الحكام هم مغاليق الحدود مفاتيح القعود
تطرب الآذان لسماع تعليقات شباب الأمة في فلسطين والأردن وسوريا وغيرها من بلاد المسلمين وهم يدعون إلى تحرير فلسطين من قبضة بني يهود في ذكرى اغتصابها من قبل بني يهود، وذكرى بيعها من قبل الحكام في بلاد المسلمين.
والحرقة في أنفاس هؤلاء الشباب لا تخفى على سامع، حرقة من يهمّه أن تتحرر فلسطين، ويتخلص أهلها من المعاناة التي رزحوا ويرزحون تحتها منذ أن احتلها يهود وفرّط بها خونة العرب والعجم.
ومنهم من يدعو إلى ثورة لتحريرها، وإلى فتح الحدود لعبور أراضيها زحفاً لتخليصها.
ومن الجهة المقابلة مباشرة نسمع الصوت النشاز المغاير تماماً لتطلعات المسلمين قائلاً:
“ما دمت رئيسًا للسلطة، فلن أسمح أبدًا باندلاع انتفاضة جديدة، مهما كان شكلها”
ذاك هو محمود عباس، رأس هرم سلطة العار والشنار في فلسطين، وكأنه بكلامه العفن هذا، الممجوج هذا يجيب هؤلاء الذين أخذتهم الحمية لتحرير فلسطين ليضع سداً مانعاً في وجوههم بأن لا يتوهموا ولا يتفاءلوا!!
وقد صدق فيما قال وهو الكذوب، صدق بأنه لن يسمح بانتفاضة، كما صدق حين قال وفعل حين بدأ هجمته المتوحشة على من يريدون حمل السلاح في وجه بني يهود…
وفي أثناء كتابة هذه السطور يأتي خبر يقول أن أعداداً من أحبتنا في سوريا دخلوا دون خوف ولا وجل إلى الجولان، وأن بني يهود يتصدّون لهم ويطلقون عليهم نيرانهم…
فأصبحوا بين نارين:
نار الذليل المسمى حاكم سوريا الذي يعاملهم في درعا معاملة العدو، ويعامل أحباءه بني يهود في الجولان المحتلة معاملة الحليف والصديق.
وبين نار بني يهود.
لا أظن أحداً من المسلمين لا يريد الزحف على فلسطين لتحريرها
وفي ذات الوقت أجزم أنه لا أحد من الحكام يرغب أن يأتيه هذا الخاطر حتى في أبشع كوابيسه!!
لأن معنى أن يقبل حاكم بالتفكير في تحرير فلسطين يعني أنه يخالف عهداً مقطوعاً بينه وبين أسياده مفاده أن يكون حارساً أمينا لمصالحهم.
فهم – الحكام – مغاليق الحدود، ومغاليق كلّ خير للأمة، وفي ذات الوقت مفاتيح للشرور كلّها التي تحيق بأمة محمد صلوات ربي وسلامه عليه.
فمن يريد فتح الحدود ليس أمامه إلا خلع المنافقين المجرمين من حكام الضرار ولن يبقى بعدها سبب للحدود أن تكون مغلقة، ولا لفلسطين أن تكون محتلة، ولا لبني يهود أن يظلموا متحكمين في رقاب المسلمين في الأرض المباركة
فباركوا طلبكم أيها المسلمون بفتح الحدود بالمناداة والعمل لتطبيق دين الله الذي به، وفقط به، تكون العزّة التي يمنعنا من استنشاق عبيرها ما يُزكم أنوفنا من رائحة الخيانات للحكام في بلادنا
وأختم بما قاله مسلم لقناة الجزيرة :
العزة للإسلام….العزّة للإسلام.
سيف الدّين عابد