Take a fresh look at your lifestyle.

على المسلمين في باكستان أن يضعوا حدا للهيمنة الأمريكية على شؤونهم!

 

يجدف رئيس أركان الجيش الباكستاني الجنرال إشفاق برفيز كياني جاهدا لكسب ثقة الأمة، في أعقاب غارة أمريكا على أبوت أباد، حتى أن ضباط الجيش الموالين له والكوادر الذي يمكنه الاعتماد عليهم، وهم العمود الفقري في قاعدة دعم كياني قد أنكروا عليه علنا ​​في كثير من الأحداث، وعلى وجه الخصوص، كان العديد من الضباط في حيرة وغير مقتنعين بعدم قدرة القوات المسلحة على كشف اختراق المجال الجوي الباكستاني من قبل طائرات هليكوبتر المعادية.

 

كما أن الحادثة جرّأة عدو باكستان اللدود ومنافستها، الهند، إلى حد أن رؤساءها العسكريين تباهوا علنا ​​عن قدرة الهند على إجراء عملية مماثلة، فقد قال رئيس أركان الجيش الهندي الجنرال “في كي سينغ” “أود أن أقول انه إن توفرت مثل هذه الفرصة فان قطاعات الجيش الثلاثة قادرة على القيام بمثل هذه العملية… ” وقال قائد القوات الجوية الهندي المارشال “بي في نايك بلوتد” أن الهند تستطيع أن تفعل ذلك” وهذا العداء المتأصل تجاه باكستان الذي أعرب عنها سينغ ونايك ليس مقتصرا على القوات المسلحة الهندية، بل إن العداء مستشر بين الساسة الهنود والمثقفين والكتاب… الخ، ومع ذلك وعلى الرغم من هذا لا يتردد كياني وحكومته العميلة عن مواصلة تقديم أغصان زيتون السلام إلى نيودلهي.

 

ومع ذلك، فقد اختار كياني الذليل وبطانته من غير الأسوياء والتي تضم النخبة الليبرالية، من خلال وسائل الإعلام المأجورة والضباط القوميين، التغاضي عن العداء الهندي والعداء الأميركي تجاه باكستان، وقرروا بدلا من ذلك توحيد الجهود لبناء اللحمة الوطنية للتعويض عن فشل كياني الذريع، واللحمة الوطنية التي ينادي بها المرتزقة من وسائل الإعلام والمثقفين والقوميين الزائفة لا تركز على إعلان الهند وأميركا عدوين لباكستان، ولكن بدلا من ذلك تزعم أن الجيش هو المؤسسة الوحيدة التي يمكن أن تمنع انهيار باكستان.

 

بفحص سريع للمنطق الذي تقوم عليه هذه الرواية، وحتى من قبل شخص عادي مع القليل من الحس السليم يتضح أنه ادعاء غير معقول، حيث يتخلله التضارب والتناقضات، فبالنسبة للمبتدئين، كيف يمكنهم الدفاع عن علاقة كياني غير المتوازنة في باكستان مع أمريكا؟ فأمريكا هي العدو المعلن في كل باكستان قولا وعملا وهي التي تستمر في زعزعة استقرار باكستان علنا ​​في المناطق القبلية، وهي تسعى في الوقت نفسه لتعزيز علاقاتها الثنائية مع الهند من خلال صفقات الأسلحة النووية والتكنولوجيا المتطورة والعقود العسكرية، وكيف يمكن الدفاع عن كياني والضربات العشوائية الشرسة التي تقوم بها أمريكا من خلال الطائرات من دون طيار والتي تسببت في مقتل وتشويه آلاف المدنيين الباكستانيين الأبرياء؟ لعل الجواب يكمن في شهية كياني المتعطشة لمزيد من إراقة الدماء المسلمة، كما طالب بزيادة عدد وشدة الضربات من قبل الطائرات من دون طيار كما كشف مؤخرا في ويكيليكس، في الواقع، يمكن وضع قائمة طويلة من جرائم كياني ضد باكستان التي من شأنها أن تكون كافية لإعدامه بتهمة الخيانة العظمى في أي محكمة باستثناء المحاكم في باكستان.

