Take a fresh look at your lifestyle.

حب الدنيا رأس كل خطيئة

 

الحمد لله. الحمد لله ثم الحمد لله. الحمد لله الذي هدانا لهذا، وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله. { مَن يَهْدِ الله فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَن يُضْلِلْ فَلَن تَجِدَ لَهُ وَلِيّاً مُّرْشِداً }. (الكهف17)

عباد الله:

أوصيكم وإياي بتقوى الله العظيم ولزوم طاعته، وأحذركم ونفسي من عصيانه ومخالفة أمره لقوله سبحانه: { مَنْ عَمِلَ صَالِحاً فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاء فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظلاّم لِّلْعَبِيدِ }. (فصلت46) وأشهد أَلاّ إله إلا الله وحده لا شريك له. وأشهد أن محمداً رسول الله. بعثه الله رحمةً للعالمين، فبلغ الرسالة، وأدى الأمانة، ونصح الأمة، وجاهد في الله حق جهاده حتى أتاه اليقين. اللهم اجزه عنا خير ما جزيت نبياً عن قومه، ورسولاً عن أمته.

 

أما بعد أيها المؤمنون:

 

روى أبو داود في سننه قال: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدِّمَشْقِيُّ حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ بَكْرٍ حَدَّثَنَا ابْنُ جَابِرٍ حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ السَّلاَمِ عَنْ ثَوْبَانَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: « يُوشِكُ الأُمَمُ أَنْ تَدَاعَى عَلَيْكُمْ كَمَا تَدَاعَى الأَكَلَةُ إِلَى قَصْعَتِهَا». فَقَالَ قَائِلٌ: وَمِنْ قِلَّةٍ نَحْنُ يَوْمَئِذٍ يَا رَسُولَ الله؟ قَالَ: «بَلْ أَنْتُمْ يَوْمَئِذٍ كَثِيرٌ، وَلَكِنَّكُمْ غُثَاءٌ كَغُثَاءِ السَّيْلِ، وَلَيَنْزِعَنَّ اللَّهُ مِنْ صُدُورِ عَدُوِّكُمُ الْمَهَابَةَ مِنْكُمْ، وَلَيَقْذِفَنَّ الله فِي قُلُوبِكُمُ الْوَهَنَ». فَقَالَ قَائِلٌ: وَمَا الْوَهَنُ يَا رَسُولَ الله؟ قَالَ: «حُبُّ الدُّنْيَا وَكَرَاهِيَةُ الْمَوْتِ ».

أيها المؤمنون:

قال الله تعالى في محكم كتابه وهو أصدق القائلين: {كَذَّبَتْ عَادٌ الْمُرْسَلِينَ ﴿١٢٣﴾ إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ هُودٌ الا تَتَّقُونَ ﴿١٢٤﴾ إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ ﴿١٢٥﴾ فَاتَّقُوا اللَّـهَ وَأَطِيعُونِ ﴿١٢٦﴾ وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ ۖ إِنْ أَجْرِيَ إلا عَلَىٰ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴿١٢٧﴾ أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آيَةً تَعْبَثُونَ ﴿١٢٨﴾ وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ ﴿١٢٩﴾ وَإِذَا بَطَشْتُم بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ ﴿١٣٠﴾ فَاتَّقُوا اللَّـهَ وَأَطِيعُونِ ﴿١٣١﴾ وَاتَّقُوا الَّذِي أَمَدَّكُم بِمَا تَعْلَمُونَ ﴿١٣٢﴾ أَمَدَّكُم بِأَنْعَامٍ وَبَنِينَ ﴿١٣٣﴾ وَجَنَّاتٍ وَعُيُونٍ ﴿١٣٤﴾ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ ﴿١٣٥﴾ قَالُوا سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَوَعَظْتَ أَمْ لَمْ تَكُن مِّنَ الْوَاعِظِينَ ﴿١٣6﴾ إِنْ هَـٰذَا إلا خُلُقُ الأولين ﴿١٣٧﴾ وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ ﴿١٣٨﴾ فَكَذَّبُوهُ فَأَهْلَكْنَاهُمْ ۗ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لأية وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ ﴿١٣٩﴾ وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ }. (الشعراء 136)

 

قص علينا القرآن الكريم أيها المؤمنون: قصص الأمم الغابرة التي كذبت الرسل، وبين لنا عاقبة تكذيبهم لنعتبر ونتعظ مصداقاً لقوله تعالى: { لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لأولي الألباب }.

قال الشيخ محمد علي الصابوني في تفسيره لهذه الآيات من سورة الشعراء: { كَذَّبَتْ عَادٌ الْمُرْسَلِينَ } أي كذبت قبيلة عاد رسولهم هوداً عليه السلام، ومن كذب رسولاً فقد كذب جميع المرسلين. { إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ هُودٌ الا تَتَّقُونَ} أي ألا تخافون عذاب الله وانتقامه في عبادتكم لغيره. { إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ } أي أمين على الوحي ناصح لكم في الدين. { فَاتَّقُوا اللَّـهَ وَأَطِيعُونِ } أي فخافوا عذاب الله وأطيعوا أمري. { وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ ۖ إِنْ أَجْرِيَ إلاّ عَلَىٰ رَبِّ الْعَالَمِينَ }. أي لا أطلب منكم على تبليغ الدعوة شيئاً من المال، إنما أطلب أجري من الله.

 

كُررت الآيات للتنبيه إلى أن دعوة الرسل واحدة. { أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آيَةً تَعْبَثُونَ } استفهام انكاري، أي أتبنون بكل موضع مرتفع من الطريق بناءً شامخاً كالعلم لمجرد اللهو والعبث؟

 

قال ابن كثير: ” الرِّيع: المكان المرتفع، كانوا يبنون عند الطريق المشهورة بنياناً محكماً هائلاً باهراً لمجرد اللهو واللعب وإظهار القوة، ولهذا أنكر عليهم نبيهم هود عليه السلام ذلك؛ لأنه تضييع للزمان، وإتعاب للأبدان، وإشتغال بما لا يجدي في الدنيا والآخرة “.

 

في قوله تعالى: { وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ }. أي وتتخذون قصوراً مشيدة محكمة ترجون الخلود في الدنيا كأنكم لا تموتون! وهنا لا بُدَّ من أن نشير إلى فائدة لغوية في غاية الأهمية لأنها هي الشاهد الوحيد في القرآن الكريم على أن ” لعلَّ ” تأتي بمعنى ” كأن “. ” فلَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ ” تعني: ” كأنكُمْ تَخْلُدُونَ “. { وَإِذَا بَطَشْتُم بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ }. أي وإذا اعتديتم على أحد فعلتم فعل الجبارين من البطش دون رأفة أو رحمة، وإنما أنكر عليهم ذلك؛ لأنه صادر عن ظلم، عادة الجبابرة المتسلطين. قال الفخر الرازي في التفسير الكبير: وصفهم بثلاثة أمور:

 

1. اتخاذ الأبنية العالية، وهو يدل على السرف، وحب العلو.
2. واتخاذ المصانع وهي القصور المشيدة والحصون، وهو يدل على حب البقاء والخلود.
3. والجبارية وهي تدل على حب التفرد بالعلو.

 

وكل ذلك يشير على أن حب الدنيا قد استولى عليهم بحيث استغرقوا فيه حتى خرجوا عن حد العبودية، وحاموا حول دعاة الربوبية، وحب الدنيا رأس كل خطيئة!”. { فَاتَّقُوا اللَّـهَ وَأَطِيعُونِ }. أي خافوا الله، واتركوا هذه الأفعال، وأطيعوا أمري، ثم شرع يذكرهم نعم الله فقال: { وَاتَّقُوا الَّذِي أَمَدَّكُم بِمَا تَعْلَمُونَ }. أي أنعم عليكم بأنواع النعم والخيرات. { أَمَدَّكُم بِأَنْعَامٍ وَبَنِينَ وَجَنَّاتٍ وَعُيُونٍ }. أي أعطاكم أصول الخيرات من المواشي والبنين والبساتين والأنهار، وأغدق عليكم النعم فهو الذي يجب أن يُعبد ويُشكر ولا يُكفر. { إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ }. أي أخشى عليكم إن لم تشكروا هذه النعم وأشركتم وكفرتم عذاب يوم عظيم تشيب لهوله الولدان. دعاهم إلى الله بالترغيب والترهيب، وبلغ في دعائهم بالوعظ والتخويف النهاية القصوى في البيان فكان جوابهم أن { قَالُوا سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَوَعَظْتَ أَمْ لَمْ تَكُن مِّنَ الْوَاعِظِينَ }. أي يستوي علينا تذكيرك لنا وعدمه، فلا نبالي بما تقول، ولا نرعوي عما نحن عليه! قال أبو حيان في تفسيره: ” جعلوا تفسيره وعظاً على سبيل الاستخفاف وعدم المبالاة بما خوفهم به؛ إذ لم يعتقدوا صحة ما جاء به، وأنه كاذب بما ادعاه! “. { إِنْ هَـٰذَا إِلا خُلُقُ الأوَّلِينَ }. أي ما هذا الذي جئتنا به إلاَّ كذب وخرافات الأولين. { وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ }. أي لا بعث ولا حساب ولا عذاب! { فَكَذَّبُوهُ فَأَهْلَكْنَاهُمْ }. أي فكذبوا رسولهم هوداً فأهلكناهم بريح صرصر عاتية! قال ابن كثير: ” وكان إهلاكهم بالريح الشديدة الهبوب ذات البرد الشديد، وهي الريح الصرصر العاتية، وكان سبب إهلاكهم من جنسهم، فإنهم كانوا أعتى شيء وأجبره فسلط عليهم ما هو أعتى منهم وأشد، فحصبت الريح كل شيء حتى كانت تأتي الرجل منهم فتقتلعه وترفعه في الهواء، ثم تنكسه على أم رأسه، فتشدخ رأسه ودماغه!”. { إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً }. أي إن في إهلاكهم لعظة وعبرة! { وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ }. أي وما آمن أكثر الناس مع رؤيتهم للآيات الباهرة { وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ }. أي وإن ربك يا محمد لهو العزيز في انتقامه من أعدائه، الرحيم بعباده المؤمنين!

