رفضُ الثوار لقرارات مجلس وزراء جامعة الدول العربية دليلٌ آخرُ على صدق توجههم
في 16/10/2011م عقد وزراء خارجية العرب اجتماعاً طارئاً في مجلس جامعة الدول العربية في القاهرة بطلب من مجلس التعاون الخليجي للبحث في حل للأزمة السورية. وقد أعلن في البيان الختامي عن تشكيل لجنة وزارية برئاسة وزير خارجية قطر مهمتها إجراء الاتصالات اللازمة مع الحكومة السورية وأطراف المعارضة بجميع أطيافها للبدء في عقد حوار وطني شامل في مقر الجامعة وتحت رعايتها خلال 15 يوماً من أجل تحقيق التطلعات المشروعة للشعب السوري والتغيير المنشود. وقد أعلن وزير خارجة قطر (رئيس الاجتماع): أن “كل الأفرقاء وافقوا على قرارات البيان الختامي باستثناء سوريا التي تحفظت على الأمر”. أما المندوب السوري فقد هاجم توقيت الاجتماع واعتبره “غريباً ومريباً” وهاجم قطر ولا سيما إسناد اللجنة الوزارية لرئيس وزراء قطر وزير خارجيتها. هذا وقد تم التصويت على تعليق عضوية النظام السوري في مجلس الجامعة ولكنه فشل، وكانت مصر هي الوجه الأبرز في رفض هذا الاقتراح. وقد لخصت صحيفة الواشنطن بوست الأمريكية الأجواء كلها بقولها إن “محاولة دول الخليج فشلت في جهودها لتعليق عضوية سوريا في الجامعة العربية بسبب حملتها القمعية على المتظاهرين”. وما إعطاء مهلة الـ 15 يوماً للنظام السوري لعقد مؤتمر الحوار الوطني إلا بعد فشل التصويت. ويذكر أن المجلس الوطني قد تقدم في هذا الاجتماع بثلاثة مطالب هي: تجميد عضوية النظام في الجامعة إلى حين ولادة نظام سياسي يمثل الشعب، ودعم الجهود الدولية لتأمين حماية المدنيين العزل، والاعتراف بالمجلس الوطني السوري بوصفه الممثل الشرعي لإرادة الشعب السوري.
لقد ظهر مما ذكرنا احتدام الصراع الدولي حول سوريا؛ إذ تعتبر دول مجلس الجامعة العربية صدى لصوت أسيادها من الأمريكان أو الأوروبيين، وتسير وفق التوجيهات الخارجية، كل بحسب عمالتها. وقد انضم المجلس الوطني السوري إلى هذا التجاذب فوقع الجميع في فخ هذا الصراع ما عدا أهل سوريا في الداخل؛ حيث خرجت المظاهرات في 16 و17/10/2011م تعلن هجومها على النظام السوري وعلى اجتماع وزراء الخارجية العرب مما يشير بشكل واضح إلى أن كل من ذكرنا من قبل لا يمثلون حقيقة الشعب السوري وإنما يمثلون عليه!
أيها المسلمون الثائرون في شامنا الأبية:
إننا في حزب التحرير نسهر بعين الحريص على ثورتكم المباركة من أن تنحرف عن مسارها أو تختطف من أعدائها، ولقد كنا منكم ومعكم في كل محطة من محطات هذه الثورة المباركة نقدم النصح ونشد العزم ونبين الأساس الذي ينبغي أن تبقى عليه هذه الثورة ولا تحيد عنه، ألا وهو الإسلام دين الله العادل الشامل لجميع مناحي الحياة، فاحذروا كل الحذر مما يقدمه لكم أعداؤكم من دول الغرب، الذين أقاموا نظام آل أسد الوحشي ودعموه في قمع شعبه طوال الأربعين سنة الماضية، ومازالوا يغطون على جرائمه ويعطونه الفرصة تلو الأخرى ليكسر إرادتكم ويسحق ثورتكم. وما الـ 15 يوماً من جامعة الدول العربية، أداة الغرب، إلا كمثيلتها الـ 15 يوماً من أردوغان. وصمودكم وحده هو الذي أفشل مخططاته، وهو الآن يدرس كيف يلتفّ على ثورتكم حتى يحولها لمصلحته.
لقد أثبت واقعكم يا أهلنا الشجعان في سوريا أن ثورتكم مخلصة، وأنكم بحاجة إلى قيادة مخلصة وواعية تقود هذه الثورة إلى ما يرضي الله لا إلى ما يرضي الغرب، تستهدي بالله ولا تستهدي بسواه، وتستعين بالله وحده. و حزب التحرير بما ينادي به من الدعوة إلى تحكيم الإسلام وإقامة الخلافة الراشدة في حياتكم وحياة المسلمين هو الخليق بأن تحتضنوه احتضان الأم لوحيدها واعلموا أنه قادر على أن يصل بثورتكم إلى بر الأمان.
قال تعالى: ( الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآَتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ).