يجب على باكستان أن تقف بحزم أمام الصليبية الأمريكية
في الأسبوع الماضي انتهكت قوات حلف شمال الأطلسي الوحشية الصليبية المجال الجوي الباكستاني من جديد، وشنت هجوما قاسيا على نقطتين من نقاط التفتيش الحدودية الباكستانية، مما أسفر عن مقتل 24 جنديا وإصابة آخرين، ويعتبر الهجوم أحدث حلقة في سلسلة الانتهاكات الصارخة لحلف الناتو للسيادة الباكستانية، وهو يقوم مع أمريكا بغارات باستخدام الطائرات بدون طيار بشكل روتيني راح ضحيتها العديد من المدنيين الأبرياء.
عندما كان قتل المدنيين الباكستانيين ليس كافيا لإرواء عطش الناتو وأمريكا من دماء المسلمين، يلجئون بين الفينة والأخرى إلى قتل الجنود الباكستانيين، ومن ثم يلقون باللوم على باكستان لبدء المواجهة، ولكن في جميع هذه الحوادث فإنّ عدم رد الجيش الباكستاني يشجع حلف شمال الأطلسي والولايات المتحدة على شن مزيد من الغارات الجديدة.
قامت الولايات المتحدة في وقت سابق من هذا العام بانتهاك السيادة الباكستانية، وشنت غارة آثمة على أبوت أباد وفرت من دون عقاب، والباكستانيون ما زالوا غاضبين على الجيش بسبب ذلك لغاية اليوم، والعديد من الناس يشكك بكياني لمساعدته أمريكا.
إنّ سهولة انتهاك حلف شمال الأطلسي وأمريكا لسيادة باكستان في تنفيذ هجمات الطائرات بدون طيار والقيام بالعمليات البرية والطلعات الاستطلاعية وغيرها من الأنشطة غير العسكرية من مثل التدخل في النظام القضائي لتأمين الإفراج عن ريمون ديفيس أمر مقلق للغاية، خصوصا وأنّ استجابة كل من الحكومة والجيش هي دائما باهتة وتقتصر على الخطابات الفارغة دون اتخاذ إجراءات ملموسة. أما اتخاذ إجراءات شكلية من مثل إغلاق مؤقت للحدود الأفغانية الباكستانية لمنع القوافل المحملة بالوقود والبضائع من الوصول إلى حلف شمال الأطلسي فهي ليست كافية، بل هي رش للملح على الجرح، وباختيار عدم الوقوف في وجه الصليبيين، فإنّ كياني وزرداري حريصون على مزيد من إذلال الباكستانيين، ومن خلال سيرهم مع الحملة الصليبية الأمريكية عن طريق منح أمريكا حق الوصول الكامل إلى قتل وتشويه وتعذيب وتهجير الباكستانيين في المناطق القبلية، فهمهم قبل كل شيء حماية تحالفهم مع الصليبيين الأمريكان. قال الله تعالى في القرآن الكريم ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَنْ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ….)) الممتحنة 1.
إن كان رد فعل كياني وزرداري سيئ بما فيه كفاية، فإنّ رد فعل المؤسسة السياسية في باكستان هو أسوأ، فقد تم فضح بعض من هؤلاء السياسيين الذين ينادون برد صارم في وقت سابق لوقوفهم إلى جانب أمريكا في الحرب ضد الإسلام، وما موقفهم هذا إلا لكشفِ نفاقِهم وغدرِهم وتأكيدٍ على شرورهم. وقد توعدَ اللهُ المنافقين بعقوبةٍ شديدةٍ حيث قال (( بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا )) المائدة 138.
على المسلمين في باكستان الضغط على الضباط والجنود المخلصين في الجيش للقيام بالإجراءات التالية :
1. قطعُ خطَ إمداد الناتو نهائيا والاستيلاء على جميع المعدات والوقود.
2. إغلاق جميع القواعد الجوية والممرات المائية التابعة لحلف شمال الأطلسي والولايات المتحدة، وطرد جميع الأفراد العسكريين وموظفي السفارات الذين ينتمون إلى القوات الغربية وإخراجهم من باكستان.
3. إنهاء جميع أشكال برامج التدريب العسكري والمساعدات العسكرية الغربية.
4. تفكيك جميع فرق الموت الأمريكية التي تعمل في باكستان وتفلت من العقاب.
5. وقف جميع أشكال تبادل المعلومات الاستخبارية مع حلف شمال الأطلسي ووكالة المخابرات المركزية الأمريكية والوكالات الأجنبية الأخرى.
6. الضغط على تركيا وعلى باقي البلدان الإسلامية الأخرى لسحب جميع أشكال المساعدة لحلف شمال الأطلسي والصليبية الأمريكية.
7. إسقاط أي طائرة بلا طيار تابعة لحلف شمال الأطلسي تنتهك المجال الجوي الباكستاني.
الإجراءات المذكورة أعلاه هي تدابير مؤقتة لمنع الصليبيين من انتهاك سيادة باكستان، ولكن الحل الدائم يتطلب أكثر من ذلك من الشعب الباكستاني، وهو العمل مع أهل القوة لإعادة إقامة الدولة الإسلامية، وعندئذ فقط يمكن هزيمة الصليبيين وكنسهم من باكستان.
أبو هاشم البنجابي