خبر وتعلبق أمريكا تريد ان تبقى وصية على المنطقة
في 26/10/2011 نقلت الشرق الاوسط عن مسؤول امريكي حول موقف بلاده تجاه الحركات الاسلامية تحت عنوان تعامل امريكي حذر وواقعي مع الحركات الاسلامية في الدول العربية.
فمما قاله هذا المسؤول الامريكي لهذه الصحيفة “ان موقفنا من الاحزاب الاسلامية واضح وهو ان على كل الاحزاب السياسية ان تلتزم بحقوق عالمية اساسية مثل المساواة بين الجميع سواء بين الرجل والمرأة او المساواة بين جميع المواطنين بغض النظر عن اديانهم” ونقلت عن هذا المسؤول الذي طلب عدم ذكر اسمه كما قالت الصحيفة::” لا يمكن ان تستخدم هذه الاحزاب الديمقراطية لتصل الى السلطة فقط. هناك حقوق اساسية يجب ان تحترمها عندما تصل الى السلطة مثل حرية التعبير وحقوق جميع المواطنين والالتزام بالسلام”. ونقلت ميشيل دان خبيرة في معهد “المجلس الاطلسي” قولها ان واشنطن ستراقب اي تراجع لحقوق المرأة مع تولي احزاب اسلامية السلطة في الدول التي تشهد انتقالا في السلطة”. وقالت :” هناك ترقب امريكي لعلاقة الاحزاب الاسلامية وغير الاسلامية في ليبيا وامكانية تشكيل الاطراف المختلفة حكومة وحدة وطنية”. والامر ينطبق على تونس ومصر وغيرها من دول عربية خلال الفترة المقبلة.
التعليق:
بناء على تصريحات الامريكيين الكثيرة المتعلقة بالمنطقة وبامتنا نريد ان نلفت نظر هؤلاء المستعمرين الى الامور التالية، لان شعوب أمتنا باتت تدرك تلك الامور فلا تظن امريكا ان الامة ما زالت في غفلة، وان الوعي والادراك لديها في طور التكامل والتمام:
1. أمريكا بتصريحات مسؤوليها وبتصرفاتها تظهر نفسها على انها وصية على البلاد العربية وعلى شعوبها بل على العالم الاسلامي. فتعمل على ان تصير الامور فيها حسبما تريد لا كما تريد هذه الشعوب. فتريد ان تملي على العرب وعلى المسلمين ما تريده لابقاء سيطرتها ونفوذها وهيمنتها عليهم وعلى منطقتهم. ولذلك تريد ان تصيغ النظام السياسي لهذه البلاد ولهذه الشعوب ولاحزابها بعد الثورات كما تهوى وتتمنى حتى لا تفقد نفوذها فيها. فكأن الثورة لم تحدث ضدها وانما كانت ضد عملائها فحسب فتعمل على خداع الشعوب بالتخلي عنهم عندما ترى انهم على وشك السقوط، وكأنها تتغافل عن معنى الشعار الذي رفعته هذه الشعوب الأبية بان “الشعب يريد اسقاط النظام” والذي لا يعني اسقاط بعض رموز النظام العملاء الموالين لها فحسب كحسني مبارك وبشار اسد وغيرهما من العملاء الموالين لاوروبا كابن علي والقذافي، بل الشعب يريد ان يسقط النظام من جذوره والتي تعني افكاره ودساتيره وقوانينه النابعة من المبدأ الرأسمالي الغربي الى جذعه الذي يعني الدولة القائمة اي الجهاز التنفيذي لهذه الافكار والدساتير والقوانيين ويعني اسقاط فروعه من الاجراءات والتطبيقات الجائرة نتيجة هذه الافكار والدساتير والقوانيين ويعني ازالة ثمراته المرة كالعلقم من تعاسة وشقاء ودوس على الكرامات وهضم للحقوق وانعدام لمعنى الرعاية وحفظ الكرامة، ويعني ارجاع السلطان الى اهله واسناده الى سنده الطبيعي وهو الشعب وقطع السند الخارجي كامريكا وبريطانيا وغيرهما لهذه الانظمة الاجرامية العميلة، ويريد ان يصفي القائمين عليه من الفاسدين والعملاء وان يأتي بالمخلصين لدينهم ولامتهم والواعيين والمبدعين في الفكر والسياسة والادارة والحكم.
