من أروقة الصحافة – مظاهرات مستمرة بتونس ضد الحكومة
ذكرت الجزيرة نت في صفحتها الالكترونية ان قوات الأمن التونسية فرقت قبل عدة ايام مظاهرة وسط العاصمة التونسية، نظمت لليوم الثالث على التوالي على خلفية الاحتقان الذي غذته تصريحات وزير الداخلية السابق عن احتمال حدوث انقلاب في البلاد. وتزامنت هذه التطورات مع الحكم على أحد أقرباء زوجة الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي بالسجن.
وقامت شرطة مكافحة الشغب باستخدام قنابل الغاز المدمع لتفريق نحو 300 شخص تجمعوا أمام المسرح البلدي في شارع الحبيب بورقيبة في قلب العاصمة التونسية، رفعوا خلالها شعارات تنادي برحيل الحكومة المؤقتة برئاسة الباجي قائد السبسي، وبمحاسبة رموز الفساد في البلاد، وباستقلالية القضاء.
لقد كانت احداث تونس وثورته المباركة شعلة اضاءت سماء العواصم العربية الاخرى , وكانت تونس سباقة بالاطاحة برئيسها السفيه ابن علي , مما اعاد للامة الامل في القضاء على الحكام الطواغيت , ورفع من معنويات الشعوب المقهورة المغلوبة على امرها .
الا ان المتابع لنتائج الثورة المباركة الى الان , يدرك حقيقة ساطعة لا يمكن الالتفاف عليها , الا وهي ان النظام العميل التونسي لم يسقط بعد , وان شعار الشعب يريد اسقاط النظام لم يتحقق كما تمنى ابناء تونس البواسل .
فالنظام القائم بدستوره وافكاره وقوانينه ووسطه السياسي وتبعيته وعمالته هي هي لم تتغير بعد , بل كان التغيير في بعض الرموز ولم يتعدى رتوشا هنا وهناك , اما الجوهر فهو ثابت ولم يتم اقتلاعه .
وقد برزت بعض اسباب عدم التغير الحقيقي والتي منها ضعف الوعي السياسي على الاحداث والمطالب والتغيير المنشود , ومنها ايضا خذلان الجيش للشعب وعدم نصرته لعقيدة ابناء تونس المسلمين , مما جعل الثورة تبرح مكانها من زاوية تغيير النظام وقلعه .
ولكن لن يكون الامر سهلا للنظام بممارسة التضليل بعد اليوم , فقد ادرك الشعب التونسي كما غيره من الشعوب الاسلامية ان الانظمة الحاكمة تستمرئ الذل والهوان للغرب وتبرع بالتضليل والكذب على شعوبها , ولذلك فان كل ما يقوم به هذا النظام المجرم من خلال الحكومات المتغيرة بتسارع , لن يمر على الشعب بسهولة ويسر , بل ان الشعوب قد استعادت عافيتها واصبحت تمارس المحاسبة السياسية لحكامها على طريق القضاء عليهم واستبدالهم بما هو خير .
لذلك كان على اهلنا في تونس ان يغذوا السير على درب التحرر الحقيقي من النظام الحاكم واقتلاعه واستبداله بنظام الخلافة العادل , ليتحقق بذلك العدل والرحمة وتوزيع الثروات بما يقتضيه نظام الاسلام العظيم , وتعود تونس منبرا للجهاد في سبيل الله لفتح اوروبا ، وما ذلك على الله بعزيز.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي لحزب التحرير الأستاذ أبو باسل
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته