Take a fresh look at your lifestyle.

يا أهل الإيمان والحكمة: أزيلوا النظام الحاكم من جذوره وأقيموا الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة

إن فشل المساعي لتنحي علي عبد الله صالح من على كرسي الحكم في اليمن طوال فترة الاعتصامات المطالِبة برحيله ونظامه الفاسد، التي كان آخرها رفضه التوقيع على المبادرة الخليجية مساء الأحد 22 أيار/مايو الماضي، قد فتحت الأبواب للتدخل الخارجي في اليمن بصورة علنية، سواءٌ أكان ذلك من بريطانيا التي تحاول الحفاظ على نفوذها في اليمن بإعداد الوجه الجديد الذي يخلـُفُ الوجه القديم علي صالح عندما يستنفد دوره تماماً، أم كان ذلك من أمريكا التي تحاول هي الأخرى صناعة البديل الذي يجعل نفوذها هو الأكثر فاعليّة في اليمن…

 

لقد دعت منظمة الأزمات الدولية ومقرها لندن في بيان لها على شبكة الانترنت إلى “توسيع نطاق المشاركة الانتقالية لتشمل الشباب وممثلي المجتمع المدني وأعضاء القيادة السابقة لليمن الجنوبي وكذلك أعضاء الحراك الجنوبي…”، وفي ذات الوقت أوحت لندن للساسة في اليمن لتأسيس مجلس عسكري “انتقالي”! ليخلف علي عبد الله صالح في اليمن على غرار المجلس الانتقالي الليبي للتعامل معه سياسياً والاعتراف به وقبول ممثّليه، واختيار البديل من خلاله…

 

وهكذا تتوالى فصول حكام المسلمين العملاء للإنجليز في اليمن مع فصول الأمريكان الذين يعملون لاغتنام الفرصة بإيجاد من يخلف صالح في الحكم. وإن من أسباب تعثُّر الثورة في اليمن الصراع المحتدم بين بريطانيا وأمريكا الذي قد ينتهي به الحال إلى طلب قدوم الناتو لتوجيه ضربات جوية لقوات النظام الحاكم في اليمن كما في ليبيا.

 

إن سيطرة الكفار الغربيين على بلاد المسلمين وتنصيبهم عملاءَ حكاماً علينا جعلنا معذَّبين في الدنيا آثمين عند الله تعالى؛ لأن مَنْ يحكمنا مِنْ ساستنا القدامى والجدد ينصبهم الغرب علينا لينفذوا مخططاته ويضمنوا له عدم رجوع الإسلام إلى الحكم مجدداً بعد أن هدم دولة الإسلام؛ دولة الخلافة. إن التدخل الغربي السافر كان حاضراً منذ الثورات الأولى في تونس ومصر حتى لا يختار المسلمون عودة الإسلام إلى الحكم وحتى يضمن الغرب بقاء خياره في السير على خطى الحضارة الرأسمالية صاحبة فصل الدين عن الحياة.

 

إن الثورات الحالية في البلاد الإسلامية كشفت للناس طبيعة ساستها وحكامها القدامى والجدد، لا فرق بينهم؛ الذين تولوا أمرها فأفسدوها وساموها العذاب طوال فترة حكمهم، ما يعني تكرار مشهد إساءة حكامنا القدامى الجدد.

 

لقد أصبح لا يخفى على الساسة، دون الرجوع إلى مراكز الاستطلاع والدراسات، أن الأمة الإسلامية أصبح صوتها يتعالى؛ تريد أن تُحكم بالإسلام وتريد عودة دولة الخلافة تحديداً إلى المسرح الدولي من جديد لتحسن رعايتها ويرفع الله عنها البلاء الذي وقع عليها جراء غياب الحكم بالإسلام.

 

إن علي عبد الله صالح نموذجٌ من حكام المسلمين الذين مضوا في مخططات الغرب ما نتج عنه تدمير اليمن وجعله فريسة سهلة بيد الغرب لا يستغني عنه؛ فالاقتصاد صار في يده بعد أن سلّم علي صالح اليمن للبنك وصندوق النقد الدوليين، وأوصل احتياطي اليمن من العملات الصعبة إلى حد النصف، ولم يستفد الناس من النفط والغاز الذي بِيع بأقل من ثلث السعر العالمي.

 

يا مشايخ اليمن: إن علي عبد الله صالح قد خدم الغرب طوال فترة حكمه ذي الثلاثة والثلاثين عاماً، وفي النهاية عندما يستنفد دوره يُلْقي به الغربُ إلى قارعة الطريق…، وأنتم خدمتم علي صالح بِعَجَرِهِ وبَجَرِهِ دون أن تنكروا عليه، فهلا أفقتم وعُدْتم لخدمة دينكم والتزمتم طاعة ربكم وابتعدتم عن طاعة غيره، بعد أن ضُرب لكم علي صالح مثلاً قبل أن تكونوا أنتم مثلاً لآخرين غيركم؟ أم أنكم ستكونون عوناً لغيره من بعده يُعيد الكرّة نفسها مع تغيير لونها؟!

 

يا جنود وضباط الجيش: إن حزب التحرير يدعوكم لإيقاف الاقتتال فيما بينكم فوراً؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «لزوال الدنيا أهون على الله من قتل رجل مسلمٍ» رواه الترمذي، وانصروا العاملين لعودة الإسلام إلى الحياة من جديد في ظل خلافة راشدة على منهاج النبوة.

 

يا أهل الإيمان والحكمة: إن دولة الخلافة الأولى قد انطلقت من الجزيرة العربية فنال ناصروها ورافِعوا رايتها شرفَ الدنيا وجزيل ثواب الآخرة، فهلا عملتم مع حزب التحرير لجعل الخلافة الراشدة الثانية تنطلق أيضاً من المكان نفسه لتنالوا ما سبقكم إليه الأولون من شرف وتكونوا مثلهم سواءً بسواء؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «تكون النبوة فيكم ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة، فتكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها إذا شاء الله أن يرفعها، ثم تكون ملكاً عاضاً، فيكون ما شاء الله أن يكون، ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون ملكاً جبريةً، فتكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها ثم تكون خلافةً على منهاج النبوة ثم سكت» رواه أحمد