Take a fresh look at your lifestyle.

(وَلا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ وَدَعْ أَذَاهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلا)  ثوار سوريا ينددون بالوزراء المجتمعين في جامعة الدول العربية وضيفهم أردوغان

 

عقدت جامعة الدول العربية في القاهرة في 13/09/2011م دورتها العادية نصف السنوية على مستوى وزراء الخارجية برئاسة رئيس مجلس الوزراء وزير خارجية قطر حمد بن جاسم، وبحضور رئيس الوزراء التركي أردوغان. وكعادتها في اجتماعاتها الدورية العادية والاستثنائية سجلت الجامعة على نفسها أنها اجتمعت ووفت بذمتها فأعلنت أن الموقف في سوريا “ما زال في غاية الخطورة” وعبرت عن “بالغ القلق من استمرار أعمال العنف” وطالبت القيادة السورية باتخاذ الإجراءات العاجلة لتنفيذ ما وافقت عليه من نقاط أثناء زيارة الأمين العام إلى سوريا السبت الماضي وضرورة إجراء حوار وطني في البلاد يضمن المشاركة الفعالة لجميع قوى المعارضة السورية بكافة أطيافها. أما ضيف المؤتمر المظفر أردوغان فقد كانت جل مطالبته أنه لا ينبغى قمع المطالب الشرعية للشعوب بالقوة. وقد ظهرت في هذا الاجتماع محاولة واضحة من قبل الدول الأعضاء التابعة لأمريكا لتقويم الموقف السوري وإخراجه من المأزق. والعمل على تحقيق ما تنادي به أمريكا من قبول المعارضة اللقاء مع النظام والاتفاق على انتقال سلمي للسلطة في سوريا.

 

هذا ما أعلن وما خفي كان أعظم، إذ انطوت المبادرة التي حملها العربي لسوريا يوم السبت الماضي والتي دندن حولها المجتمعون في القاهرة على بقاء المجرم بشار الأسد في الحكم لنهاية ولايته سنة 2014م مع إجراء انتخابات وترقيعات لا تعدل عند الثوار قطرة دم واحدة. وأثناء هذه الجعجعة وبعدها استمرت آلة القتل لدى النظام السوري في حصد الناس واعتقالهم وترويعهم وكأن اجتماعًا لم يحدث وتوصية لم تصدر.

 

ولكن، ثوار سوريا المسلمين الشرفاء، والحمد لله، لم ينتظروا أن تنقضي جلسات المؤتمرين في جامعة الدول العربية -جامعة الخيانة والضرار- حتى أعلنوا في كل المظاهرات التي عمت سوريا يوم أمس الثلاثاء، يوم انعقاد المجلس، أنه لا أمل لهم ولا رجاء إلا بالله؛ فزينت لافتاتهم وعلت أصواتهم بأصدق العبارات: «ما لنا غير: يا الله» «أردوغان والعربي يشاركان في قتل الشعب السوري» بالإضافة إلى التنديد بالموقف الروسي والذي كان عنوانًا ليوم الثلاثاء. وقد صدق ظنهم بما جاء على لسان المؤتمرين في القاهرة.

 

أيها المسلمون الثائرون في الشام الأبية: أنتم قطب الرحى في المنطقة كلها، وإننا في حزب التحرير نعود ونؤكد لكم ما خبرتموه بأنفسكم من أن مثل هذه المؤتمرات والتصريحات تسعى بها أمريكا وأدواتها كالعربي وأردوغان لإخماد ثورتكم والالتفاف عليها وإطالة فترة حكم العصابة المجرمة بقرارات من هنا ومبادرات من هناك. ألا ترون سفير أمريكا وغيره من سفراء الغرب صاروا يطوفون على بيوت العزاء ويعودون المصابين في المستشفيات؟! ألا ترون في ذلك دليلًا على أن ثورتكم وثباتكم والتجاءكم إلى الله هي المشكلة التي تصدع رأس الغرب وتقض مضجعه؟! إن النظام السوري المجرم، ومعه سائر أنظمة المنطقة، كلهم يسعون في خدمة الغرب وتحقيق مصالحه. أما سفراء دول الإجرام والقتل أمريكا وأوروبا فهم لا يقيمون للدماء وزنًا ولا تعنيهم حقيقةً مجالس العزاء، بل إنهم يريدون كشف ورقتكم وإسقاطها وتحويل ربيعكم إلى خريف.

 

أيها المسلمون الثائرون في الشام الأبية: أسمعوا العالم كله صوتاً ينسيهم وساوسهم في اغتيال أو اختطاف ثورتكم المباركة، أسمعوهم صوتاً يكشف لكم حقد نفوسهم وتآمرهم عليكم، أسمعوهم صوت الإسلام بجعل مطلب الأمة، كل الأمة، في كل ساحات التحرير والتغيير، وفي كل نادٍ وكل مجلس هو: تحكيم شرع الله بإقامة الخلافة الإسلامية، والتي بإقامتها تقوم الحياة الإسلامية الكريمة في حياتكم وتعود إليكم أسباب عزتكم. وإننا في حزب التحرير نهيب بكم أن تعملوا معنا بدأب متواصل ووعي كامل، وتضحية صادقة، لإعادة الخلافة الإسلامية لنرفع معاً راية الإسلام راية الحق والعدل فوق جميع الرايات، ولنجعل معاً كلمة الله هي العليا، ولنستأنف معاً حمل رسالة الإسلام إلى العالم نوراً وهدى ورحمة للعالمين.

 

قال تعالى: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ).