منع الدواء عن أحد شباب حـزب التحـرير في السجن، لماذا؟
تعرضَ الأستاذ خالد العمر المعتقل في سجن الجويدة إلى المنع من إدخال الدواء إليه ومنع الزيارة عنه خلال الأيام الماضية، على الرغم من حاجته الماسة للدواء، وارتفاع ضغط دمه بحسب الطبيب الذي قام بفحصه، ولم تستجب إدارة السجن لمناشدة أهله لإدخال الدواء له، إلا بعد زيارة منظمة الصليب الأحمر للسجن وتحت الضغط سمحت إدارة السجن بإدخال الدواء له.
ولمن لا يعرف لماذا اعتُـقل خالد العمر؟ نقول: إن خالدا لم يعتقل لأنه نهب ثروات البلد، وباع أراضيها، ورهن مقدراتها، وضيّع أموالها، ولم يعتقل لأنه باع الأملاك العامة: الفوسفات والبوتاس، والكهرباء، وميناء البلد الوحيد، ولم يعتقل لأنه تسبب بمديونية هائلة تجاوزت سبعة عشر مليار دولار، ولم يعتقل لأنه جعل من البلد مرتعا لكل عدو ومتآمر على الأمة الإسلامية، ولم يعتقل لأنه أحد سماسرة الفساد الذين رعاهم النظام، وسمّـنهم ليفترسوا أموال الأمة وثرواتها لحسابه!.
فلماذا يعتقل هذا الشاب، ويمنع عنه الدواء الضروري له، ويمنع أهله من زيارته، في الوقت الذي يسكن قرابين قضايا الفساد في سجون الخمسة نجوم، وينقل بعضهم ليعالج خارج الأردن، ويحظون بالرعاية والعناية التي لا يلقاها الناس خارج السجن!، فهل ذنب خالد أعظم من ذنب قرابين قضايا الفساد؟
إن (ذنب!) خالد فقط هو أنه يعمل مع حـزب التحـرير لخلع هذه الأنظمة الفاسدة المفسدة من جذورها، وإقامة النظام الذي ارتضاه الله لعباده، الخلافة الإسلامية، التي يحكم فيها بشرع الله سبحانه، ويقام بها العدل، ويحظى فيها الناس جميعا بالرعاية والعناية، فتصان فيها الكرامة، ويعز فيها المسلمون بدينهم، ولا يتوجه فيها ساستها إلى البيت الأبيض، وإنما يولون وجوههم شطر البيت العتيق.
هذا هو ذنبه، فمن أحق بالسجن، من يبتغي لأمته العزة والكرامة أم من جرعها الذل والهوان ونهب خيراتها؟!
إننا نقول لأدوات القمع في الأردن، إنكم لستم أقل سوءا من سماسرة الفساد لأنكم يد النظام التي يبطش بها، وسوطه الذي يضرب به، وقد كان لكم عبرة، لو كنتم تعتبرون، فيمن كانوا يسرقون لحساب النظام كيف بدأ النظام بتقديمهم قرابين عندما بدأ الشارع يتحرك، فسيكون مصيركم أشنع لأنكم ستكونون قرابين لقضايا القمع كقرابين قضايا الفساد، لو كنتم تعقلون!
{ وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ }