نصف كلمة ! تحريك الجيوش للقتال هو وحده واجب الحكام تجاه مجزرة غزة وإلا فقد خانوا الله ورسوله والمؤمنين
منذ ظهر السبت 27/12/2008م وكيان يهود يقصف بطائراته، قصفاً وحشياً متواصلاً أو متقطعاً، مناطق عدة من قطاع غزة، وأهلها يقاومون العدوان بصدورهم في بطولاتٍ قل نظيرها، حاملين أرواحهم على راحاتهم، فيَستشهد ويُجرح المئات والمئات، وطائرات العدو تجوب الأجواء في أمن وسلام، دونما خشية من صاروخٍ يُسقطها أو طائرة تعترضها، لأن الحكام في بلاد المسلمين قد فرضوا “منع التجول” على جيوشنا وطائراتنا، واتخذوها للعرض والزينة! وهكذا تروح وتغدو طائرات يهود، وهي تقصف البشر والحجر، آمنة مطمئنة من كل أذىً أو ضرر!
إن هؤلاء الحكام منذ أن ارتكبوا جريمتهم بنقل قضية فلسطين من قضية إسلامية إلى قضية عربية فقضية فلسطينية، وهم يقفون موقف المتفرج المحايد لا بل المنحاز للعدو، حتى صارت هوايتهم في حالة العدوان، كما هي مجزرة غزة اليوم، أن يرصدوا الطائرات المغيرة، ويعدوا القتلى والجرحى، ثم يتسابقوا بالشجب والاستنكار، سواء منهم من ساهم في حصار القطاع سِراً أم علناً، كلهم يشجبون ويستنكرون، حتى حاكم مصر الذي من قصره، عشية العدوان، تهددت “ليفني” وتوعدت، وفي اليوم التالي بدأت بقصف حممها على قطاع غزة، حتى هذا الحاكم شجب واستنكر!
حقاً إن هؤلاء الحكام لا يستحيون، لا من الله ولا من رسوله ولا من المؤمنين، فهم قد حاصروا القطاع قبل أن يحاصره الأعداء، وأرادوا أهل القطاع أمواتاً لا أحياءً، ولهذا رفضوا فتح المعبر لهم عندما كان بهم رمق من حياة، ثم وافقوا أن يفتحوه بعد أن سالت الدماء على الجباه. ثم إنهم اليوم يدعون إلى اجتماعات “يفتشون” فيها عن الرد على مجزرة غزة، كأن الرد مجهول، تارةً يدعون إلى اجتماعات قمم، وأخرى لوزراء الخارجية، وثالثةً لمجلس الجامعة… وهي عادةٌ اتبعوها، يجتمعون ويأكلون ويشربون، ثم يصدرون بياناً، وكفى الشيطان أتباعه “خير” القتال! ثم إنهم لا يكتفون بذلك، بل يتوجهون مسربلين بالخزي والعار، إلى مجلس الأمن، يلتمسون من الدول التي أنشأت كيان يهود ودعمته في اغتصابه فلسطين الأرض المباركة، يلتمسون من هذه الدول قراراً لنصرة فلسطين وأهل فلسطين،. ( أَلاَ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ ).
إن الرد على مجزرة غزة معلومٌ غير مجهول، لا يحتاج اجتماعاً أو لقاءً للبحث و”التفتيش” عنه، وهو كذلك لا يكون في قرارٍ من دول أنشأت كيان يهود ودعمته، بل هو، فقط وفقط، في تحريك الجيوش للقتال وجمع القادرين جنودا فيها، ولا شيء غير ذلك، والحكام يدركون هذا الأمر، لكنهم خُشبٌ مسندة، يتقنون فن الدجل والتضليل . ( قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ ).
أيـّها المسلمون
حذار أن يخدعكم الحكام، فتكتفوا بسماحهم لكم بمسيرة أو مظاهرة أو اعتصام، فهي وحدها لا تغني عن الحق شيئا، بل أن تلقوا بثقلكم نحو قصورهم، فتجبروهم على تحريك الجيوش للقتال.
ثم أنتم أيها الجند ألا تشتاقون إلى إحدى الحسنيين؟ كيف يستحر القتل في إخوانكم ومع ذلك تبقون في ثكناتكم ؟ أحاكم يبيع دينه بدنياه، بل بدنيا غيره، يستطيع منعكم من نصرة إخوانكم؟
الله الله أيها الجند! إن حزب التحرير يدعوكم إلى عز الدنيا والآخرة: نصرٌ من الله وفتح قريب، أو جنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين ( قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ ).
هكذا يكون نصر أهل غزة، وهكذا يكون الرد على مجزرة غزة، وهكذا يكون فك الحصار عنهم، وهكذا يشفي الله صدور قومٍ مؤمنين.
( إِنَّ فِي هَذَا لَبَلاَغًا لِقَوْمٍ عَابِدِينَ )
اللهم قد بلغنا، اللهم فاشهد.