مع الحديث الشريف
موانع الصيام عند النساء
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم “مع الحديث الشريف” ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ هِشَامِ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ زَيْنَبَ ابْنَةِ أُمِّ سَلَمَةَ، عَنْ أُمِّهَا ـ رضي الله عنهما ـ قَالَتْ بَيْنَمَا أَنَا مَعَ، رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي الْخَمِيلَةِ إِذْ حِضْتُ فَانْسَلَلْتُ، فَأَخَذْتُ ثِيَابَ حِيضَتِي فَقَالَ: “مَا لَكِ أَنُفِسْتِ”. قُلْتُ نَعَمْ. فَدَخَلْتُ مَعَهُ فِي الْخَمِيلَةِ، وَكَانَتْ هِيَ وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَغْتَسِلاَنِ مِنْ إِنَاءٍ وَاحِدٍ، وَكَانَ يُقَبِّلُهَا وَهُوَ صَائِمٌ. سنن ابن ماجه
أيها الأحبة الكرام
إن خير الكلام كلام الله تعالى، وخير الهدي هدي نبيه عليه الصلاة والسلام، محمد بن عبد الله، أما بعد:
إن هذا الحديث الشريف يوضح لنا أمراً قد تشابه عند بعض المسلمين لكثرة الغلط والأقوال، وهو خاص بالحيض عند النساء، فقد أوضح الحديث أن النساء لا يحق لهن القيام بعبادة الصيام إن كن حائضات غير طاهرات، وهنا قد يتبادر إلى الذهن تساؤل: كيف يربط الصيام بالطهارة هنا مع أن الجنب يستطيع الصيام؟ الجواب هو أن الأحكام الشرعية المتعلقة بالعبادات لا تؤخذ بالعقل ولا يوجد لها علة خاصة بل هي كما هي من عند الله، فالله منع المرأة من الصيام عند الحيض وأحله لها عند الجنابة وكذلك الرجل، فلا جدال ولا نقاش. وللأسف قد خرج علينا متسكعون ممن يريدون أن يضربوا الإسلام والمسلمين من خلال إقحام العقل في العبادات وجعله حكماً.
الأمر الآخر الذي ذكره الحديث هو أن القبلة بين الرجل وامرأته لا تفطر، وقد فعلها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو قدوتنا في كل شيء.
حتى لا نقع في الشبهات والإثم علينا أن نحرص على القيام بالعبادات بالشكل الذي قام بها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأن نبتعد عمن يريدون أن يفسدوا علينا ديننا وعباداتنا حقداً وغلاً، ولكن هيهات هيهات أن نكون لقمة سائغة لهم، فنحن عباد الله المخلصين وعلى درب رسولنا سائرين.
الله نسأل أن يحفظ لنا ديننا، وأن يتقبل منا صيامنا، وأن يجازينا عليه خير الجزاء، ويصبّرنا على من عادانا، اللهم آمين.
أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه للإذاعة: د. ماهر صالح