Take a fresh look at your lifestyle.

في جمعة “حماة الديار”: ليحسم الجيش السوري خياره لمصلحة دينه وأهله وشعبه

 

إنها جمعة “حماة الديار” الجمعة العاشرة في انطلاقة الثورة الشعبية على النظام السوري. وقد ساهمت تصرفات النظام السوري الوحشية في مواجهتها بتطورها بشكل مأساوي قضى على أي نقطة التقاء ما بين النظام السوري والشعب. والذي أسهم في وصول هذا الأمر إلى نقطة اللاعودة هو أن هذا النظام يقوم في مواجهة الاحتجاجات الشعبية ضده على رأسين هما: بشار وأخوه ماهر. أما الآخرون من السياسيين والأمنيين والعسكريين فهم مستشارون لا يملكون المشاركة في اتخاذ القرار. وهذا ما يفسر التزاوج غير المنسجم بين دعوى الإصلاح التي طرحها النظام وبين مواجهته الشرسة لهذه الاحتجاجات التي يصر القائمون عليها أنها سلمية، ويصر النظام على أنها مؤامرة خارجية ويواجهها بوحشية غير متناهية متهماً من يقتلهم من الناس بالمندسين ليبعد عن نفسه أنه يقتل شعبه، بل يمكن القول إن النظام السوري يقوم على ثلاثة رؤوس لا رأسين فقط، وهم: بشار وماهر ووالدهما الهالك حافظ اللذان يعودان إليه في كيفية مواجهة هذه الاحتجاجات بكل إجرام تماماً كما كان يفعل.

 

إن هذا النظام سرعان ما انكشف ادعاؤه الإصلاحَ حين راح يحاصر شعبه ويقصفه بالدبابات ويقتحم المدن ويقتل ويعتقل ويحقق ويمارس أبشع أنواع التعذيب بحقه؛ فطغى إرهاب النظام السوري على دعواه في الإصلاح… وسرعان ما ارتدت خطته الماكرة في مواجهة شعبه عليه، والتي تقوم على تقطيع مناطق الاحتجاجات والقضاء عليها منطقة منطقة على الطريقة الوحشية التي بات يراها ويسمعها العالم أجمع. وبفضل الله تعالى تغلب الشعب السوري الذي تغلي دماء الإسلام الزكية والأبية في عروقه على كل ممارسات النظام، ووصل إلى نتيجة واحدة أنه لا بد من التخلص من هذا النظام مهما كان الثمن، ولعل ما تحمله نفوس الناس المشحونة ضد هذا النظام هو أكثر بكثير مما يعبّر عنه المتظاهرون من المطالبة بإسقاط النظام… وسرعان ما ارتدت على النظام خطته في إشراك الجيش في جريمته لاستعداء الناس عليه وكسبه إلى جانبه وتحريكه في سائر مناطق الاحتجاجات حتى لا يعمل ضده في هذا الظرف العصيب الذي يمر به وليبقى تحت سيطرته؛ إذ لم يستطع النظام حسم الموقف ضد الناس لمصلحته بموجب هذه الخطة، بل زادت النفوس تسعيراً ضده وتوسعت مناطق الاحتجاجات وبات لا يستطيع أن يرسل الجيش إلى سائر مناطق الاحتجاج لأن ذلك يضعف قبضته عليه ويجعل الجيش حينها يفكر في الخروج عليه والانضمام إلى الثوار. وقد أُسقط في يد النظام أكثر وأكثر انكشافه الكامل أمام الجيش أولاً (ضباطاً وأفراداً) وأمام الشعب وأمام العالم الخارجي بقتل عناصر الأمن لعناصر الجيش الذين يرفضون الأوامر في قتل أهاليهم، وما تحريك واستخدام النظام للفرقة الرابعة التي يقودها ماهر الأسد -التي تقوم مهمتها الأساسية على حفظ النظام- لمحاصرة واقتحام المناطق إلا من باب العجز والضعف الذي اضطره إلى استعمالها بدل إبقائها على الحياد كاحتياطي يستعمل عند الضرورة القصوى. ويبدو أن الضرورة القصوى هي التي ألجأته إلى استخدامها في قمع التظاهرات، ويبدو أن ثقة النظام بالجيش ليست على ما يرام. وعدم الثقة هذه جعلته يضع في كل قطعة عسكرية مجموعة من الأمنيين من المخابرات الجوية ومن الفرقة الرابعة ليتحكم بتشكيلات الجيش الأخرى، وليضمن عدم خروجها على أوامره.

 

إن هذا النظام بالفعل قد أظهر احتقاره للجيش منذ وجوده. ويده في الإجرام بحقه لا تقل عن إجرامه بحق الناس؛ لذلك كان على الجيش أن يقوم بدوره من غير خشية إلا من الله، فالجيش الذي يخشى غير الله ليس بجيش، فهو بالأصل وُجد وأعد للجهاد في سبيل الله والاستبسال والاستشهاد، وقد فرضت الأحداث نفسها عليه، فإما أن يكون نصيراً لدينه وشعبه وأهله، وإما أن يكون نصيراً لهذا النظام البائس المجرم، لذلك يعتبر الآن مجرد سكوته جريمة، وجريمة أكبر أن يتصرف بحسب أوامر النظام، نعم إن الأنظار الآن تتجه إلى الجيش ليتصرف ويحسم الأمور لمصلحة دينه ويحقن دماء أهله ويوفر مآسيهم.

 

أيها الناس في سوريا

 

لقد انكشفت عورة هذا النظام وبانت سوءته للقاصي والداني وإن منظرها لَكريه، لقد شرع هذا النظام يخبط خبط عشواء، فتارة يبطش بيد من حديد وتارة يلوح بالحوار الوطني، وتارة يحاصر المدن بالدبابات ويقصفها ويعتقل ويعذب المعتقلين عذاباً شديداً وينتهك الأعراض ويقتحم المساجد وينتهك حرماتها، وتارة يصدر قانوناً جديداً يحاول من خلاله تهدئة الشعب الثائر كقانون الانتخابات… حتى إن أحداً بات لا يعرف قواعد التصرف عند هذا النظام، ولكن الجميع يعرفون أنه من مخلفات الحقبة المخابراتية السوفياتية السابقة السيئة السمعة، ويعرفون أن الذهنية التي تركب المشهد اليومي المأساوي هي ذهنية أمنية اعتادت الحلول الأمنية منذ عقود، ولا تعرف قواعد غيرها للتعامل بها… بيد أن صمودكم وبسالتكم وإصراركم على التغيير الصحيح كفيل بأن يطيح بهذا النظام السفاح الذي يحارب الله ورسوله ويؤذي عباده، وهذا عهدنا بكم، وهذا الذي جعل النظام يطيش عقله وتطيش سهامه، والتي نسأل الله أن تصيب مقتله، فاستمروا على ما أنتم عليه يداً واحدة لا ترهبها سطوة ظالم ولا جبروته، فالله معكم ولن يتركم أعمالكم.

 

أيها الضباط في سوريا

 

إن حزب التحرير يناديكم ويستصرخ عزائمكم ونخوتكم أن تكونوا لأهلكم خير منقذ ومعين ولدينكم خير نصير، فلا تجعلوا النظام يستعملكم ضد أهلكم ودينكم، والدماء الطاهرة التي سالت هي دماء آبائنا وآبائكم، وأمهاتنا وأمهاتكم، وأبنائنا وأبنائكم، ونسائنا ونسائكم، وإخوتنا وإخوتكم… إن هذا النظام يجعل كاهلكم مثقلاً في الدنيا والآخرة بمعصية الله إن أطعتموه، فأروا الله من أنفسكم خيراً، فأنتم بإيمانكم من ينقذ الموقف ويقلب المشهد فأجمعوا أمركم وائتوا صفاً واحداً وأطيحوا بهذا النظام، وسلموا الحكم لمن يرعاكم بشرع الله وحده، وحققوا وعد الرسول صلى الله عليه وسلم في إقامة الخلافة الراشدة الثانية التي في آخر الزمان. فهبوا أسوداً لله وذكّرونا بحمزة وخالد وسعد الذي كان الواحد منهم بألف، فالله مع المتقين وهو ناصرهم بإذنه. قال تعالى: {إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ فِي ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ ٱلأَشْهَادُ}

 

ليكن هذا توجهكم، فإن متم فشهداء وإلى جنان الخلد بإذن الله، وإن عشتم ففي رحاب هذا الدين سعداء وعلى الله قصد السبيل.