وثيقة – العهد والميثاق – تخالف عهد الله وميثاقه بدعوتها الى اقامة نظام الكفر الصراح
في 25/3/2012 اصدرت جماعة الاخوان المسلمين في سوريا وثيقة وصفتها بانها تمثل عهدا وميثاقا لرؤية وطنية. وقد اصدرتها قيادتها في تركيا تحت اشراف حكومة اردوغان التي تطبق العلمانية وتروج لها وتنفذ المشروع الامريكي في المنطقة. وختمتها الى الدعوة للاعتراف بالمجلس الوطني الذي أسسته أمريكا ورفضه الشعب ويدعو الى إقامة دولة علمانية في سوريا تعددية بدلا من الدولة العلمانية الحالية ذات الحزب الواحد.
نريد ان نعلق على أمور أساسية وردت في هذا العهد والميثاق حتى يكون تعليقنا كنصيحة ينتصح بها من له قلب والقى السمع وخاف وعيد :
1. نادت هذه الوثيقة الى ما يرغب به الكفار من “دولة مدنية ودستور مدني ودولة ديمقرطية تعددية تداولية وفق أرقى ما وصل اليه الفكر الانساني الحديث ذات نظام جمهوري نيابي” كما ورد في البند الاول والثاني. فهل يجوز لجماعة تزعم انها تؤمن بوجوب تطبيق ما أنزل الله ان تنادي لتطبيق نظم كفر وتصف هذه النظم بانها “ارقى ما وصل اليه الفكر الانساني”؟! اين الثقة بالاسلام وبانه دين كامل متمم من خالق الانسان وهو ارقى نظام وكل ما عداه نظم جاهلية يجب ردها، وكل ما عداه طاغوت يجب الكفر به؟!
2. وفي البند الرابع تنادي هذه الجماعة إلى “دولة تلتزم بحقوق الانسان كما اقرتها الشرائع السماوية والمواثيق الدولية…” هل يجوز لجماعة تؤمن بالاسلام بانه دين الحق وغيره باطل ان تلبس الحق بالباطل وتكتم الحق وهي تعلم! والاساس هو الالتزام باحكام الاسلام التي تعين الحقوق والواجبات للناس كما بينها خالقهم وليس حسب اهواء البشر واديان المغضوب عليهم والضالين! فهل الامم المتحدة وقوانينها ومواثيقها حق؟ انظروا الى مجلس الامن؛ الاعضاء الدائمون لهم حق النقض ولا احد يستطيع ان يفرض عليهم اي قانون او أن يمرر عليهم اي قرار وكلما اقتضت مصالحها أمرا تخرق كل المواثيق الدولية التي وضعتها وحقوق الانسان التي تتشدق بها بكل وقاحة واكثر ما تفعله ان تعتذر وكثيرا ما ترفض الاعتذار؟ أهذا هو أرقى ما وصل اليه الفكر الانساني؟ فانظروا ماذا فعلت امريكا في العراق وافغانسان وما زالت تفعله هناك وفي السجون والمعتقلات من ابو غريب وبغرام وغواتنامو؟ هذه هي حقوق الانسان والمواثيق الدولية هي شرعة الدول الكبرى المتسلطة على رقاب الناس! وشعوب تلك الدول الرأسمالية بدأت ترفض تلك النظم الفاسدة العفنة التي وصفتها الجماعة بانها أرقى ما وصل اليه الفكر الانساني؟ تعالوا واسألوا هذه الشعوب عن احوالها السيئة وانظروا الى المستنقع الذي وقعت فيه وهي تبحث عمن ينقذها منه وتنتظر فكر الاسلام الراقي ليخلصها!
3. في البند الثامن تنادي الجماعة الى “دولة تنبذ الارهاب وتحاربه وتحترم العهود والمواثيق والمعاهدات والاتفاقيات الدولية … وتقيم افضل العلاقات الندية مع اشقائها وفي مقدمتهم الجارة لبنان..” اليس الارهاب مصطلح استعملته امريكا ودول الغرب لمحاربة كل الحركات الاسلامية التي تقاوم احتلالها واحتلال يهود او تدعو الى تحكيم الاسلام؟ الم يصنفوا حماس بانها منظمة ارهابية لانها تقاوم احتلال يهود لفلسطين؟ أمريكي يأخذ سلاحه ويقتل الاطفال والنساء ليلا في افغانستان معذور لانه سكران! دنماركي قتل 79 شخصا من الدنماركيين فلم يصفوه بالارهابي ووصفوه انه يعاني وضعا نفسيا صعبا! ولكن اي مسلم مجرد ان يتفوه بكلمة ينتقد الغرب وفكرهم او يرفض سياستهم وعدوانهم على بلاد المسلمين يتهم بالارهابي او داعم للارهاب او ممول للارهاب او عقل مدبر للارهاب! وهي تعلن احترامها اي التزامها بالمعاهدات والمواثيق والاتفاقيات الدولية التي وقعها النظام العلماني ذي الحزب الواحد وتعترف بمعاهدة سايكس بيكو الاستعمارية التي قسمت بلاد الشام وغيرها من بلاد الاسلام الى دويلات عميلة ذات نظم علمانية!
