خبر وتعليق نتنياهو والطفلة
بالأمس افتتح الكنيست الإسرائيلي دورته الصيفية بإحياء ذكرى مؤسس الحركة الصهيونية هرتسل، وقد افتتح الجلسة رئيس وزراء دولة يهود بنيامين نتنياهو بخطاب ألقاه على مسامع الأعضاء والحضور، وقد وقفت على كلمتين في هذا الخطاب؛ الأولى عندما قال معلقاً على مسيرات ذكرى النكبة: “لقد شاهدت طفلة فلسطينية تحمل مفتاحاً كبيراً كرمز وهي تقول هذا مفتاح بيتي.. هذا مفتاح بيتي، وهي لا تقول هذا مفتاح بيتي في رام الله ونابلس، بل تقول هذا مفتاح بيتي في يافا وحيفا وعكا وتل أبيب”.
والكلمة الثانية عندما قال وبعصبية شديدة: “إن الفلسطينيين لا يعتبرون النكبة في 1967، بل يعتبرونها في 1948، أي أنهم لا يعترفون بنا كدولة إسرائيل”.
لقد كفاني في خطابه هاتين الكلمتين التي إن دلّت فإنما تدل على أن السلام بين اليهود والمسلمين كذبه لن تتحقق، مهما قامت السلطة بتوقيع الاتفاقيات مع يهود، ومهما قدم الحكام مبادرات وخرائط، ومهما عملت أميركا وأوروبا من خطط وأساليب، فإن الواقع ينطق أن السلام ورق في ورق، وإن حصل فإنما يحصل بين حكام يهود وحكام المسلمين، لا بين المسلمين واليهود ماداموا مغتصبين لأرضهم، تقدر أيديهم بدمائهم.
إن هذه الطفلة المسلمة التي أدهشت نتنياهو لم تشهد نكبة 48، ولم تشهد مجزرة دير ياسين، ولم تشهد الـ67، ولم تشهد حرق الأقصى، وحرق المسجد الإبراهيمي، ولم تشهد الدماء التي سالت خلال الستون سنة الماضية، فلا عجب من أن يندهش اليهود لماذا مشاعر هذه الطفلة تجاههم هي كمشاعر أبيها وجدها الذين شهدوا الأحداث. ولا أرى سبباً إلا الإسلام الذي وقر في قلبها وقلب أبيها وجدها، وظلت ترضعه لتحمله لابنها من بعدها، فلا غير تحرير الأرض كاملة، لا فرق بين الأقصى وبين الضفة.
بقلم – حسن الضاحي
17/5/2011