Take a fresh look at your lifestyle.

أبواب الخير  الذب عن أعراض المسلمين

 

 

 { من ردَّ عن عرض أخيه ردَّ الله عن وجهه النار يوم القيامة } [رواه الترمذي].

  

 في القاموس : ذب عنه : أي دفع عنه ومنع

 

 قوله  🙁 من رد عن عرض أخيه ) أي منع غيبة عن أخيه ( رد الله عن وجهه النار ) أي صرف الله عن وجه الراد نار جهنم ، قال المناوي : أي عن ذاته  العذاب وخص الوجه ; لأن تعذيبه أنكى في الإيلام وأشد في الهوان .

 

 قال صلى الله عليه وسلم : ( من ذبَّ عن عرض أخيه بالغيبة كان حقا على الله أن يعتقه من النار) [ رواه الإمام أحمد والطبراني وصححه الألباني  في  صحيح الجامع]

 

 فإياك ومجالس الغيبة، والنيل من أعراض المسلمين، وذكرك أخاك بما يكره ، فإذا جلست في مجلس ، ونال النَّاس من عرض أخيك المسلم ، فاحذر فإنَّ المستمع لا يخرج من إثم الغيبة إلا بأنْ ينكر بلسانه ، فإن خاف فبقلبه ، فإن قدر على القيام أو قطع الكلام لزمه .

 

قال الغزالي: ولا يكفي أن يشير باليد أن اسكت أو بحاجبه أو رأسه وغير ذلك فإنه احتقار للمذكور بل ينبغي الذب عنه صريحا كما دلت عليه الأخبار .[ فيض القدير]

 

 ومن سنن الله في الكون أن من حفظ أعراض المسلمين حفظ الله عرضه، وأن من جرح المسلمين فضحه الله على رءوس الأشهاد، وفي الحديث: { يا أيها الناس! لا تتبعوا عورات المسلمين؛ فإن من تتبع عورة مسلم تتبع الله عورته، ومن تتبع الله عورته فضحه ولو في عقر داره }.

 

 ومن سنن الله أنه يدافع عن المؤمنين، فاجعل الدفاع بيده سُبحَانَهُ وَتَعَالَى يدافع عنك قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ} [الحج: 38].

 

حصلت في عهد النبي صلى الله عليه وسلم بعض الحوادث فيها عبرة وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم لما كان في غزوة تبوك وتخلف كعب بن مالك رضي الله عنه  سأل عنه النبي صلى الله عليه وسلم  لما بلغ تبوك فقال رجل‏: ‏ يا رسول الله حبسه براده والنظر في عطفيه أو غير ذلك من الكلمات التي فيها تجريح لهذا الصحابي فقام رجل من المسلمين وقال منكرًا على هذا‏: ‏ بئس ما قلت‏. ‏ والله يا رسول الله، ما علمنا عليه إلا خيرًا‏‏. ‏

 

فهذا الرجل دفع عن عرض أخيه وذبّ عنه فأقره النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك وهكذا ينبغي للمسلم أن يدفع عن عرض أخيه وأن يذب عنه‏. ‏

 

وهذا من المواقف المشرفة، ولو أن المسلمين أخذوا بهذا وصاروا يدفعون ويذبون عن أعراض إخوانهم لارتدع النّمامُون وارتدع الذين ينتهزون الفرص لزرع الشر والعداوة بين الناس‏. ‏  

 

وحادثة أخرى وهي‏: ‏ أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج لزيارة بعض أصحابه ومعه جماعة من أكابر الصحابة فلما جلسوا عند المَزُور قال النبي صلى الله عليه وسلم: ‏ أين فلان‏؟ ‏ فقال بعض الحاضرين‏: ‏ إنه منافق لا يحب الله ورسوله‏. ‏ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ‏ ‏(‏إن الله حرّم على النار من قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله‏)‏ ‏[‏أخرجه البخاري.]‏

 

فالنبي – صلى الله عليه وسلم – دفع عن عرض هذا الصحابي لأنه يشهد أن لا إله إلا الله ويبتغي بذلك وجه الله لم يقلها نفاقًا‏. ‏ وإنما قالها عن صدق وإخلاص فإنّ الله حرّمه على النار ولا يجوز لأحد أن يتكلّم في حق من كان كذلك من المسلمين‏. ‏

 

المسلم أن يحترم أعراض إخوانه المسلمين‏. ‏

 

 وأنتم تقرؤون هاتين الآيتين وهي قوله تعالى: ‏ ‏{‏ وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِؤُونَ، لاَ تَعْتَذِرُواْ قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ‏ }‏ ‏[‏التوبة‏: 65-66‏]‏‏. ‏

 

أتدرون فيمن نزلتا‏؟ ‏، نزلتا في جماعة كانوا يضحكون من رسول الله ومن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويسخرون منهم وينتقصونهم ويقولون‏: ‏ ما رأينا مثل قرائنا هؤلاء أرغب بطونا ولا أكذب ألسنًا، ولا أجبن عند اللقاء ـ يعنون رسول الله  صلى الله عليه وسلم وأصحابه، فأنزل الله هاتين الآيتين وجاءوا يعتذرون للرسول – صلى الله عليه وسلم – بأنهم لم يقصدوا ما قالوا وإنما أرادوا المزاح وتقطيع السفر كما حكى الله عنهم في الآية في قوله‏: ‏ ‏{ ‏وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ‏ }‏‏. ‏

 

فالله – جل وعلا – ردّ عليهم بقوله‏: ‏ ‏{‏ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِؤُونَ ‏}‏‏، ويقول سبحانه وتعالى‏: ‏‏{‏ إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُواْ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ، وَإِذَا مَرُّواْ بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ، وَإِذَا انقَلَبُواْ إِلَى أَهْلِهِمُ انقَلَبُواْ فَكِهِينَ‏ }‏ ‏[‏المطففين‏:‏29-31‏]‏‏. ‏

 

ويقول – سبحانه وتعالى – ‏: ‏‏{‏ وَيْلٌ لِّكُلِّ هُمَزَةٍ لُّمَزَةٍ ‏}‏ ‏[الهمزة: 1‏]‏‏. ‏

 

 فالحاصل أن المسلم له حق على أخيه المسلم وله مكانة عند الله سبحانه وتعالى. ‏ ولهذا يقول صلى الله عليه وسلم‏: ‏‏(‏ إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم   حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا، ألا هل بلغت‏. ‏‏. ‏ اللهم فاشهد ‏)‏ ‏[أخرجه البخاري].

 

 ويجب على المسلمين أن يكونوا جماعة واحدة ، لهم  خليفة واحد ،وراية واحدة، كما أنهم يجتمعون على عقيدة واحدة وهي عبادة الله عز وجل وحده لا  شريك له‏. ‏ هذه هي جماعة المسلمين‏. ‏ وإذا دبّ فيهم خلل أو دب فيهم تباغض وهجر فإن الأمر خطير جدًا‏. ‏