مع الحديث الشريف ” مَا جَاءَ فِي فِي أَكْلِ الرِّبَا”
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم “مع الحديث الشريف”
ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جاء في تحفة الاحوزي، في شرح جامع الترمذي “بتصرف” في” باب مَا جَاءَ فِي أَكْلِ الرِّبَا”
حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ آكِلَ الرِّبَا وَمُؤْكِلَهُ وَشَاهِدَيْهِ وَكَاتِبَهُ.
قَوْلُهُ : ( لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ آكِلَ الرِّبَا ) أَيْ : آخِذَهُ ، وَإِنْ لَمْ يَأْكُلْ إِنَّمَا خُصَّ بِالْأَكْلِ ؛ لِأَنَّهُ أَعْظَمُ أَنْوَاعِ الِانْتِفَاعِ كَمَا قَالَ تَعَالَى:” إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا” . ( وَمُؤْكِلَهُ ) بِهَمْزٍ وَيُبَدَّلُ أَيْ : مُعْطِيهِ لِمَنْ يَأْخُذُهُ ، وَإِنْ لَمْ يَأْكُلْ مِنْهُ نَظَرًا إِلَى أَنَّ الْأَكْلَ هُوَ الْأَغْلَبُ ، أَوْ الْأَعْظَمُ كَمَا تَقَدَّمَ ( وَشَاهِدَيْهِ وَكَاتِبَهُ ) وَرَوَى مُسْلِمٌ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ جَابِرٍ وَزَادَ : هُمْ سَوَاءٌ ، قَالَ النَّوَوِيُّ : هَذَا تَصْرِيحٌ بِتَحْرِيمِ كِتَابَةِ الْمُبَايَعَةِ بَيْنَ الْمُتَرَابِيَيْنِ وَالشَّهَادَةِ عَلَيْهِمَا ، وفِيهِ تَحْرِيمُ الْإِعَانَةِ عَلَى الْبَاطِلِ . انْتَهَى ، وفِي رِوَايَةِ النَّسَائِيِّ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ : آكِلُ الرِّبَا وَمُؤْكِلُهُ وَشَاهِدَاهُ وَكَاتِبُهُ إِذَا عَلِمُوا ذَلِكَ مَلْعُونُونَ عَلَى لِسَانِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ.
أيها الإخوة الكرام:
إن مما ابتليت به الأمة هذه الأيام، غياب نظامها الإقتصادي الإسلامي عن واقع الوجود، فلم يعد لهذا النظام أثر في حياتها، فوقعت فريسة للنظام الإقتصادي الرأسمالي، الذي لا يقيم وزنا إلا للمنفعة، إلا لرأس المال، وإلا للربا الذي حرمه ديننا الحنيف، وحرم آكله ومؤكله وشاهديه وكاتبه، بل ولعنهم. فكان حالها كحال تلك الدول الرأسمالية، التي تعيش حياة الضنك والعذاب والويلات… وبعد التذكير بوعيد الله لمن يقبل ويتعامل بالربا، حيث أعلن الله الحرب عليه من فوق سبع سماوات، نذكر الأمه أنه ما كان اقتصادها ليقوم على الربا لولا وجود حكام رهنوا البلاد والعباد لما يُعرف بصندوق النقد الدولي والبنك الدولي، واللذان هما أداتان من أدوات الإستعمار الغربي، فكان الربا حجر الزاوية في الإقتصاد، ما جعل الأمة المقطعة الأوصال، تدور كالذي يدور حول الرحى، من أجل توفير لقمة العيش، فحدث ما توعدها الله به، من إعلان الحرب على من يتعامل بالربا.
وحتى تعود الأمة إلى ربها، وتتخلص من هذا الضنك، وحتى يرفع الله عنها حربه، لا بد من إسقاط النظام الإقتصادي الربوي، ولا يكون ذلك إلا إذا عملت الأمة على ذلك، ووضعت النظام الإقتصادي الإسلامي مكانه.
الإخوة الكرام، والى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.