خبر وتعليق لستم بمنأى عن رياح التغيير يا امراء الخليج
” قال الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم حاكم دبي ونائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة إن الخليج العربي بمنأى عن الربيع العربي ، في حين أكد خليجيون وصحافيون ونشطاء شاركوا في مؤتمر صحفي بالأردن أن الخليج ليس بمنأى عن الربيع العربي وأن الأمور بدأت تتحرك في كل الاتجاهات وأنه لا يمكن اعتبار أية دولة خليجية بما فيها قطر والسعودية والإمارات والكويت بعيدة عن الثورات الشعبية وثورات الفيس بوك واليوتيوب والتويتر. “
في الوقت الذي تعيش فيه الأمة الإسلامية ربيع الثورات ورياح التغيير ضد الظلم والاستبداد يظن حكام الخليج العربي وأمراؤه أن هذه الثورات لن تطالهم. فمنهم من حاول استباق التغيير بإجراء بعض إصلاحات شكلية مثل قطر ، ومنهم من قمع تلك التحركات مثل البحرين , ومنهم من يحاول تأخير هذه الرياح بعطايا للشعب وصلت للمليارات مثل السعودية ، أو برفع مستوى الرواتب إلى حد كبير مثل الإمارات والكويت وعمان .
وها هو حاكم دبي يستمر في دفن رأسه في الرمال ويعتبر أن الخليج بمنأى عن الربيع العربي مما يوحي بأن هذه الثورات أمر سيئ والخليج بمأمن منه معتمدا على أن نظام القبيلة هو السائد وأن حكم القبيلة متوارث ، وعلى أن الشعب لا يعاني من الفقر والجوع ، ناسيا أو متناسيا أن الفقر وحده لم يكن السبب لهذه الثورات بل القمع والظلم وغياب الكرامة وتحكم العائلات الحاكمة وتسلطها هو ما دفع الناس لتطالب بحقوقها ولتلفظ حكامها . وها هو يقف أمس في افتتاح مهرجان دبي السينمائي مرحبا بالكفار والكاسيات العاريات ممن يطلق عليهم اسم أهل الفن قائلا أن دبي تفتح ذراعيها للفن وأهله لأنه من وسائل التقارب الإنساني والثقافي بين العالم وشعوبه ليؤكد انسلاخه عن الدين والأخلاق وعن واقع أمته وهمومها أنه لا يرى أبعد من أنفه ظاناً أن الثورة بعيدة عنه ولن تقتلعه من جذوره بإذن الله تعالى .
نقول لأمراء الخليج وشيوخه .. إن رياح التغيير تقترب منكم وستطيح بكم قريباً بإذن الله تعالى .. وستدفعون ثمن ظلمكم غاليا .. ستدفعون ثمن تبديدكم لثروات الأمة في حماية عروشكم وتشييد أبراج وفنادق ومنتجعات ومسابقات ومهرجانات أنفقتم عليها مليارات الدولارات بدل أن تكون لخير الأمة ورفعتها ..
ويا أهلنا في الخليج العربي والسعودية ، ثوروا على هؤلاء الأمراء والشيوخ .. ولا تنخدعوا بما يحاولون به شراء ذممكم منعاُ لثورتكم على ظلمهم وتحكمهم بكم وبثروات الأمة ..واستبدلوهم بحاكم عادل يقود دولة الخلافة القوية التي ستحكم بكتاب الله وسنة رسوله قبل أن يأتي يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم .
كتبته للإذاعة
مسلمة