2. ان امريكا ما زالت تشعر انها قادرة على ان تمسك بزمام الامور في المنطقة وان تكون هي صاحبة الكلمة فيها وتقرر مصيرها وتملي عليها النظام الذي تريده. فلا تريد ان تترك الشعوب ان تقرر ما تريد وتقرر مصيرها وهي التي تنادي بحق الشعوب بتقرير مصيرها وباختيار نظامها، ولكن هذا لا تتطبقه على الشعوب الاسلامية، لانها تدرك ان هذه الشعوب اذا تركت وشأنها فلا تقبل غير الاسلام بديلا، بل تريد ان تلزمها بكفرها وتفرض عليها هيمنتها وتكون صاحبة الكلمة فيها كما كانت عليه في السنين الغابرة، وتحذر الاحزاب الاسلامية من ان تتخذ الديمقراطية للوصول الى السلطة فقط ولا تلتزم بالديمقراطية التي تعني ان البشر اربابا ومشرعين من دون الله وذلك الشرك بعينه. وتريد ان تخضع هذه الاحزاب لها ولسياستها وان تلتزم بكفرها من افكار تتعلق بالمرأة وحقوق الرعية، مع العلم ان لدى الاسلام احكاما راقية لا تعلو عليها اية احكام، بل لا تصل الى مستواها سواء ما تعلق منها بالمرأة او بحقوق الرعية او بغير ذلك.
فهي ليست كما فعلت امريكا واخواتها الرأسماليات عندما جعلوا المرأة سلعة ومتعة وهدروا كرانتها وهضموا حقوقها واهانوا انسانيتها فلم يعتبروها انسانا شريفا مكرما كالرجل بل عرضا مصانا، وكأم رؤوم غالية يبرها أبنائها، وكزوجة محترمة ومعززة لدى زوجها، وكجدة عزيزة، وكبنت تحرسها عين اباها واخاها، لا كما نراها في اوروبا وامريكا فالابناء هناك يعقون امهاتهم والازواج يخنون زوجاتهم والابناء والاحفاد يحتقرون امهاتهم وجداتهم بل وابائهم واجدادهم ويرمون بهم الى دور العجزة عندما يكبرون وينتظرون موتهم ليرثوهم. وهم اي الغربيون يلزمونها بالعمل لاعالة نفسها ولا يرى الزوج او الاب انه ملزم بالانفاق عليها. واما حقوق الرعية او المواطنين حسب تعبيرهم فيكفي المثال الحي وهو ان نسبة 99% مهضومة حقوقهم ويسيطر عليها نسبة 1% من الحيتان التي لا تعرف الشبع الذين اتخذوا وول ستريت معقلا لهم فاراد الذين يمثلون أغلبية الشعب الساحقة احتلال وول ستريت معقل الناهبين لاموالهم والقضاء على نظامهم الرأسمالي. فنقول لامريكا وللغرب ان بيوتكم واهنة كبيت العنكبوت وانها من زجاج فاي حجر يضرب عليها تتشقق او تتكسر الكسر ، وبيوتنا من حديد لا تتكسر وان ظهرت فيها نتوءات من شدة ضربات المستعمرين لها لمئات السنين بكل ما اوتوا من قوة ولكن ما يلبث ان يقوم المسلمون ويصلحوا ما افسده هؤلاء المفسدون الغربيون ومواليهم. ولذلك تتخوف امريكا والغرب من استلام المسلمين للسلطة المسلوبة من ايديهم ليطبقوا شرع ربهم فيعملون على ارغام احزاب اسلامية معينة قبلت ان تتماشى معهم من ان لا تلتزم بشرع الله ويجبروها على الالتزام بشرع البشر وعلى الاخص بشرع الغرب. وتريد منها ان ترتبط بسياستها في الشرق الاوسط مثل المحافظة على عملية السلام مع كيان يهود الغاصب لاراضي فلسطين الاسلامية.
3. ان امريكا مخطئة ان ظنت انها وصية على الشعوب الاسلامية ومنها العربية ومخطئة ان ظنت انها قادرة على ان تبقى ممسكة بزمام الامور وصاحبة الكلمة في المنطقة بعد كل تلك الثورات المستمرة ومخطئة ان ظنت ان حركة التغيير لدى هذه الشعوب قد توقفت او قد تتوقف اذا ما وصلت بعض الاحزاب التي يطلق عليها اسلامية ولا تلتزم باسلامها سواء في الحكم او الاقتصاد او السياسة الداخلية او الخارجية وتكتفي بالالتزام باجزاء من الاسلام كالعبادات او التقيد بالنواحي الفردية كاللباس والاخلاق. لان هذه الشعوب اصيلة باسلامها، وهو فيها اصيل ومتجذر، وفكرة الحكم بما انزل الله لا بما وضعه البشر منبثقة من صلب عقيدتها، وإن لم يكتمل لديها الوعي على كيفية تطبيق هذه الفكرة ولكن هذا الوعي في طريقه نحو التكامل والتمام، وقد نشأ فيها حزب مبدئي مدرك ادراكا تاما لمبدئه ولديه الوعي التام على الاوضاع السياسية والاعيب امريكا وبريطانيا وغيرهما وكل ذلك بفضل الله عليه وعلى امته، وسترى امريكا واخواتها الرأسماليات نتائج ذلك عن قريب مهما عملت وتآمرت هي وهن، وانفقوا من اموال ستكون عليهم حسرة ثم يغلبون باذن الله.