Take a fresh look at your lifestyle.

محكمة العدل الدولية ح3 والأخيرة

الأساس التي تقوم عليه المحكمة الدولية،

يقول الاستاذ محمد ذيب: أما بالنسبة للأساس التي تقوم عليه هذه المحكمة فهو غير أساس الإسلام فأساسها هي الأحكام الوضعية وأحكامها هي أحكام طاغوت وجاهلية يقول الله تعالى:” أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون ” ويقول أيضا في النهي عن الاحتكام إلى أحكام الكفر :” ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم ءامنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به ويريد الشيطان أن يضلهم ضلالا بعيدا ” ولا يقال إنها إن كانت تحكم بالعدل فلا حرج في الاشتراك بها وأن النبي صلى الله عليه وسلم قد أثنى على حلف الفضول وأنه لو دعي اليه في الإسلام لأجاب مع أنه صدر من الكفار ومعنى قبول النبي عليه الصلاة والسلام أنه سيكون مع الكفار في المجلس الذي يرفع الظلم وينصر العدل، لا يقال ذلك لأن قبول النبي عليه الصلاة والسلام بالمشاركة في حلف الفضول لا يعني بأي حال من الأحوال أنه يقبل بأحكام الكفر والأحتكام إليها والنصوص في هذا الموضوع كثيرة متضافرة فالله تعالى يخاطب رسوله وخطاب الرسول خطاب لأمته ما لم يرد دليل التخصيص فالله تعالى يقول:” وأن احكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم واحذرهم أن يفتنوك عن بعض ما أنـزل الله إليك ” ويقول أيضا: ” فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكمونك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما ” ويقول أيضا في معرض الاختلاف بين المسلمين وغيرهم في أمر ما : “فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ” وغيرها من الآيات وأيضا من فعل النبي وهو دليل وما سار عليه الخلفاء من بعده من أن التحاكم بين الكفار والمسلمين يكون حسب شريعة الإسلام وهو ما ورد في الكتاب الذي كتب بين المسلمين ومن جاور المدينة من اليهود: “وأنه ما كان من بين أهل هذه الصحيفة من حدث أو اشتجار يخاف فساده فإن مرده إلى الله عز وجل وإلى محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم. “

أما الناحية الأخرى فهي وجود سبيل للكفار على المؤمنين وذلك يكون عند تطبيق قرار المحكمة وهذا مخالف للإسلام فالله تعالى يقول: ” ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا ” ومعناه يحرم أن يكون للكافرين على المؤمنين سبيلا لأن وجود سبيل للكفار على المؤمنين يقتضي الاحتكام إلى قوانينهم وإتباع أحكامهم ، وأيضا فإن طريقة أصدارهم للأحكام وهي طريقة التصويت تخالف طريقة الإسلام في القضاء .

وأما الشيء الذي لا يخفى علينا فهو أن محكمة العدل الدولية إنما هي أداة استعمارية سياسية تستخدمها أميركا لتحقيق أهدافها بكل أشكال التضليل والخداع فيظهر أنها تريد العدل ولكن العدل الذي يتوافق مع مصالحها وهو أجدى نفعا لهـا وأقل كلفة من أن تقوم بأعمال عسكرية لتحقيق أهدافها وهو السم الرعاف الذي طالما أسقته دول الكفر للمسلمين بحجة رفع الظلم . فمتى كان توحيد بلاد المسلمين اعتداء ؟ وكيف أصبح قتل وتشريد شعب أعزل دفاعا عن النفس؟ ومن أين أتت فكرة تقسيم البلاد بأنها تقرير للمصير ؟ فكل هذه الأفكار وما شاكلها هي أفكار سياسية نتجت عن المبدأ الرأسمالي.

ومن ذلك يتبين أن محكمة العدل الدولية هي منظمة لتكريس الظلم والطغيان وتضييع البلاد والعباد لا يحل للمسلمين الاشتراك فيها ولا التحاكم إليها وأنه لا يحق الحق إلا دولة الحق دولة الخلافة الراشدة القادمة على أيدى العاملين لها بإذن الله ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله.

 

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

محمد ذيب