Take a fresh look at your lifestyle.

خبر وتعليق أربعون عاما على الاستقلال وأمريكا ترسل نائبا للملك جديدا إلى بنغلادش

 

وصل حديثا إلى بنغلادش مبعوث الولايات المتحدة الأمريكية، الدولة الإرهابية الرائدة عالميا ضد الإنسانية، دان موزينا في نوفمبر 2011، وبعد وصوله إلى دكا عقد موزينا على الفور اجتماعات مع وزير الخارجية ورئيسة الوزراء الشيخة حسينة ورئيس بنغلادش، حيث أعطاهم تعليمات واضحة للعمل معه لإنجاح مهمته التي كلفته بها الإدارة الأمريكية والتي ستمتد لثلاثة أعوام، وعلاوة على ذلك فقد التقى بزعيمة المعارضة خالدة ضياء وأوعز لها كي تلعب الدور المناسب كزعيمة للمعارضة لتسهيل تحقيق مصالح الولايات المتحدة.

وقبل وصوله إلى دكا كانت هيلاري كلينتون جنبا إلى جنب مع غيرها من سفراء الولايات المتحدة في شبه القارة قد أصدرت تعليمات حول دور أمريكا القادم في شبه القارة، حيث ورد عن وزيرة الخارجية الأمريكية، هيلاري كلينتون قولها في “مجلة السياسة الخارجية” في عدد نوفمبر عن مسؤوليتهم بالقول “وبانتهاء الحرب في العراق وبدء أمريكا سحب قواتها من أفغانستان، فإن الولايات المتحدة تقف عند النقطة المحورية.. ونحن بحاجة إلى أن نكون أذكياء ومنهجين في السنوات العشر المقبلة… في اختيار المكان الذي نستثمر فيه الوقت والطاقة… وأحد أهم المهام للحكم الأمريكي على مدى العقد المقبل سيكون تأمين زيادة الاستثمارات على الصعد الدبلوماسية والاقتصادية والإستراتيجية، وخصوصا في منطقة آسيا والمحيط الهادئ “. بمثل هذا البيان الواضح يمكن فهم طبيعة مهمة موزينا في دكا!

1- الولايات المتحدة تحتاج إلى إطلاق أيدي الهند كشريك في المنطقة لمواجهة التهديدات المتوقعة المتزايدة من الصين، ولذلك فهي تضغط على باكستان وبنغلادش للتخلي عن مصالحهما الوطنية من خلال تسوية جميع الخلافات العالقة الثنائية والإقليمية مع الهند. وقد ذكر موزينا بوضوح أنّ لديه تفويض من السلطات العليا في الولايات المتحدة لتوسيع وتعميق وتعزيز الشراكة بين دكا ونيودلهي، وعلاوة على ذلك قال أن واشنطن مرتاحة لتحسن العلاقة مؤخرا بين الهند والبلدين الجارين، وقال أيضا أن الولايات المتحدة قد اثنت على خادمتها الشيخة حسينة لزيارتها الأخيرة إلى الهند وطلبت مواصلة المزيد من هذا الدور لضمان تركيز الهند على مواجهة الصين.

2- أمر دان موزينا القيادة البنغالية للقيام بدور محوري في بناء دولة مستقرة وسلمية وآمنة في جنوب آسيا، فما هي هذه الدولة “السلمية والآمنة في جنوب آسيا؟” وفقا لما هو منصوص عليه في السنوات الأربع الأخيرة لوزارة الدفاع الأمريكية فإنّ معنى العمل لتأمين جنوب وشرق آسيا الوسطى هو تأمين هيمنة الولايات المتحدة في هذه المنطقة التي يسكنها 700 مليون مسلم لتأخير العودة الوشيكة لدولة الخلافة الإسلامية، ولتحقيق هذا الهدف فإنّ الولايات المتحدة الأمريكية تريد حكومة علمانية متطرفة ومعادية للإسلام بقيادة الشيخة حسينة، وقد علق دان موزينا بالقول “بأنها أكثر من مجرد علاقة، إنها شراكة…” وعلاوة على ذلك فإنّه لضمان تعاطي بنغلادش الأمثل مع تأمين المصالح الإستراتيجية للولايات المتحدة الأمريكية، فقد ذكر موزينا أنّ الولايات المتحدة سوف تمضي قدما لتوقيع “الشراكة الإستراتيجية” مع بنغلادش، ومن المتوقع أن تزور وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون بنغلادش بحلول شهر يونيو حزيران 2012، حيث من المتوقع أن يتم التوقيع على الاتفاق حينها.