 

ألا ترون معي أيها المؤمنون: أنَّ التاريخَ يُعيدُ نفسَه؟

 

فحين يتلو المؤمنُ هذه الآياتِ الكريمة، ويقرأ تفسيرها، ويتدبر معانيها، ألا يراها تَنطبقُ على ما جرى ويجري في عصرنا؟ ألم تسمعوا التكذيب لرسل الله، ولآيات الله جل في علاه؟ ألم يقل الله في محكم كتابه: { هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَىٰ وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ }؟ ( الصف٩)

 

ألم يقل الله في محكم كتابه: { وَعَدَ اللَّـهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا ۚ يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا ۚ وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ}؟ ( النور55)

 

ألم يقل رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح الذي رواه الإمام أحمد في مسنده: « … ثم تكونُ خلافةٌ على مِنهاجِ النُّبوة »؟! ألم تسمعوا قول الذين طالبوا صراحة بالدولة العلمانية الكافرة؟! وآخرين الذين يطالبون في مصر بالدولة المدنية الديمقراطية التي وصفوها بهتاناً وزوراً بأنها ذات مرجعية إسلامية؛ وما ذلك إلاَّ لتضليل الناس، وما هي في الحقيقة إلاَّ دولة كافرة يتحاكم الناس فيها إلى الطاغوت؟! ألم تسمعوا قول من فازوا في الانتخابات من الإسلاميين حين قالوا: ” لا مجال لتطبيق الشريعة الإسلامية في تونس “؟ قالوا ذلك ليرضوا أمريكا بدل أن يرضوا الله جل في علاه! أليس هذا تكذيباً لرسل الله؟! ألا ترون التعالي في البنيان؟ ألا ترون اتخاذ القصور المشيدة التي يتخذها الحكام وكأنهم لا يموتون، وعلى وجه الأرض هم مخلدون؟ ألا ترون بطش الطواغيت من الحكام؟

 

أيها المؤمنون:

حين تتلون هذه الآيات الكريمة ألا تتذكرون ” زين الهاربين بن علي ” طاغية تونس كيف نزع الله ملكه؟! ألا تتذكرون ” محمد حسني مبارك ” طاغية مصر كيف أذله الله وأخزاه على رؤوس الخلائق؟! ألا تتذكرون مصير طاغية ليبيا الهالك ” معمر القذافي ” الذي تجرأ على تحريف كتاب الله، وإنكار سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فانتقم الله منه شر انتقام، وقتله شرَّ قِتلة؟! ألم تروا قصوره وقلاعه؟ ألا ينطبق عليه قول الله تعالى: { وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ }. أي وتتخذون قصوراً مشيدة محكمة ترجون الخلود في الدنيا كأنكم لا تموتون؟!