4. ان هذا وثيقة العهد والميثاق المخالفة لعهد الاسلام وميثاقه تؤكد انها صدرت لارضاء قوى الكفر وعلى رأسها امريكا ومن والاها حتى لا تظن هذه القوى ان الجماعة تسعى لتطبيق الاسلام. فذكرت في بداية وثيقتها ” نتقدم بهذا العهد والميثاق… عهدا يصون الحقوق وميثاقا يبدد المخاوف ويبعث على الطمأننية والثقة والرضا”. فكيف تتنازل جماعة تتدعي انها اسلامية عن تطبيق اسلامها واقامة دولته ارضاء للكفار المستعمرين وتتناسى رضى الله ورضى المؤمنين؟ فهل رأيتم دول الكفر هذه قد تنازلت عن تطبيق مبدئها الرأسمالي في سبيل ارضاء المسلمين؟ بل ان هذه الدول المدنية الديمقراطية تضرب عرض الحائط مطالب المسلمين القاطنين على اراضيها ولو كانت تتعلق بأبسط الامور وتقول لهم اذا لم يعجبكم ارحلوا عن اراضينا! فيمنعون المسلمين حتى من تطبيق أدنى احكام دينهم فيما يتعلق باحوالهم الشخصية ويسنون القوانين بمنعها وينزلون العقوبات القاسية على المخالفين لها من المسلمين! مثل ذلك اللباس الشرعي والذبح الشرعي والزواج والطلاق… حتى انهم يمنعون الاذان واقامة المآذن ويضيقون على المسلمين في المساجد ويتجسسون عليهم ويضيقون على العائلات المسلمة ويعملون على تفتيتها وفصل اولادهم عنهم لحرفهم عن دينهم! ولا يعترفون بثقافة المسلمين فرفضوا التعددية الثقافية وقالوا اما ان تتبنوا ثقافتنا واما ان ترحلوا واذا لم تفعلوا سنخضعكم بالقوة والقهر والاكراه! ولماذا هم يتدخلون في بلادنا ويصدرون القرارات المتعلقة بها ويعملون على صياغة نظمنا ودساتيرنا وقوانينا بينما نحن لا نتدخل في بلادهم ولا في دساتيرهم ولا في قوانينهم؟ فهل تدخلت الجماعة واضرابها من الجماعات في انتفاضة احتلوا وول ستريت واملت على الامريكان نظم الاسلام؟ فلماذا العمل على ارضائهم بينما هم يعملون على استفزازنا وعلى اخضاعنا لقراراتهم ونظمهم ودساتيرهم وقوانينهم؟ لماذا لا يعرف المسلمون ان يقولوا لكل تلك القوى اتركونا وشأننا لنقرر مصيرنا بأيدينا! وحسب ديمقراطيتهم فان الاكثرية هي التي تقرر مصير البلاد فلو قلت للفرنسيين او للالمان او للانكليز او للامريكيين لا نريد هذا النظام نريد نظاما توافقيا يأخذ بعين الاعتبار الاسلام ويراعي احوال المسلمين المقيمين هنا وما يتعلق بطريقة عيشهم ونظام حياتهم لقالوا ان الاكثرية هنا نصارى او غير مسلمين فنحن نسير حسب الاكثرية؟ ولكن اذا قلت في سوريا او مصر او تونس او غيرها من بلاد الاسلام نريد تطبيق الاسلام لقالوا انت تريد تهميش الاقلية!! فالاقلية من المسلمين في بلاد الغرب مهمشمة بل مهانة ومقهورة ومحاربة في دينها وفي طريقة عيشها! هذا جائز بحق المسلمين! فما يحق للغرب ولقوى الكفر ان تفعله لا يحق للمسلمين ان يفعلوه ولا يطالبوا به!
5. وقد ختم بيان العهد والميثاق بقوله تعالى:” وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الاثم والعدوان واتقوا الله واعلموا أن الله شديد العقاب” فالامور الاساسية التي وردت في عهد تلك الجماعة وميثاقها تخالف هذه الآية الكريمة. والبر كما عرّفه سبحانه تعالى في سورة البقرة آية 177. وتريد هذه الجماعة ان تتعاون مع اطراف علمانية لا تقوم على البر والتقوى بل تقوم على الإثم وعلى معاداة الله ورسوله والمؤمنين! فكيف ستتعاون وتتفق معها وعلى اي شيئ ستعذرها وهي على شفا جرف هار فانهار به في نار جهنم؟! بل هي تنازلت وقبلت بما تريده تلك الاطراف العلمانية من دولة المدنية أي علمانية ونظام جمهورية وديمقراطية كلها انظمة كفر وهي اثم كبير يرتكبه من يدعو لها ويعمل لها وهي عدوان على دين الله وعلى المؤمنين واصطلوا بنارها منذ ان اقامها المستعمر في بلادنا على انقاض الخلافة. وليتق الله من يدعو لها وليتق عذابه الشديد، وليتبع البر الذي أمر به الله من صبر وثبات حتى يأتي نصر الله. فلا يخدعنّه عملاء الغرب وعلى رأسهم اردوغان عميل الامريكان المروج للعلمانية ومن على شاكلته الذين ضلوا وأضلوا كثيرا وضلوا عن سواء السبيل.