من ثمار الحضارة الإسلامية في بريطانيا
الخبر:
الجزيرة نت – على غرار الأطباء المسلمين الذين كانوا أول من لبى الواجب في المعركة مع فيروس كورنا المستجد (كوفيد19) انفردت المساجد البريطانية بمبادرات غير مسبوقة في دور العبادة، لعل أهمها تطوع مسجد في العاصمة لندن لاستقبال المرضى في سابقة من نوعها في عموم بريطانيا والعالم.
ووافقت وزارة الصحة على طلب مسجد شمال غرب لندن لتخصيص عدد من غرفه وساحته الكبرى، لاستقبال بعض المرضى، بعد أن قدم المسجد كل الضمانات بأنه سيوفر لهم كل الحاجيات الضرورية من رعاية وتطبيب.
وهذه المرة الأولى التي توافق فيها السلطات الصحية على مثل هذه المبادرات التي تهدف لتخفيف الضغط على المستشفيات، وأيضا الاستفادة من الإمكانيات التي تتوفر لدى المسجد من مساحة ومتطوعين قادرين على تقديم الرعاية للمرضى.
وانبرى عدد من الأطباء المسلمين المشهود لهم بالكفاءة لتقديم المبادرة للسلطات الصحية التي وافقت عليها بعد أن ظهر أن الكادر الطبي الذي سيشرف على العملية له من التجربة والخبرة الطبيتين ما يمكنه من التعامل مع المصابين.
التعليق:
قال تعالى: ﴿كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ﴾…
الفخر كل الفخر لأبناء الجالية الإسلامية في بريطانيا لدورهم المشهود في حربهم ضد فيروس كورونا ولموقفهم البطولي في مساعدة الناس المرضى على مختلف جنسياتهم وألوانهم وأديانهم وأعراقهم. عمل عظيم وتضحية كبيرة ومخاطرة بالأرواح يقدمها الأبطال المسلمون في مسجدهم في بريطانيا ودون أن يطلب أحد منهم ذلك. تطوعوا وتقدموا بمحض إرادتهم وبحب وتفان لمعاونة المرضى ولمساعدة المجتمع بكافة أطيافه. وكان الدافع والمحرك لهم هو دينهم الكريم وعقيدتهم العظيمة وشريعتهم السمحاء. أرادوا أن يقدموا مثالاً نموذجياً في بلاد الغرب وصورة مشرقة عن أمتهم ودينهم الذي دعاهم ليكونوا مثالاً يحتذى به خصوصا وقت الأزمات والكوارث.
هذا المسجد وغيره من مساجد المسلمين في بريطانيا كانت محط أنظار وأقلام الصحافة والإعلام البريطاني لعقود من الزمن. كانت هذه المساجد لا تذكر في الإعلام البريطاني إلا وذكر الإرهاب والتطرف والأصولية وغيرها من الأفكار والأمور السلبية إلى جانبها، ومضمون الأخبار التي مفادها أن هذه المساجد عبارة عن أماكن الشر وأوكار للإرهابيين والمخربين، هكذا كانت تصور المساجد وهكذا كان يوصم مرتادوها في الإعلام البريطاني!
ولكن انظر إلى هذه المفارقة اليوم وقارن ذلك بما قام به كنيس يهودي في أمريكا كان يخفي أعدادا هائلة من الكمامات في الكنيس ليستأثر بها مرتادوه وأبناء جاليته ويحرموا باقي المجتمع في أمريكا منها. أي مفارقة هذه وأي دافع يقف وراء تصرف المسلمين وغيرهم في بلاد الغرب.
إن الأمة الإسلامية عريقة في حبها الخير للبشرية، وعريقة في عدالتها وعريقة في تضحيتها لإنقاذ الناس وتحريرهم من العبودية والذل والشرك والهوان. أمة تحترق لتضيء الطريق للبشرية… أمة همها الخير للناس لا أن تستعمرهم وتستغلهم وتستعبدهم كما تفعل الدول الرأسمالية اليوم وعلى رأسها أمريكا.
على الغرب أن يعيد النظر في أوراقه وأفكاره ومبادئه الفاسدة المفسدة وعقيدته المبنية على المنفعة وعلى فصل الدين عن الدولة. على الغرب أن يعي أن وجود المسلمين بين ظهرانيهم هو عامل رحمة لهم وعامل خير لمجتمعاتهم ولذا فعلى إعلام وسياسيي الغرب أن يتوقفوا عن شيطنة الجالية المسلمة وشيطنة المساجد وأن يقفوا موقف الاحترام والتقدير للمسلمين فجائحة كورونا خير دليل على ذلك.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
الدكتور فرج ممدوح