ألا تتذكرون طاغية اليمن “علي عبد الله” الطالح الذي لم يتعظ بعد بما جرى له وللحكام الذين سبقوه! ولا زال يسعى في الأرض فساداً، يُهلِكُ الحرثَ والنسل، يَقتلُ العبادَ، ويُدمِّرُ البلاد، ويُظهِرُ في الأرض الفساد؟! ألا تتذكرون طاغية سوريا، الشرس والعنيد ” بشار الأسد ” الذي لم يتعظ بعدُ بما لاقى طغاة عصره، فلا زال يُعمِلُ في المسلمين وفي بلادهم قتلاً وتدميراً! حتى إنَّ الحيواناتِ لم تسلم من آذاه؟! ألا ينطبق عليه قول الله تعالى: { وَإِذَا بَطَشْتُم بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ }. أي وإذا اعتديتم على أحد فعلتم فعل الجبارين من البطش دون رأفة أو رحمة؟! ألا تتساءلون معي قائلين: تُرى ما المصير الذي ينتظر كلاً من طاغية اليمن وطاغية سوريا؟ هذا ما سنراه، وإن غداً لناظره قريب!

اللهُمَّ بِسَطوَتِكَ وجَبروتِك وقَهرِك، وبسُرعَةِ إغاثتِكَ وَنَصرِكْ، نَسألُك اللهمَّ باسمك الأعظَم الذي إذا سُئلت بِهِ أعطَيتَ، وإذا دُعيتَ به أجَبتَ، نَسألُك بأسرَارِ هَذِه الدَّعَواتِ المُستَجَابَاتِ، أنْ تمكِّنَ المسلمينَ في مصر وليبيا وتونس وسوريا واليمن مِن إقامَةِ دَولَةِ الإسلامِ دَولةِ الخلافَةِ الرَّاشدَةِ الثَّانيةِ عَلَى مِنهَاجِ النُّبوة. اللهُمَّ إنَّا نَسألُك أن تجعل دُولَ المسلمين دولة واحدة، وأن تجعل أعلام المسلمين علماً واحداً، وراياتِ المُسلمين رايةً واحدة، وأن تجعل جيوش المسلمين جيشاً واحداً، وحكام المسلمين حاكماً واحداً، يقود الجيوش تحت راية واحدة، لإعلاء كلمتك ولنصرة دينك، ونصرة المسلمين المستضعفين في كل مكان. اللهُمَّ كما انتقمت لإخواننا وأهلنا المسلمين في مِصرَ وتُونُسَ وليبيا، فنـزعْتَ المُلك من مُبارك، ومن زين العابدين، وأهلكتَ القذافي، نسألُكَ يا اللهُ بقوَّتكَ وجَبَروتِكْ، أن تنتقمَ لإخواننا وأهلِنا المُسلمينَ في سُوريا وفي اليَمَن. اللهُمَّ إنَّ طاغيةَ سُوريا، وطَاغيةَ اليَمَن، قد طَغَوا في البِلاد، فأكثرُوا فيها الفَسَاد. اللهمَّ فصُبَّ عَلَيهم سَوطَ عَذاب، وأرِنَا فيهِم عَجَائِبَ قُدرَتِكَ يا الله. اللهُمَّ واجعلهُم عِبرَةً لِمَن يَعتَبِر. وشرِّدْ بهِم مَنْ خَلفَهُم مِنَ المُلوكِ والحكَّام. اللهُمَّ كن مَعَ إخواننا وأهلنا المسلمين في سوريا وفي اليمن، اللهُمَّ إنهم حفاةٌ فاحملهم، عُراةٌ فاكسُهم، جِياعٌ فأطعِمهُم، عطشَى فاسقِهم، مَرضى فَشافِهم وعَافِهم، جَرحَى فَداوِهم، أسرى ففُكَّ أسرهم، مُحاصَرون ففُكَّ الحِصَار عَنهُم، مغلُوبُونَ فانتَصِر لهُم. اللهُمَّ إنهم ضُعفاءُ فقوِّهم بمددٍ من عندك. اللهُمَّ سدِّد رَميَهُم واجبُر كَسرَهم، وَدَاوِ جَرحَاهم، وشافِ مَرضَاهُم، وتقبَّل شُهداءَهُم في عِلِّيين، اللهُمَّ انتقم لهُم مِن عَدُوِّكَ وعَدُوِّهِم.

اللهُمَّ انصُر من نَصَرَهم، واخذُل من خذلهَم، اللهُمَّ مَن أعَانَهم فأعِنه، ومَن أغَاثَهُم فأغِثه. وَمَن كَادَهم فكِده، وَمَن مَكَر لهُم فامكُر له.

اللهُمَّ نسألك أن تقبل منا ما به دعوناك، وأن تعطينا ما سألناك، إلهنا أنجز لنا وعدك الذي وعدته لعبادك المؤمنين.

والحمد لله رب العالمين.  سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.

اللهم أقر أعيننا بقيام دولة الخلافة، واجعلنا من جنودها الأوفياء المخلصين.

أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

 

كتبه الأستاذ محمد أحمد النادي