خبر و تعليق صالح مازال يراوغ
رفض علي عبد الله صالح يوم الأحد 22 أيار/مايو الجاري التوقيع على المبادرة الخليجية التي تقضي بتقديم استقالته لمجلس النواب بعد 30 يوماً من توقيعها،وإجراء انتخابات رئاسية خلال 60 يوماً، متعللاً بعدم حضور أحزاب اللقاء المشترك مراسيم التوقيع،طالباً منهم حضور مراسيم التوقيع في القصر الجمهوري،متهماً إياهم بدفع البلد إلى أتون حرب أهلية،محملاً إياهم الدماء التي سالت خلال الأشهر السابقة من الاعتصامات والدماء والتي سوف تسيل.
أمين عام مجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف الزياني كان حاضراً يوم الأحد هو ومندوبين غربيين بينهم السفير الأمريكي جيرالد فاير ستاين مراسيم توقيع المبادرة الخليجية في القصر الجمهوري،ولم يتمكنوا من مغادرته إلا بطائرة عمودية،بعد محاصرة مناصري علي عبد الله صالح طريق عودتهم.
بوادر عدم توقيع علي عبد الله صالح على المبادرة الخليجية كانت ظاهرة منذ الأسبوع الماضي حين أمضى عبد اللطيف الزياني خمسة أيام”الأحد- الخميس” في صنعاء لإقناع صالح بالتوقيع على المبادرة،ودعوة علي عبد الله صالح أحزاب اللقاء المشترك إلى انتخابات رئاسية مبكرة قبل يومين من موعد التوقيع على المبادرة.
كذلك أبدأ علي عبد الله صالح منذ الصيغة الأولى للمبادرة الخليجية في 3 نيسان/أبريل الماضي تعاملاً يفضي في الأخير إلى إطالة فترة دراسة وتداول المبادرة التي رفضها المعتصمون على الدوام مما يؤدي إلى إفشالها.
التهديد بالحرب الأهلية من قبل علي عبد الله صالح يعد الثاني خلال يومين بعد تهديده المبطن يوم الجمعة 20 أيار /مايو حين دعا أحزاب اللقاء المشترك لإجراء انتخابات رئاسية مبكرة بقوله “حقناً للدماء”.
في الوقت الذي يرفع فيه المعتصمون في الساحات سلمية الاعتصام،وعدم الانزلاق إلى مربع العنف يراهن علي عبد الله صالح في مراوغته على دفعة اليمن إلى حافة الهاوية بالتلويح بالحرب الأهلية التي لا يريدها الأمريكيون الذين يخشون توسع رقعة الفوضى في المنطقة إلى جانب الصومال مما يهدد إمدادات مصادر النفط من الخليج وجنوب الصحراء الكبرى،كما يهم الأمريكان أيضاً مصير الـ 300 مليون $ “نصفها عسكرية” التي يقدمونها مساعدة للنظام الحاكم في اليمن تحت مظلة الحرب على الإرهاب.ويشاركهم الأوربيون نفس الخشية لما عانوه من القرصنة على الشواطئ الصومالية وعرض المحيط الهندي التي أثرت على حركة ملاحة سفنهم إلى البحر الأبيض المتوسط وهددتهم بالعودة إلى طريق رأس الرجاء الصالح الطويل والمكلف.
بدأ علي عبد الله صالح بالتصرف بشكل غير متزن في التعامل مع المعتصمين في 17 محافظة يمنية مطالبين برحيله بعد أن تخلى عنه الانجليز والأوربيون في مواجهتها، مما جعله يساوم من خلال التهديد بالحرب بحثاً لنفسه في الأخير عن مخرج من الوضع المزري الذي وجد نفسه فيه.
إننا ننظر إلى حال حكام المسلمين الذين اتخذوا من الغرب سيداً لهم ثم وجدوا أنفسهم فجأة على قارعة الطريق أو يكادون وقد يحملون أنفسهم مآسي أكبر بالتهديد بارتكاب حماقات الحروب الأهلية،فهل يتعظ منهم من لا يزالون في الحكم ويغيرون دفة الولاء للغرب باتجاه سيد الشرق والغرب رب العباد ويثق المسلمون بان الله ناصرهم وخاذل عدوهم وأعوانه،وان ما يدور في البلاد الإسلامية ما هي إلا بوادر قرب النصر من عند الله بعودة سلطان الإسلام وعز المسلمين بعد الذل وإقامة دولة الخلافة على أنقاض الأنظمة الحاكمة المتهاوية.
مهندس:شفيق خميس
رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية اليمن
أيار/مايو 2011م