3- أحد الأدوات الرئيسية للحفاظ على المصالح الأمريكية في أنحاء مختلفة من العالم هو استمرار نظام الحكم الديمقراطي، ووفقا لموزينا فإنّ “بنغلادش بوصفها دولة ديمقراطية علمانية معتدلة مهمة جدا للمصالح الأمريكية” وذلك لأنّ النظام الديمقراطي يضمن استمرار إفراز الخونة من أمثال حسينة أو خالدة، وقادة المستقبل، من أمثال طارق جوي، وقد صرح بذلك موزينا بأنه سيعمل بشكل فعّال للحد من السخط الشعبي المتزايد على الديمقراطية في بنغلادش، بحيث يمكن فعليا الإطاحة بالنظام الديمقراطي بانتفاضة شعبية يمكن اندلاعها في أي وقت، ولذلك فإنّ موزينا مثل أسلافه هاري توماس وجيمس موريارتي، تم إرساله من قبل الإدارة الأمريكية للسيطرة الكاملة على المصير السياسي والاقتصادي في بنغلادش من خلال فرض الشيخة حسينة وخالدة على الشعب مرة أخرى.

يتضح مما سبق، وضوح الشمس، من هو الحاكم الحقيقي لهذا البلد؟ وما يسمى ب 40 عاما من الاستقلال ما هو إلا نكتة سمجة. وفي الواقع فإنّه لا يوجد فرق بين سفراء الولايات المتحدة الموجودين اليوم في بنغلادش وبين نائب الملك البريطاني الذي كان يحكم شبه القارة الهندية آنذاك، وعلاوة على ذلك فإنّه خلال فترة الحكم البريطاني من خلال (المتعاونين) والدمى للحفاظ على علاقة وثيقة مع اللوردات للتمتع بطعم السلطة، وتحديد شكل النظام السياسي والاقتصادي في شبه القارة وفقا للوصفات التي تأتيهم من أسيادهم، وهذا هو الشيء نفسه الذي يحدث اليوم! فالقيادات السياسية الديمقراطية الحالية اليوم تسير على خطى دجالي أمس، وهناك تنافس مستمر على من يستطيع الفوز بقلب سفير الولايات المتحدة الأمريكية.

إنّ سبب سيطرة مصاصي الدماء من الكفار في الولايات المتحدة الأمريكية على مستقبل بنغلادش ليس سوى وجود زعماء تابعين بشكل كامل للسياسية العلمانية والنظام العلماني الديمقراطي في الحكم، ومن خلال هذا النظام السياسي فإنّ أمريكا تحتفظ بالسيطرة الكاملة على بنغلادش، ولذلك فإنّه من دون اقتلاع العلمانية من جذورها فلن يتمكن المسلمون في بنغلادش من التحرر من قيود الصليبية، الولايات المتحدة الأمريكية. وبالتالي فنحن كمسلمين بحاجة إلى المضي قدما نحو سبيل الله سبحانه وتعالى وتطبيق نظامه الذي أنعم الله به على البشر.

لقد حان الوقت لأن نهرع إلى الأمام، وننشط على الساحة السياسية من خلال الدعوة لإقامة دولة الخلافة الإسلامية، القائمة على كتاب الله سبحانه وتعالى وسنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، علينا أن نضاعف جهودنا في تعبئة الرأي العام ودعوة أهل القوة في بنغلادش فورا لإعطاء النصرة إلى العاملين لإقامة الخلافة، فدولة الخلافة التي ستقتلع النظام الديمقراطي الذي صنع لإنتاج الرويبضات من الحكام الموالين للولايات المتحدة والغرب، ودولة الخلافة التي ستكون قادرة على إخراج مثيري الشغب من أمثال موزينا من بنغلادش، والخلافة هي الطريقة الوحيدة للرد المناسب على الرغبات الشريرة للولايات المتحدة الأمريكية على تطويع الهند وبنغلادش لتحقيق مصالحها الإستراتيجية، والخلافة هي الطريقة الوحيدة التي يمكنها إقامة كيان قوامه 150 مليون مسلم والجيش في بنغلادش، والتي ستصبح قوة لا يمكن وقفها بعد أن تحرر ال700 مليون من المسلمين في شبه القارة الهندية، وبناء الاقتصاد المزدهر وتحرير المليار ونصف المليار من المسلمين في جميع أنحاء العالم، الذين سيكون لهم شرف قيادة البشرية بكل مسؤولية وعدالة إن شاء الله، وهذا هو الفوز العظيم في الدنيا والآخرة.

 

جعفر محمد أبو عبد الله
دكا ، بنغلاديش