Take a fresh look at your lifestyle.

الفريضة هي وصول الإسلام إلى الحكم وليست وصول المسلمين

الفريضة هي وصول الإسلام إلى الحكم وليست

 

 إن المتابع لنتائج انتخابات المجلس التأسيسيّ في تونس، ليلمس لمس اليد أنّ النّاس في هذا البلد الطّيب يريدون تطبيق الإسلام والاحتكام إلى شرع ربّهم، فقد أقبل أغلب من توجّه إلى صناديق الاقتراع يوم 23 أكتوبر على اختيار من يحسبونه تيّارا إسلاميّا، ونبذوا التّيّارات العلمانيّة والاشتراكيّة وبقايا النّظام السابق نبذا، ولولا قانون انتخابات ظالم مخادع لما وصل إلى المجلس التأسيسيّ غير الإسلاميين، وقبل ذلك أثبت المسلمون في تونس يوم 14 أكتوبر يوم خرجت حشود النّاس في مدن البلاد من شمالها إلى جنوبها جموعا هادرة هاتفة بأنّ “الشّعب يريد تطبيق شرع الله” وأنّ “الشّعب يريد دولة إسلاميّة” وأنّ “الشّعب يريد خلافة إسلاميّة”. ولكنّ القائمين على حكم البلد ووسائل الإعلام المضلّلة تواطؤوا على احتواء هذه المشاعر الصّادقة والعزائم المتوثّبة يُحاولون حرفها عن طريق نهضتها وعزّها بأن صوّروها مجرّد ردّة فعل على استفزاز لقناة تلفزيّة، ثمّ راحوا يكيلون المدح للنّاس يوم توجّهوا إلى صناديق الاقتراع زاعمين أنّ في ذلك دليلا على أنّهم يريدون ديمقراطيّة الغرب، وطريقة عيشه… والحال أنّ أغلب من خرج يومها للتصويت لم يخرج إلّا ليختار من يطبّق الإسلام عليه وخوفا من أن يصل العلمانيّون والشيوعيون إلى موقع القرار.

 

أيّها المسلمون:

لقد كانت هتافاتكم صفعة على وجه الاستعمار، الذي لا همّ له إلّا إبعادكم عن إسلامكم مبعث عزّكم ومكمن قوّتكم، وتمزيق كيانكم ونهب ثرواتكم.

 

ولقد كانت هتافاتكم صفعة على وجه عملاء الاستعمار ووكلائه في بلدنا، الذين يزعمون أنّكم تريدون الديمقراطيّة الغربيّة، وأثبتّم أنّكم مسلمون أحفاد الصحابة المجاهدين لا ترضون عن الإسلام بديلا.

 

فلا يخدعنّكم ساسة الدجل والإعلام المضلّل، ولا يلفتنّكم عن وجهتكم التي اخترتم يوم هتفتم بتطبيق شرع الله، فإنّ هتافاتكم قد أرعبتهم وأرعبت أسيادهم المستعمرين. ولذلك يعملون وإعلامَهم المضلّلَ لحرفكم عنها وتزوير حقيقة توجهاتكم. فاثبتوا على وجهتكم التي اخترتم وعَضّوا عليها بالنواجذ، فإنّ وعد الله حقّ.

 

ونقول لمن أحسن النّاس بهم الظّنّ فاختاروهم لتوجّههم الإسلاميّ:

إنّ الفوز الحقيقيّ ليس هو وصولكم إلى الحكم وحصولكم على أغلبيّة المجلس التّأسيسيّ، أو تحصيل حقائب وزاريّة بل هو وصول الإسلام إلى الحكم بوضعه موضع التّطبيق دون تأجيل أو مواربة، يقول الله سبحانه وتعالى: “الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ “.

 

ونذكّركم بأنّ الفوز الحقيقيّ هو ماذكره الله في آياته البيّنات:“….. وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (13) وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ (14)” النساء.

 

وننذركم يوم الحساب يوم لا ينفع مال ولا بنون ولا حلفاء أو شركاء، يوم يكون الحَكَمُ العدلُ هو القويُ العزيزُ الجبار، فلا ظلم يومئذٍ، وإنما هي جنة أو نار (فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ).

 

فكونوا صادقين مع الله، أوفياء لشرعه واعملوا أن يكون شرع الله وحده أساس الدّستور وسائر القوانين، فإنّ الله قد منّ عليكم ومكّن لكم فاغتنموا هذه الفرصة لتنالوا رضوان الله تعالى فإنّكم إن ضيّعتموها ووضعتم أيديكم في أيدي الغرب الكافر المستعمر وتحالفتم مع عملائه وتابعيه خسرتم دنياكم وآخرتكم وكنتم ممّن خان الأمانة ومهّد للمستعمر ليدوس رقاب المسلمين بعد أن ضعف وكاد ينقلع من بلادنا.

 

” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ “