خبر وتعليق أمريكا تتخفى مجدداً وراء حق تقرير المصير للوصول إلى أهدافها كما فعلت في القرن الماضي
أوردت صحيفة الشموع الصادرة في اليمن يوم السبت 5 تشرين ثاني/ نوفمبر الجاري خبر اللقاء الذي جمع بين اللواء الركن علي محسن قائد المنطقة العسكرية الشمالية الغربية والفرقة الأولى مدرع وجيرالد فايرستاين السفير الأمريكي لدى اليمن مساء الأربعاء 2 تشرين ثاني/ نوفمبر الجاري.أثناء اللقاء أشاد علي محسن بالدور الذي يلعبه السفير الأمريكي في اليمن هذه الأيام ودور الإدارة الأمريكية ومواقفها من نصرة الشعوب وتحقيق مطالبها الحقوقية المشروعة في التداول السلمي للسلطة والحريات والديمقراطية والحقوق والمواطنة المتساوية باعتبارها رائدة في مجال الديمقراطية والحريات.
إن وصف علي محسن هذا لأمريكا يعيد إلى الأذهان أربعينات القرن الماضي تحديداً في شباط/ فبراير 1945م حين اجتمع روزفلت وستالين وتشرشل في يالطا ليتمخض عن لقائهم إخراج هيئة الأمم المتحدة إلى حيز الوجود في 25 نيسان/ أبريل من نفس العام ،لترفع أمريكا من على منبرها شعار حق الشعوب في تقرير المصير،الذي اتخذته لإخراج الاستعمار الأوربي القديم من مستعمراته لتحل هي محله.واستصدرت قراراً “أممياً” بشان حق الشعوب قي تقرير المصير.
حين قرر الساسة الأمريكان ترك سياسة العزلة عن العالم الخارجي نهائياً في النصف الغربي من الكرة الأرضية،جعلوا من أنفسهم دعاة الحرية للبشرية ليخرجوها من قبضة الاستعمار الأوربي فقد قال ايمرسون”كان على أمريكا أن تكون المنارة التي تضئ للبشرية دروب قدرها”،لكن لتوقعها في قبضتها هي كاستعمار جديد.فمهما كان العام 2011م أو 1945م فان خروج أمريكا كان لتحقيق مصالحها متخذة من شعار نصرة الشعوب المظلومة غطاءً لذلك،فقد خرجت أمريكا لبسط نفوذها وسيطرتها ولتتقاسم خيرات المستعمرات البريطانية والنفط بدرجة رئيسية نظير وقوفها في وجه المد السوفيتي بعد تقهقر الألمان في نهاية الحرب العالمية الثانية.وبعد خروج الأمريكان عن عزلتهم وراء المحيط الأطلسي بدأ زور ادعائهم بتخليهم عن أفكار نصرة الشعوب وتحريرها واستغلال هذا الشعار لأغراضهم الاستعمارية وحربهم الضروس على الإسلام وأهله التي بدأوها من أفغانستان عام 2001م فالعراق عام 2003م، وهي حرب صليبية متصلة لعشرات السنين كما أفصح بوش الصغير.كان حظ الناس في اليمن منها حتى الآن الطائرات الأمريكية من دون طيار التي قتلت العشرات منهم كما في الباكستان التي قدم منها السفير الأمريكي الحالي لدى اليمن.
إلا أننا نستغرب كل الاستغراب بعد كل هذا أن يجد على ارض اليمن الميمون من يضفي صفة نصرة الشعوب على الأمريكان مجدداً هذه الأيام في الوقت الذي يقوم أهل اليمن بثورتهم لإسقاط نظام الحكم فيه،فالأمريكان لا يفكرون سوى في قلع نظام صالح الموالي للانجليز كليةً ليستبدلوه بنظامٍ موالٍ لهم.فلم نمالئهم ونخفي الحقيقة ونضلل الرأي العام؟
إن أمريكا زعيمة المبدأ الرأسمالي في العالم تشعر اليوم بدنو أجل مبدأها العفن لصالح ظهور مبدأ الإسلام في دولة الخلافة الراشدة الثانية فتقاوم عبثاً وتتخبط لا تدري أين سيكون ظهورها في البلاد الإسلامية فتسارع في محاولة منها للحيلولة من ظهورها والاستمرار في إقصاء الإسلام عن الحياة السياسية.
المهندس: شفيق خميس
رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية اليمن