بيان صحفي للنشر الفوري نيفاشا… عجائبها لا تنقضي ومصائبها لا تنتهي!!
لم يكن غريباً ولا مستبعداً أن يحدث ما حدث من تمرد في منطقة النيل الأزرق وقبله في جنوب كردفان، فالوضع أصلاً كان غريباً وشاذاً، إذ لا يعقل أن يكون بإقليم من أقاليم السودان وتحت سلطان الدولة والٍ يملك جيشاً لا يتبع للدولة ولا سلطان للدولة عليه!! إن الحكم الشرعي هو: ( أن القوة المسلحة في الدولة واحدة، وأنه واجب على هذه القوة المسلحة بسط سلطانها على كل أرجاء الدولة ).
إن الذي حدث ويحدث في منطقة النيل الأزرق لهو ثمرة من ثمار نيفاشا المُرَّة التي فصلت الجنوب، وها هي تهيّء المسرح لانفصالات جديدة في جنوب كردفان والنيل الأزرق، فإن نيفاشا عجائبها لا تنقضي ومصائبها لا تنتهي إلا بتمزيق السودان وصَوْملته.
إننا في حزب التحرير – ولاية السودان كنا وما زلنا كالنذير العريان؛ نكشف المخطط الغربي الأمريكي الآثم الذي يسعى لتفتيت السودان وتمزيقه حتى يسهل عليهم بلعه وهضمه، فعندما هلل الناس وفرحوا بنيفاشا وقالوا أنها اتفاقية للسلام وإيقاف للحرب، قلنا إنها اتفاقية للخراب الكامل للسودان، وإنها إن أوقفت الحرب، فإنها هدنة لا تصمد إلا هنيهة فتنفجر. فالاتفاقية تحمل في أحشائها الحروب والفتن ما ظهر منها وما بطن، وها نحن نرى كيف أنها قبل إمضائها اندلعت الحرب في دارفور، وها هي تندلع في جنوب كردفان والنيل الأزرق وقبلها في منطقة أبيي التي ستظل قنبلة موقوتة تنفجر في الوقت الذي يريده من يعبثون بأمن البلاد والعباد.
إن الموقف المطلوب من الأمة وكل القوى الحية فيها هو:
أولاً: التبرؤ من اتفاقية نيفاشا التي ظهر في أرض الواقع خطرُها على البلاد، علاوة على أنها خيانة لله ورسوله والمؤمنين، وارتماء في أحضان الكافرين، ( وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيَانَةً فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاءٍ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ).
ثانياً: بسط سلطان الدولة على كل أرض السودان، والعمل على إعادة ما اقتطع منه بهذه الاتفاقية الملغومة، وذلك بإطلاق يد الجيش وتسليحه وتسليمه، والاهتمام بكل ما يعينه على تنفيذ هذه المهمة، وحشد كل القادرين على حمل السلاح احتياطياً في هذا الجيش حتى يتمكن من إنجاز مهمته على أكمل وجه.
ثالثاً: قبل البدء في تنفيذ أولاً وثانياً أعلاه لا بد من التوبة إلى الله سبحانه والرجوع إليه بتطبيق كتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وما أرشدا إليه في كل نواحي الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها، وحل جميع المنازعات في طول البلاد وعرضها على أساس الإسلام، وإحسان رعاية جميع رعايا الدولة دون تمييز بعرق أو لون أو دين أو غيرها، عندها سنمنع، بل نقطع اليد التي تسعى لتمزيق السودان وتفتيته، ونرضي ربنا، فيتنزل النصر من عنده سبحانه.
يقول سبحانه وتعالى: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ).
إبراهيم عثمان (أبو خليل)
الناطق الرسمي لحزب التحرير
ولاية السودان