أيها الضباط المخلصون… كونوا خير من أجاب النداء: إخوانكم يذبحون فأدركوهم بإقامة دولة الإسلام
قبل أسبوعين من إتمام ثورة الشام المباركة عامها الأول، ومع توحّش النظام السوري وتصاعد مجازره اليومية ضد الشعب السوري المؤمن الصابر، وسقوط ما يقارب العشرة آلاف شهيد، وعشرات الآلاف من الجرحى والمعتقلين والمهجرين في شتى أصقاع الأرض وبظروف مأساوية بالغة… ارتفعت نبرة الأصوات الداعية لتسليح المعارضة والجيش السوري الحر، فدعت دول الخليج وعلى رأسها السعودية وقطر بقوة إلى تسليح المعارضة، فيما أعلن غليون رئيس المجلس الوطني السوري في مؤتمر صحفي بباريس في 2012/3/1م عن تشكيل “مكتب استشاري عسكري… لمتابعة شؤون قوى المقاومة المسلحة المختلفة وتنظيم صفوفها وتوحيد قواها ضمن قيادة مركزية واحدة” وقال: “إن تسليح المعارضة لن يتم إلاّ عبر المجلس الوطني، ومن خلال مكتبه العسكري الاستشاري فقط حتى لا تتحول عملية التسليح إلى خدمة أجندات سياسية أو طائفية”. وفي السياق نفسه جاءت تسمية الجمعة الماضية بـ”جمعة تسليح الجيش الحر”.
ولفهم حقيقة دعوات التسليح المتعددة هذه لابد من الوقوف على الحقائق التالية:
أولاً: لقد أتت دعوات التسليح المتعددة هذه وسط الصمود الأسطوري للشعب السوري المؤمن وفشل النظام السوري المجرم في فرض حله الأمني والعسكري. وبما أن الشعب السوري أعزل، والنظام السوري ما زال يواصل عملياته الإجرامية بحقه، وأمريكا تماطل في الحل؛ وجدت دول أوروبا الظرف مناسباً للدعوة إلى تسليح المعارضة الداخلية عن طريق عملائها من دول الخليج، وهي دعوة منهم تهدف إلى إيجاد معارضة مسلحة ترتهن لمن يسلّحها؛ وذلك على سبيل السعي لأن يكون الحكم البديل تابعاً لهم.
ثانياً: إن أمريكا فشلت حتى الآن في إنضاج البديل عن النظام السوري المجرم الحالي، وهي تعلم أن المعارضة الخارجية التي اصطنعتها ضعيفة لا تستطيع أن تقود بلداً مثل سوريا، وعلمانية لا تنسجم مع توجه أهل سوريا المؤمنين الثائرين الذين ينادون “لبيك يا الله… لبيك لبيك”، وقد صرّح مارتن ديمبسي رئيس الأركان الأمريكي في 2012/2/19 م بتصريح لافت قائلاً: “إنه يتحدى أيّ إنسان أن يحدد له بوضوح هوية المعارضة السورية حالياً” وأشار إلى أن “بلاده تنتظر حتى تتضح الصورة لديها عن هذه المعارضة” وقال: “إنه من المبكر جداً اتخاذ قرار بتسليح المعارضة” أما كلينتون فقد ذكرت في 2012/2/28 م ما يؤكد استمرار سياسة المماطلة قائلة إن “الأسد سيضطر للتنحي في نهاية المطاف”… ولكنها لا تعرف كيف يمكنها “أن تحدد موعد كلمة في نهاية المطاف”.
ثالثاً: أما غليون فقد جاءت تصريحاته عن تشكيل “مكتب استشاري عسكري” متطابقة ومتناغمة تماماً مع التوجه الأمريكي؛ وذلك من أجل الالتفاف على الدعوات المتصاعدة من حكام دول الخليج الموالين للسياسة الأوروبية وخاصة بريطانيا، ومن أجل استيعاب أي حركة تسليح ضمن هذا “المكتب الاستشاري العسكري” وقد كان صريحاً بقوله “حتى لا تتحول عملية التسليح هذه إلى خدمة أجندات سياسية أو طائفية”. وقد أعلن البيت الأبيض في 2012/2/25 م أن “تسليح المعارضة السورية قد لا يكون من الحكمة في الوقت الحالي” وأكد كذلك عدم إدراج تزويد المعارضة بالأسلحة في جدول أعمال الإدارة الأمريكية.
أيها المسلمون في شام النصر والظفر عقر دار الإسلام رغم أنف الطغاة…:
إن أمريكا وأوروبا لا تريدان لكم خيراً ولا إصلاحاً، بل تريدان لكم استعباداً، ومزيداً من أعمال القتل التي يقوم بها المجرم بشار، فلا تركنوا إليهم، واستمروا على نهجكم، فلقد غلبتم بصبركم كل التآمر الدولي الذي يحيط بكم، وآن الأوان لأن تدركوا يقيناً أن التغيير الحقيقي الشرعي إنما يكون بأيديكم النظيفة وأيدي الضباط والجند المخلصين بين ظهرانيكم، فاستصرخوهم واستنهضوا فيهم عزة الإسلام وقوة الإيمان… لقد ثبتم على غايتكم في إسقاط النظام فصبرتم وتحملتم ما لا تتحمله الجبال الراسيات فلا تضيعوا ذلك، واختموها كما أعلنتموها بصدق “هي لله.. هي لله..” بأن تضيفوا إليها: “وعلى طريقة رسول الله”.
أيها الضباط المخلصون… كونوا خير من أجاب النداء:
لقد أوغل النظام السوري المجرم في دماء أهلكم، فكونوا خير معين لهم بعد الله تعالى، فأنتم الرجاء والأمل، فاحقنوا دماءهم بوقفة تنحازون فيها إلى الله ورسوله والمؤمنين الصامدين في الشام المباركة عقر دار الإسلام، وتستأصلون بها شأفة هذا النظام الفاجر من جذوره الآسنة، وتستبدلون به حكم الله… خلافة راشدة على منهاج النبوة، لتكونوا بذلك خير من أجاب النداء، وتصبحوا الأنصار الجدد أحفاد سعد بن معاذ، ويعز الله بكم الإسلام وأهله؛ فتنالوا، إن شاء الله تعالى، ثواب الدنيا وحسن ثواب الآخرة.
قال تعالى:
( الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ )