الولد سر ابيه
في غفلة من الأمة استطاع الإنجليز إيصال ما يسمى بحزب البعث على ظهور الدبابات إلى الحكم في سوريا عام 1963م، وكان من الضباط البارزين فيها هم حافظ الأسد وصلاح جديد العلويان أو النصيريان ويرافقهما يوسف زعين وإبراهيم ماحوس.
ما أن وصل الحزب إلى الحكم حتى أخذ بسن القوانين التي تكمم الأفواه وتبيح لأجهزة الأمن القمعية اعتقال الناس وتعذيبهم والتنكيل بهم، فكان أن اخترعوا ما يسمى بقانون الطوارىء وأضافوا إلى الدستور موادا تمنع كل ما غير بعثي من الوصول إلى مركز متقدم في السلطة فكانت المادة الثامنة سيئة الذكر في الدستور التي تنص على أن حزب البعث هو الحزب الوحيد الذي يتسلم السلطة وهو الحزب الوحيد الذي يحكم سوريا العزيزة.
لكن أخطر ما قام بع هؤلاء هو أنهم قدموا الأشخاص العلويين أبناء طائفتهم على كل من سواهم، وفتح باب الجيش على مصراعيه لهؤلاء العلويين، ونالوا الرتب العالية في الجيش وتولوا مراكز القيادة وبموازاة ذلك تسلموا المراكز في الحزب حتى أصبح الوضع كله بيد العلويين تقريبا ً، وصار الحزب عبارة عن طائفة العلويين تلبس ثوب حزب البعث البالي وفي حقيقة الأمر لم يبق من الحزب إلا اسمه الذي اتخذ مطية للعلويين للوصول إلى أغراضهم.
بقيت الأمور تسير حسب المخطط المرسوم حتى وقعت حرب حزيران عام 1967م وكان حينها حافظ أسد وزيرا ً للدفاع، فلم يقم الجيش السوري بالقتال الحقيقي بل إن العميل حافظ أسد وزير الدفاع حينها وإعلانه سقوط الجولان واحتلالها؛ هذا الإعلان الذي مكن يهود من التقدم واحتلالها.
بعد أن اطمأن حافظ أسد إلى الوضع في سوريا بعد انتهاء حرب الساعات الثلاث في حزيران عام 1967م أخذ بعمل جاهدا ً على الانفراد بالسلطة فاعتقل أصدقاءه الضباط ومن شايعهم من السياسيين، وما أن جاء عام 1970م إلإ وقد أصبحت الأمور جميعها في سوريا في قبضة يده فقام بزيارة للسادات في مصر، فقام السادات بإقناعه بالتحول من العمالة للإنجليز إلى العمالة للأمريكان وحصل الاتفاق، ولما رجع حافظ أسد إلى دمشق أعلن نفسه رئيسا ً للبلاد ومنذ ذلك الوقت أصبح حافظ أسد حاكما ً مطلقا ً لسوريا.
لقد كان حافظ أسد ذا عقلية بوليسية، كما كان رجلا ً دمويا ً منقطع النظير، فحكم سوريا بعقلية السجان، فأطلق أيدي أجهزة الأمن الإجرامية فأرعبت الناس ونكلت بهم حتى قيل أنه أوجد ما يقارب تسعة أجهزة أمنية تعمل لحفظ أمن نظام حافظ أسد من الزوال، فامتلأت السجون والمعتقلات بكل من نطق بكلمة نقد للنظام وأدائه وتعامله مع الناس، حتى صار الشعب لا يعرف عدد المعتقلين ولا مكان وجودهم ولا يسمح بزيارتهم إلا بعد مرور أعوام في الاعتقال.
أما دموية حافظ أسد وحقده الدفين على أهل سوريا فحدث ولا حرج، فقد استباح مدينة حماة وقذفها بالمدفعية الثقيلة فهدم البيوت على ساكنيها واستباح المساجد التي لا يقيم لها حرمة، فقتل في حماة الآلاف من الناس وانتهك جنوده الأعراض حتى وصل الأمر أن قامت سرايا الدفاع بالاعتداء على النساء في شوارع دمشق وغيرها يمزقون حجابهن ويهتكون سترهن، كل هذا قام به حافظ أسد في سوريا ومدنها وسجونها في الشمال حيث قتل في السجون المئات من المساجين الأبرياء العزل، بينما العدو الغاصب للجولان ينعم بالسلام والأمن.
ومات حافظ أسد تتبعه لعنات الثكالى والأرامل والأيتام، وتولى مكانه ابنه بشار بجهود المنافقين المطبلين أعضاء ما يسمى بمجلس الشعب. سار بشار على خطى والده في اتباع سياسة القمع والإرهاب، فغصت السجون بنازليها، وامتلأت السجون بالأحرار وارتفعت أصوات المعذبين في أقبية المخابرات. لقد ضيق بشار وزبانيته على الناس بحجة المقاومة والصمود! فأية مقاومة وأي صمود الذي يتحدث عنها بشار وبطانته؟ إننا لم نسمع بطلقة واحدة أطلقت باتجاه العدو الإسرائيلي طيلة ما يقرب من نصف قرن.
أما المحتجون في درعا وغيرها من المدن السورية فإن الرصاص ينهمركالمطر على الأحرار وفي الشوارع، وكما استباح والده حافظ أسد مساجد حماة فقد استباح بشار مساجد درعا وغيرها. إن بشار يمسك بغصن الزيتون ليهود ويحمل الرشاش لأهل سوريا، ويخرج على الناس هو وزمرته ليقولوا بأن هناك مؤامرة على سوريا وهناك عناصر مدسوسة تقوم بإطلاق الرصاص على الناس وأجهزة الأمن، وهم يعلمون أن هذا الكذب لا ينطلي على أحد، وصدق في بشار ووالده من قبل قول الشاعر:
أسد عليّ وفي الحروب نعامة ربداء تجفل من صفير الصافر
وإننا لنقول لبشار ولكل من يقف معه ويؤازره بأن المصير المحتوم والقريب هو مزبلة التاريخ لتلحق بوالدك تشيعك لعنات أهل سوريا جميعا ً.
وفي الختام أسأل الله – تعالى- أن يعجل بالفرج وأن يمنّ علينا بنصر من عنده، نصر مؤزر يطيح بالرويبضات جميعا ً ويمكننا من إعلان الخلافة الراشدة إنه على ما يشاء قدير وبالإجابة جدير.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوكم،
أبو محمد