا ظهرت أصوات النشاز من علماء السلاطين تُغرِّد بفتوى جريئة وصريحة منعت مساجد الله أن تُقام فيها الجُمع والجماعات تحت ذريعة الحجر الصحي، ولم تتوقف فتواهم عند حد، حتى أقبل شهر رمضان المبارك، فبدأت وساوس أهل الزيغ والفتنة في التعريض في الفتوى. يقولون: “قال الأطباء إن جفاف الحلق من أثر الصيام يجعل الصائم أكثر عُرضة للإصابة بفيروس كورونا”.
التعليق:
صدق الصادق المصدوق eحيث قال: «لَيُنْقَضَنَّ عُرَى الْإِسْلَامِ عُرْوَةً عُرْوَةً، فَكُلَّمَا انْتَقَضَتْ عُرْوَةٌ تَشَبَّثَ النَّاسُ بِالَّتِي تَلِيهَا، وَأَوَّلُهُنَّ نَقْضًا الْحُكْمُ وَآخِرُهُنَّ الصَّلَاةُ» رواه أحمد، ومع تسارع الأحداث منذ ثورات الربيع العربي 2011م لم يعد خافياً على أبناء الأمة الإسلامية أن “علماء” ظنوهم هكذا من قبل! ثم تحقق لهم أنهم لم يكونوا سوى علماء سوءٍ نذروا أنفسهم لأهواء السلاطين ابتغاء الجاه والمال والشهرة… قال تعالى: ﴿يَعْلَمُونَ ظَاهِراً مِّنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ﴾، فكم دماء بريئة سفكها الحُكام الخونة إلا وترى علماء السلاطين ينعقون بشرعنتها زوراً وبهتاناً؟! قالوا عن الربا فوائد، وعن التبرج والسفور حرية شخصية! لم يكتفوا بالسكوت على حكم الكفر في بلاد المسلمين بل كانوا في خط الدفاع الأول عن هذه الأنظمة بتضليل الناس وإعطاء الحكام شرعية الحكم بها، حتى فسدت حياة الناس، في كل مكان يحكمون بغير ما أنزل الله، والبنوك الربوية والمراقص وحانات الخمور وبيوت الدعارة منها الظاهر ومنها ما يعمل من وراء ستار في أمهات المدن في بلاد المسلمين و…، وشاهد الحال يُغنيك عن البيان في هذا المقام!!
فمنذ البداية عندما غيّر الطواغيت من حكام الخيانة بعد هدم دولة الخلافة الإسلامية، نظام الحكم في الإسلام بأنظمة جاهلية، وعلماء السلاطين دون حياء يُلبسون صنيعهم بلباس الإسلام زورا وبهتانا، فبدلوا نتيجة فتواهم نعمة الله كفراً وأحلوا قومهم دار البوار! فنقضت أولى عرى الإسلام وقد صدق رسول الله «وَأَوَّلُهُنَّ نَقْضًا الْحُكْمُ».
وعندما أظهر الله كورونا في الأرض يقهر كبرياء الحكام المجرمين ويكشف عن سوء رعايتهم لشعوبهم؛ فقد كان أولى بعلماء السلاطين المترفين أن يتورعوا في الفتوى ويتوبوا إلى الله؛ ولكن لجّوا في ظلال فتاويهم، يتجرؤون على ما لم يجرؤوا عليه من قبل، فصلاة الجمعة والجماعة التي لم تخطر على قلب مسلم أن يصل الحال بتعطيلها، أذنَّ علماء السلاطين اليوم بتعطيلها تحت ذريعة الحجر الصحي، دونما نظر أو تروٍّ في أصول الشرع وأحكامه..!!
وهنا يجدر بنا أن نتذكر الشطر الآخر من حديث رسول الله e «… وَآخِرُهُنَّ الصَّلَاةُ»؛ وصل الباطل إلى ذروته، فهل بعد الذروة إلا السقوط، وما ذلك على الله بعزيز. ﴿وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُواْ فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيراً﴾.
فهل لي برجال غيورين قد صدقوا مع الله، تراهم على الحق ظاهرين لعدوهم قاهرين أبت أنفسهم إلا أن يرى الناس نوراً ساطعاً يملأ الأرض قسطا وعدلاً كما ملئت جوراً وظلما؛ فاستنهضوا الهمم لإعادة الحكم بما أنزل الله وعودة الحياة الإسلامية إلى طبيعتها في ظل دولة خلافة على منهاج النبوة بشر بها الحبيب محمد e، حيث لا مقام فيها لقول سلطان خائن ولا علماء سوء؟! ويبقى لكل مقام حظه من الرجال.. خلفاء أتقياء وعلماء مخلصين لا يخافون في الله لومة لائم وأولئك هم العلماء حقاً ﴿أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاء اللَّيْلِ سَاجِداً وَقَائِماً يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ﴾.
فيا أيها المسلم الغيور على دين الله خوفاً وطمعاً ترجو رحمة ربك هلمَّ إلى العمل مع العاملين المخلصين لاستئناف الحياة الإسلامية بإقامة الحكم بما أنزل الله بخلافة على منهاج النبوة، هذا حزب التحرير يناديكم على الحق ظاهرين بإذن الله، لعدوهم قاهرين حتى يأتي أمر الله.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
الأستاذ رمزي راجح – ولاية اليمن