من أروقة الصحافة صالح إلى واشنطن وترقب باليمن
علم مراسل الجزيرة بمسقط أن الرئيس اليمني علي عبد الله صالح غادر سلطنة عمان متوجهًا إلى الولايات المتحدة لتلقي العلاج هناك، بعد ترتيب كافة الإجراءات الخاصة بسفره مع الإدارة الأميركية، وذلك في وقت تسود فيه حالة من الحذر والترقب بشأن مستقبل اليمن بعد يوم من مغادرة صالح.
وقد ذكرت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) أن علي صالح الذي سلم السلطة رسميا لنائبه عبد ربه منصور هادي مقابل منحه الحصانة تنفيذا للمبادرة الخليجية، توجه إلى الولايات المتحدة بعد أن سافر إلى سلطنة عمان.
=============
هذه هي أمريكا الاستعمارية المجرمة، وهي مثلها كمثل باقي الدول الاستعمارية، فقد دعمت هذه الدول جميع الأنظمة الحاكمة في بلاد المسلمين، فكانت أعظم الديكتاتوريات في المنطقة تسير إما في فلك الدول الاستعمارية أو تتبعها في سياساتها في حلف مقدس وتبعية مقيتة، قائمة على الخيانة والعمالة والتخاذل والانبطاح.
فصالح الخائن، الذي عمل طوال عمره السياسي في خدمة أسياده الإنجليز، وبعد أن أمِنَ مخرجا له يحميه من محاكمته ويمنحه الحصانة اللازمة لعدم ملاحقته ومحاسبته على ما اقترفه من جرائم بحق الشعب اليمني المسلم، وبعد نهبه الأموال الطائلة جراء خدماته لأسياده الغربيين، وتأمينه لمصالحهم في اليمن وما حولها، ها هو قد حزم حقائبه هاربا إلى أمريكا، مهد الحرية كما تصفها أناشيدهم الوطنية، وهي في حقيقتها مهد العنصرية والإمبريالية.
ففتحت أمريكا أبوابها لأقذر الدكتاتوريين في المنطقة، لعلها تحقق من ورائه بعض المصالح في اليمن عبر علاقاته المشبوهة بالوسط السياسي وبعض القيادات القبلية والعسكرية، وهي لا تأبه بما يحمله الشعب اليمني من آلام نتيجة جرائم صالح، ولا يعنيها ما عاناه هذا الشعب من تبعات حكم صالح المجرم، فهي كغيرها من الدول الاستعمارية، تنظر فقط من عين المصالح وكيفية حيازتها، والثروات وكيفية نهبها.
إن أمريكا وبريطانيا تدركان أن نظام الحكم في اليمن لم يتغير، بل حتى إن تبعية النظام أيضا لم تتزحزح إلى الآن، وأن تغيير الرئيس ليس إلا تجميلا للصورة السياسية ولا يمت لجذور المشكلة اليمنية بصلة، وأن المبادرة الخليجية ليست في حقيقتها سوى مبادرة غربية تجذر الهيمنة السياسية الغربية على اليمن وتمنع انعتاقه من تبعية الغرب، وتجهض الثورة اليمنية ليكون المولود غير صالح.
فهل يعي أبناء اليمن الأبطال ما يحاك ضدهم من مؤامرات لإجهاض ثورتهم وحرفها عن المطالبة بالتغيير الجذري؟!
كتبه للإذاعة: أبوباسل