 

وماذا عمن سبق كياني؟ فقد عقد المارشال أيوب خان معاهدة اندوس المهينة، الذي تنازل  بموجبها عن السيطرة على الممرات المائية والأنهار في باكستان إلى الهند، وخسر الجنرال يحيى خان باكستان الشرقية ( بنغلاديش حاليا) كي تتمكن الهند من إحكام قبضتها على المسلمين في بنغلاديش، وخسر الجنرال ضياء الحق ساشين إلى الهند، وتنازل الجنرال برويز مشرف كارجيل لمساعدة فاجبايي في كسب الانتخابات، وتخلى عن أفغانستان وعن الشعب الكشميري، وساوم على السلاح النووي الباكستاني، ووضع أسس لم يسبق لها مثيل للهيمنة الأمريكية في المنطقة، وعلاوة على ذلك، فان الحالة المخيفة من المشهد السياسي في باكستان على مدى العقود الخمسة الماضية هي نتيجة مباشرة للجهود الجماعية للقيادة العسكرية، فتحت رعايتها يتم شراء وبيع السياسيين ومعظمهم من المهرجون ومن الدمى في يد الجيش، وإجراء انتخابات مزورة بشكل روتيني تتم من خلال المخابرات الباكستانية، ومعظم القرارات السياسية عادة ما تحمل بصمات القيادة العسكرية العليا، فهل بقي هناك أي جانب من جوانب الحياة السياسية والعسكرية لم يتم التأثير أو السيطرة عليها؟ ويمكن القول الشيء نفسه عن الاقتصاد، فبصرف النظر عن المصالح التجارية الضخمة لقادة الجيش المتعاقبة، فقد واصل الجيش استهلاك حصة كبيرة من الموازنة العامة للعام المالي على أساس سنوي، في مقابل مؤسسات الدولة الأخرى.

 

وفي مقابل السيطرة الكاملة على السياسة الباكستانية والاقتصاد، هل دافعت القيادة العسكرية عن المصالح الوطنية لباكستان؟ الجواب هو ببساطة لا! فالحقائق المذكورة أعلاه تتحدث عن نفسها، وبالتالي فإن المقولة الخادعة التي تقول بان “الجيش الباكستاني هو المنقذ في باكستان” هي كذبة وقحة. ومن كانوا من الدعاة لهذه المقولة فهم من المغرمين بهذه الحملة وفي وعود سيدهم الغربي الفارغة أو هم من المضللون من المفلسين فكريا وغير قادرين على التفكير حتى لأنفسهم.

 

هذه هي حقيقية القيادة العسكرية في باكستان، تلك القيادة التي لعقود من الزمان لم تبد أي خجل أو ندم في تبديدها لموارد الأمة الباكستانية في خدمة وحماية مصالح سادتها الاستعماري الكافر. بيد أن الغدار كياني قد وضع حتى إنجازات أسلافه في الوحل والعار، فقد وضع كياني سلطة القوات المسلحة في أيدي أسياده الأمريكان، يقررون متى وأين ينتشر الجيش الباكستاني ومن الذي ينبغي أن يقاتلون، فقد قام بالذبح الوحشي للمدنيين في وادي سوات والمناطق القبلية، وتشريد الملايين من الباكستانيين هو دليل على استسلام كياني لأسياده الأمريكان، وقد تجاوز كياني الحدود المقررة من الله سبحانه وتعالى في منح سلطة القوات المسلحة إلى المستعمرين الكافرين، فالله سبحانه وتعالى يقول في القرآن العظيم ((…وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا )) النساء 144.

 

يجب زيادة الجهود المبذولة في معارضة كل التحالفات الشريرة بين باكستان وأمريكا، التي وافق عليها مشرف في عام 2001 لمحاربة الإسلام وقام برعايتها كياني ورفعها إلى مستويات غير عادية من القهر الأميركي، حيث شهدت إطلاق سراح القاتل ريموند ديفيس، في حين تخلى عن الأبرياء من مثل عافية صديقي في السجن، وحتى بعد غارة أبوت أباد المذلة، فقد واصل كياني الذليل حماية هذا التحالف الشرير وادّعا بأن الأصول الإستراتيجية الباكستانية آمنة، واستمر في طاعته لأسياده الأمريكان وولائه للتحالف الشرير حتى بعد خفض المعونة الأمريكية لباكستان، والله سبحانه وتعالى حرم على المسلمين الدخول أو دعم تحالفات مع القوى الاستعمارية الكافرة التي تسعى إلى تدمير الإسلام والمسلمين (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ )) المائدة51 ويقول أيضا (( بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا (138) الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا )) النساء 138 ويقول أيضا (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَتُرِيدُونَ أَنْ تَجْعَلُوا لِلَّهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا مُبِينًا)) النساء 144.

 

هناك بعض الخطوات الفورية التي يمكن القيام بها للضغط على القيادة العسكرية لقطع تحالفها مع أميركا:

1- قطع جميع أشكال التعاون مع قيادة القوات المسلحة في أي عمل آثم في دعم أميركا في الحرب ضد باكستان، ووقف جميع اللوازم والخدمات اللوجستية، حتى تلين قيادة الجيش ويقطعوا علاقاتهم مع أميركا.

2- إرسال رسائل محاسبة لجميع القادة المحليين المشاركين في التحالف مع أميركا وعدم الرضا به. وعلاوة على ذلك، المشاركة في جميع أشكال الإنكار السلمي في العصيان المدني في جميع أمام مقار الجيش في الأقاليم ألأربعة للمطالبة بوضع حد لعلاقة باكستان مع أمريكا.

3- إقناع أبناءكم وبناتكم الذين يعملون في القوات المسلحة بعدم المشاركة في أي نشاط يدعم الهيمنة الأمريكية على باكستان.

 

أما الضباط المخلصون في الجيش الباكستاني، فالجميع يعرف أنكم لستم ككياني وبطانته الفاسدة، فانتم مخلصون للإسلام وتتوقون للدفاع عن باكستان من أعداءها، أمريكا والهند، ومع ذلك، فإنه لا يكفي أن تكونوا غاضبين وانتم ساكتون وتستمرون في خدمة كياني وفي طاعته، فلا طاعة لمن يسعى لنهب وتدمير باكستان، وتسخير تضحيات جنودها الشجعان لمصلحة الكفار، فقد ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم (( لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق )) رواه أحمد.

 

ومن الإجراءات التي يمكن أن تتخذوها فورا لإثبات طاعتكم إلى الله سبحانه وتعالى والعصيان لكياني:

 1- يجب عصيان الضباط الذين يدعمون كياني ومن الملتزمون في مشروع استعباد باكستان من قبل أميركا.

2- يجب أن تعملوا بلا كلل أو ملل كي يتوقف كياني من استخدام القوات المسلحة الباكستانية في الحملة الصليبية ألأميركية في أفغانستان وباكستان، وأن ترفضوا تنفيذ الأوامر، وتشغيل المعدات العسكرية، وقيادة الطائرات وغيرها التي تقوم بقتل المسلمين أو بمساعدة القوات الأميركية في كسب السيطرة على باكستان.

 

على المدى البعيد فانه ليس هناك سوى حل واحد للهيمنة الأمريكية والسيطرة على قواتكم المسلحة. يجب أن تتكاتفوا مع إخوانكم في الجيش لإعادة إقامة الخلافة الإسلامية من الذين سيضعون حدا للهيمنة الأميركية، والذين سيعيدون الكرامة إلى الشعب الباكستاني.

 

 

أبو هاشم البنجابي