خبر وتعليق بريطانيا لن تتخلى عن اليمن
قال وزير الخارجية البريطاني وليم هيج يوم الثلاثاء 5 تموز/يوليو الجاري بمدينة جده في المؤتمر الصحفي الذي جمعه بوزير الخارجية السعودي سعود الفيصل بشأن اليمن “إن السعودية وبريطانيا لا يمكن أن تتخليا عن اليمن”، وليعيد صيغة وزير الكومنولث البريطاني في 9 حزيران يونيو الماضي “على صالح البقاء في السعودية،وسنبدأ من الآن الاعداد للمرحلة الانتقالية” غير عابئين بمشاعر اليمنيين والمسلمين قاطبة، وكانهم يتحدثون في بلادهم عن مقاطعة تتبعها.
تأتي زيارة هيج لإيصال رسالة لصالح بان عدم طاعته لهم بالرحيل عن كرسي الحكم قد أدى إلى استهداف حياته،وأنهم يغضون الطرف عن الفاعل لعله يفهم الرسالة،وإن قدوم هيج للحديث عن اليمن من الجارة الشمالية ينم عن إن وقت المراوغة بالنسبة لصالح قد انتهى وكذلك الإفلات من عقوبة المخالفة أيضاً غير ممكن،وان بريطانيا والاتحاد الأوربي قد اتفقوا وجاءوا ليبلغوا موقفهم الذي لا يحتمل المساومة والدليل ترتيبهم لفتح سفاراتهم مع مطلع شهر آب/أغسطس القادم بعد إغلاقها من قبل.
لقد دأبت بريطانيا قديماً وحديثاً على استخدام دولاً اقليمية كآل سعود لتنفيذ مخططاتها ويعلم الجميع ان هذا الدور مناط بالنظام في نجد والحجاز لتنفيذ مخططاتها في اليمن منذ أيام ربيبها عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود واليوم يقوم بالمهمة الشق البريطاني من آل سعود.
يأتي تصريح هيج هذا في الوقت الذي يبذل فيه آل سعود وسعهم في ان تؤول ثورة اليمن الى الفشل غير قادرة على إخراج علي عبد الله صالح من الحكم،لان نجاح ثورة اليمن تعني وصول تأثيرها الى ارض نجد والحجاز والخليج المجاورة لليمن،ويقوموا ومعهم دول مجلس التعاون الخليجي بدورهم في تنفيذ أجندة غيرهم كطرحهم المبادرة الخليجية بعد ظهور موقف الانجليز في 12 آذار/مارس القائل بتسليم السلطة سلمياً في اليمن.ومع تمسك صالح بالحكم وخوف آل سعود من انهيار النظام في اليمن أو قيام حرب أهلية فهم يدعمون فكرة رحيل صالح ولكن مع مكافئته على عمالته للانجليز وليس اهانته وتمييع صورة ووجه الثورة في اليمن،ووضع قيادة اليمن الجديدة بعد صالح في يد الانجليز.
لقد تخلت بريطانيا عن علي عبد الله صالح وتبعها الاتحاد الأوربي وأصدر بياناً في بروكسل يوم الاثنين 20 حزيران/يونيو الماضي عن الوضع في اليمن دعا فيه بقايا نظام حكمه بالوفاء بالتزاماته الخاصة بنقل السلطة وفق المبادرة الخليجية وتلبية مطالب ورغبات الشعب اليمني.
ومن جهة أخرى يكشف عن السباق بين بريطانيا ومعها الاتحاد الاوربي من جهة والولايات المتحدة الامريكية من جهة أخرى فهم السياسيون الزائرون الدائمون الغير مرحب بهم. فالبريطانيون يضحون بصالح فقط وقليل من أتباعه كأقاربه ،أما الأمريكان فيسعون إلى تصفية الوسط السياسي البريطاني الموجود وإيصال وسطهم السياسي إلى دفة الحكم.
ان ما يحز في النفس من تصريح هيج هو انه لم يجد كما وجد هارولد جاكوب حين جاء إلى والي عسير الحسن آل عائض يريد أن يضعه في مقطورة العملاء كالشريف حسين وعبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود فرد عليه الحسن آل عائض رداً يطلب منه فيه الدخول في الاسلام ما جعله يقف مبهوراً،وخرج منه قول الحق بان لو كان في البلاد من هم مثل هذا لما ظفرت بريطانيا ولا أوربا بقطعة أرض من بلادهم!
واليوم تعود بريطانيا ومعها أوربا من جديد إلى نفس البلاد ولكن اليوم لتأمر وتنهى وتقول ليسمع لقولها لان من يقفون أمامها هم صنائع يدها.لكننا نقول لهيج وأمثاله:ما مضى منذ سقوط الخلافة كثير وما بقي أقل بكثير حتى يرفع المسلمون من جديد راية العقاب بيد خليفة راشد يعيدك وجحافلك إلى الجزر ما وراء البحر من جديد حتى ينعم المسلمون في ظل الاسلام ويكون خطاب ملكك لخليفة المسلمين كما كمان في السابق مسطر بلفظ سيدي وتوقيعه بلفظ خادمك المطيع.
مهندس: شفيق خميس
رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية اليمن