مع الحديث الشريف- الاستعاذة من الحزن
نحييكم جميعا أيها الأحبة المستمعون في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم “مع الحديث الشريف” ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ورد في سنن أبي داود – كتاب الصلاة – باب تفريع أبواب الوتر – اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن.
حدثنا أحمد بن عبيد الله الغداني أخبرنا غسان بن عوف أخبرنا الجريري عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري قال ” دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم المسجد فإذا هو برجل من الأنصار يقال له أبو أمامة فقال يا أبا أمامة ما لي أراك جالسا في المسجد في غير وقت الصلاة قال هموم لزمتني وديون يا رسول الله قال أفلا أعلمك كلاما إذا أنت قلته أذهب الله عز وجل همك وقضى عنك دينك قال قلت بلى يا رسول الله قال قل إذا أصبحت وإذا أمسيت اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن وأعوذ بك من العجز والكسل وأعوذ بك من الجبن والبخل وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال ” قال ففعلت ذلك فأذهب الله عز وجل همي وقضى عني ديني.
ورد في شرح الحديث في كتاب تحفة الأحوذي شرح سنن الترمذي – كتاب الدعوات – من الهم والحزن قوله : ( من الهم والحزن ) الحزن خشونة في النفس لحصول غم ، والهم حزن يذيب الإنسان فهو أخص من الحزن ، وقيل هو بالآتي والحزن بالماضي وقيل هما بمعنى
( والعجز ) بفتح العين وسكون الجيم
( والكسل ) بفتح الكاف والسين .
قال النووي : العجز هو عدم القدرة على الخير وقيل هو ترك ما يجب فعله والتسويف به . أما الكسل فهو عدم انبعاث النفس للخير وقلة الرغبة مع إمكانه انتهى .
( والبخل ) بضم الباء وسكون الخاء وبفتحهما وهو ضد السخاوة.
( وضلع الدين ) أصل الضلع هو بفتح المعجمة واللام الاعوجاج يقال ضلع بفتح اللام يضلع والمراد به هنا ثقل الدين وشدته وذلك حيث لا يجد من عليه الدين وفاء ولا سيما مع المطالبة ، وقال بعض السلف : ما دخل هم الدين قلبا إلا أذهب من العقل ما لا يعود إليه
( وقهر الرجال ) وفي بعض النسخ : غلبة الرجال أي شدة تسلطهم كاستيلاء الرعاع هرجا ومرجا .
أيها المستمعون الكرام
كم نحن بحاجة إلى تكرار هذا الدعاء في أيامنا هذه خاصة في ظل غياب دولة الإسلام مما أدى إلى كثرة الهم والحزن ،فها هي بلاد المسلمين تغتصب وحرماتهم تنتهك جهارا نهارا ، وها هو الدين يقهر القاصي والداني نتيجة النظام الرأسمالي العفن الذي بان عواره وآل للانهيار ، وها هم رويبضات الأمة تتحكم بالعباد وتقتلهم ليل نهار لمطالبتهم بتغيير هذا النظام البالي الذي أكلت الأمة على مر عقود مضت ويلاته .
فنسأل الله أن يعجّل علينا بالفرج والنصر من عنده ، إنه ولي ذلك وهو على كل شيء قدير
وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
مستمعينا الكرام، والى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.