Take a fresh look at your lifestyle.

مع الحديث الشريف حديث الرفق

 

عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:- إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى رَفِيقٌ يُحِبُّ الرِّفْقَ ، وَيُعْطِي عَلَى الرِّفْقِ مَا لَا يُعْطِي عَلَى الْعُنْفِ ، وَمَا لَا يُعْطِي عَلَى مَا سِوَاهُ- رَوَاهُ مُسْلِمٌ – وَفِي رِوَايَةٍ لَهُ :- قَالَ لِعَائِشَةَ – عَلَيْكِ بِالرِّفْقِ ، وَإِيَّاكِ وَالْعُنْفَ وَالْفُحْشَ ، إِنَّ الرِّفْقَ لَا يَكُونُ فِي شَيْءٍ إِلَّا زَانَهُ ، وَلَا يُنْزَعُ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا شَانَهُ ” .

الرِّفْقُ:- ضِدُّ الْعُنْفِ وَهُوَ الْمُدَارَاةُ مَعَ الرُّفَقَاءِ وَلِينُ الْجَانِبِ وَاللُّطْفُ فِي أَخْذِ الْأَمْرِ بِأَحْسَنِ الْوُجُوهِ وَأَيْسَرِهَا ،( إِنَّ اللَّهَ رَفِيقٌ ) :- أَيْ :- لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ ، يُرِيدُ بِهِمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِهِمُ الْعُسْرَ ، فَيُسَامِحُهُمْ وَلَا يُكَلِّفُ فَوْقَ وُسْعِهِمْ ، أَوْ يُحِبُّ أَنْ يَرْفُقَ الْعِبَادُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا كَمَا بَيَّنَهُ بِقَوْلِهِ ( يُحِبُّ الرِّفْقَ ) أَيْ :- يَرْضَى بِهِ وَيُثْنِي عَلَيْهِ( وَيُعْطِي عَلَى الرِّفْقِ ) أَيِ:- الْمَثُوبَاتِ وَالْمَآرِبَ أَوْ مِنَ الْأَغْرَاضِ وَالْمَطَالِبِ ( مَا لَا يُعْطِي عَلَى الْعُنْفِ ) أي :- ضِدُّ الرِّفْقِ ( وَمَا لَا يُعْطِي عَلَى مَا سِوَاهُ ) أي :- سُوءِ الرِّفْقِ ، وَهُوَ الْعُنْفُ .

اما قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِعَائِشَةَ(عَلَيْكِ بِالرِّفْقِ ، وَإِيَّاكِ وَالْعُنْفَ وَالْفُحْشَ ) أي الْمُتَوَلِّدُ مِنْهُ( إِنَّ الرِّفْقَ لَا يَكُونُ ) لَا يُوجَدُ( فِي شَيْءٍ ) أي :- مِنَ الذَّوَاتِ وَالْأَعْرَاضِ ( إِلَّا زَانَهُ ) أي:- زَيَّنَهُ وَكَمَّلَهُ ( وَلَا يُنْزَعُ ) أي :- لَا يُفْقَدُ وَلَا يُعْدَمُ( مِنْ شَيْءٍ إِلَّا شَانَهُ ) أي:- عَيَّبَهُ وَنَقَّصَهُ أي :- لَا يَكُونُ الرِّفْقُ مُسْتَقِرًّا فِي شَيْءٍ يُتَّصَفُ بِوَصْفٍ مِنَ الْأَوْصَافِ إِلَّا بِصِفَةِ الزِّينَةِ .

قال سفيان الثوري لأصحابه : أتدرون ما الرفق؟ هو أن تضع الأمور مواضعها , الشدة في موضعها , واللين في موضعه , والسيف في موضعه , والسوط في موضعه .

قال الغزالي : الرفق محمود وضده العنف والحدة , والعنف ينتجه الغضب والفظاظة , والرفق واللين ينتجهما حسن الخلق والسلامة , والرفق ثمرة لا يثمرها إلا حسن الخلق , ولا يحسن الخلق إلا بضبط قوة الغضب , وقوة الشهوة وحفظهما على حد الاعتدال , ولذلك أثنى المصطفى صلى الله عليه وسلم على الرفق وبالغ فيه .

أي إن الله تعالى لطيف بعباده يريد بهم اليسر ولا يريد بهم العسر , فلا يكلفهم فوق طاقتهم بل يسامحهم ويلطف بهم , ( ويعطي علي الرفق ) في الدنيا من الثناء الجميل ونيل المطالب وتسهيل المقاصد , وفي العقبى من الثواب الجزيل ( مالا يعطي على العنف ) أي الشدة والمشقة , ووصف اللّه سبحانه وتعالى نفسه بالرفق إرشاداً وحثاً لنا على تحري الرفق في كل أمر .

اخي المسلم :-

 

ان العمل للتغيير هو الوظيفة الاولى لحملة الدعوة ولا بد ان تشعر الأمة الاسلامية أنك في خدمتهم وأنك تحرص على سعادتهم في الدنيا والأخرة وأن هذا هوهمهم وشغلهم الشاغل – حقيقة – كما كان هم النبي صلى الله عليه وسلم همه انقاذ الناس من النار واسعادهم بالطاعة في الدنيا وبالجنة في الاخرة ، فحملة الدعوة قد شمروا سواعدهم لياخذوا بيد الامة بكل لطف ورفق خالية من الاستعلاء والوحشة والجفوة فهم ينظرون ان يضعوا الامور مواضعها – فان احتاجت لشدة لما فيه خير لمصلحة الامة تشددوا وكشفوا الحقائق لما يحيكه الكفار ضد مصالح الامة فتبنوا مصالحها ونابوا عنها لانهم جزء لايتجزء من الامة الاسلامية – مع دوام جسور المحبة – ليرتقوا بالأمة الإسلامية ويأخذوا بيدها لعز الدنيا والآخرة- باذن الله .