Take a fresh look at your lifestyle.

نفحات رمضانية – من مبشرات عودة الخلافة

 

الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات, والذي شرفنا باتباع سيد الخلق وحبيب الحق وأفضل الكائنات, والذي جعل الإسلام فوق جميع الديانات, وهدانا إلى الحق بالآيات البينات, وشرع لنا من الدين ما فيه من العظات البالغات والأحكام الواضحات, التي بتطبيقها تسعد البشرية في الحياة وبعد الممات.

نحمده سبحانه على نعمه الوافرة وآلائه المتكاثرة, ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له, نسأله خير الدنيا والآخرة, ونشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله الداعي إلى الحق, والهادي إلى سبيل الرشاد.

أيها الإخوة والأخوات الكرام:

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته وبعد: ها قد كسرت الأمة الإسلامية حاجز الخوف من الأنظمة القمعية الظالمة, وأدركت أنها قادرة على التغيير وأنها صاحبة السلطان, فثارت ضد حكامها الذين يحكمونها بالحديد والنار حكما جبريا, وقامت بهذه الثورات العفوية المباركة, التي إن دلت على شيء فإنما تدل على صدق نبينا صلى الله عليه وسلم الذي أخبرنا بحدوثها ووقوعها قبل أربعة عشر قرنا ونيف من الزمان, أي قبل ألف وأربعمائة واثنتين وثلاثين سنة. فقد أخبرنا بذلك نبينا الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح الذي رواه الإمام أحمد في مسنده عن حذيفة بن اليمان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «تكون النبوة فيكم ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها ثم تكون خلافة على منهاج النبوة فتكون ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها إذا شاء الله أن يرفعها ثم تكون ملكا عاضا فيكون ما شاء الله أن يكون ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها ثم تكون ملكا جبرية فتكون ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها ثم تكون خلافة على منهاج النبوة ثم سكت».

هيا استعدوا فقد آذن الليل بالانقضاء, وأوشك الصبح على الانبلاج, ولقد تعالت أصوات المسلمين المنادية بعودة الخلافة, وضرورة تفعيل الحكم بما أنزل الله, وارتفعت الأصوات كما وكيفا, حتى ذكرت بعض الصحف الخليجية أن عدد أنصار الخلافة قد بلغ عشرة ملايين في وادي فرغانة فقط- وهو الوادي الذي يقع في أوزبكسان وطاجكستان وقرقيزستان- وعلى هذا فقد يصل تعداد أنصار الخلافة في العالم الآن عشرات الملايين, ولا عجب فتلك قضية المسلمين المصيرية الأولى في هذه الأيام, وتغيير الأوضاع لا يكون إلا بإقامتها. والسعيد من بادر إلى العمل مع العاملين لإقامة دولة الإسلام, وأخلص عمله لله, وكان من المتقين, فسارعوا رحمكم الله إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين.

إن ما يحفزنا ويدعونا إلى العمل الدؤوب, ويجنبنا اليأس والإحباط وجود المبشرات من الكتاب والسنة التي تفيد التواتر المعنوي بأن النصر حتمي لحملة الدعوة, وأن قيام دولة الخلافة الراشدة الثانية حقيقة لا ريب فيها. وهي مسألة وقت لا أكثر.

وقد اخترنا لكم من تلك المبشرات قوله تعالى: { وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم, وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا ومن كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون }. (النور55)

وقوله تعالى: { واذكروا إذ أنتم قليل مستضعفون في الأرض تخافون أن يتخطفكم الناس فآواكم وأيدكم بنصره ورزقكم من الطيبات لعلكم تشكرون }. وقوله صلى الله عليه وسلم: «ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار, ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر إلا أدخله الله هذا الدين بعز عزيز أو بذل ذليل, عزا يعز الله به الإسلام وأهله, وذلا يذل به الكفر وأهله».

والله تعالى نسأل أن يسدد خطانا وخطاكم, وأن يمدنا بروح من عنده, وأن يشد أزرنا بملائكته وبالمخلصين من المؤمنين, وأن يكرمنا بنصر عزيز مؤزر من عنده, وأن يمكننا وإياكم وأهل المنعة في القريب العاجل من إقامة دولة الخلافة على أنقاض أنظمة الكفر في سائر بلاد المسلمين, فيجتمع المسلمون بعدها تحت راية خليفة واحد في دولة واحدة.

اللهم أقر أعيننا بقيام دولة الخلافة, واجعلنا من جنودها الأوفياء المخلصين.
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

مهاجرة غير