Take a fresh look at your lifestyle.

قضية اختطاف الناطق الرسمي لحزب التحرير في باكستان: مؤتمر صحفي لعائلة نفيد بت

الإعلاميون المحترمون،

السلام عليكم،

 

في الحادي عشر من مايو/أيار عام 2012، وقبل وقت قصير من صلاة الجمعة، تكالبت مجموعة من الأجهزة الأمنية السرية الباكستانية، يرتدون ملابس مدنية، على نفيد بت، الناطق الرسمي باسم حزب التحرير في باكستان، أمام أطفاله الصغار، بينما كان عائدا إلى منزله من المدرسة، ووضعوه في سيارتهم، وتركوا أولادنا وحدهم في الشارع، وما زال مكان وجوده مجهولا لغاية الآن، وهذه الحادثة هي الأحدث في سلسلة عمليات الخطف لشباب حزب التحرير على أيدي أجهزة الجنرال كياني، لا لشيء إلا لأنهم يعملون من أجل إقامة الخلافة، والتي من خلالها سيوضع حد للهيمنة الأميركية في باكستان.

 

وفي الآونة الأخيرة أُطلق سراح الدكتور عبد القيوم، طبيب أسنان معروف من رحيميار خان وعضو في حزب التحرير، بعد أن قضى تسعة أشهر من التعذيب الجسدي والنفسي الشديدين في زنازين كياني، على الرغم من كبر سنه ومرضه بالسكري، ولم يُسمح له في السجن حتى بقراءة القرآن، حتى لا يتقوى بقراءته. وقبل اختطاف نفيد بت، كان حبيب الله سليم، مدير تكنولوجيا المعلومات وعضو من حزب التحرير قد اختطف من كراتشي من قبل الأجهزة نفسها وظل مكان وجوده مجهولا.

 

الإعلاميون المحترمون، نتمنى عليكم النظر في النقاط التالية:

1. لقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن إيذاء المسلمين بأي شكل من الأشكال، بما في ذلك تعذيبهم، ولأي سبب كان، ومهما عظمت جريمتهم، حيث يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم ((…بِحَسْبِ امْرِئٍ مِنْ الشَّرِّ أَنْ يَحْقِرَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ دَمُهُ وَمَالُهُ وَعِرْضُهُ))، ويقول أيضا ((إِنَّ اللَّهَ يُعَذِّبُ الَّذِينَ يُعَذِّبُونَ النَّاسَ فِي الدُّنْيَا)). وهذا بشكل عام، فما بال تعذيب المسلم الذي “جريمته” الوحيدة هي أنه يقول ربي الله سبحانه وتعالى؟ أمّا تَنادي شياطين الأرض وأتباعهم لملاحقة المخلصين من العاملين لإقامة الخلافة فالله سبحانه وتعالى يقول في الحديث القدسي ((قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ اللَّهَ قَالَ مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ)) رواه البخاري.

 

أدعو الله سبحانه وتعالى أن يؤجركم على كل كلمة تقولونها أو تكتبونها نصرةً لأخيكم نفيد بت.

 

2. يقول سبحانه وتعالى ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ)) ويقول أيضا ((إِنْ يَثْقَفُوكُمْ يَكُونُوا لَكُمْ أَعْدَاءً وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُمْ بِالسُّوءِ وَوَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ)).

 

إنّ التباين بين نفيد بت والسياسيين المخلصين من حزب التحرير من جهة، وبين المجرمين الحقيقيين في عصرنا هذا، الجنرال كياني وزمرته من الخونة داخل القيادة العسكرية والسياسية من جهة أخرى، تباين كبير جدا. وبينما يُزج بنفيد بت في زنازين تعذيب بلاطجة كياني على ما يسمى “جريمة” فضح المخططات الاستعمارية ضد باكستان، يطير الجنرال كياني فرحا برفاقه من الجنرالات الأميركيين، وخصوصا الجنرال جون ألين، الذي تقطر يداه من دماء الجنود الباكستانيين المسلمين جراء هجمات حلف شمال الأطلسي والقوات الأمريكية في نوفمبر/ تشرين الثاني 2011، كما يتآمر كياني على توسيع الحرب الصليبية في المنطقة لتصل إلى مدينة كراتشي، كبرى المدن الباكستانية.

 

 

3. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((إِنَّ النَّاسَ إِذَا رَأَوْا الظَّالِمَ فَلَمْ يَأْخُذُوا عَلَى يَدَيْهِ أَوْشَكَ أَنْ يَعُمَّهُمْ اللَّهُ بِعِقَابٍ مِنْهُ)) الترمذي، إنّ الظالمين في القيادة السياسية والعسكرية قد حولوا باكستان إلى دولة بوليسية، حيث يحكمون فيها بقانون الغاب، إلى درجة أنهم لا يحترمون حتى قانونهم الوضعي، فالقانون الوحيد الذي يعترفون به هو الذي يخدم مصالح الصليبيين، ولهذا السبب فإنّه من ناحية، تحركت المحكمة العليا بسرعة فائقة عندما ازدراها دمية من دمى أمريكا، جيلاني، حين ظن في نفسه أنّه الحاكم الفعلي وليس دمية أمريكية، فصفعته المحكمة على وجهه حتى يستيقظ وتذكيرا للآخرين ممن يظنون أنهم حكام البلاد الحقيقيين، بينما من جهة أخرى فإنّ الدكتور عبد قيوم، وهو عضو في حزب التحرير ، زج به في زنازين التعذيب لمدة تسعة أشهر من دون أن تحرك المحكمة ساكنا على الرغم من حالته الصحية! ولنا أن نتساءل الآن ما إذا كانت المحكمة ورجال القضاء سيسلمون نفيد للطغاة وهل سيظلون صامتين لمدة تسعة أشهر إزاء قضية نفيد بت؟ أليس يتصرف هؤلاء الطغاة ويقولون كما قال فرعون؟ ((فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الأَعْلَى)) النازعات 24، ((قَالَ فِرْعَوْنُ مَا أُرِيكُمْ إِلاَّ مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلاَّ سَبِيلَ الرَّشَادِ)) غافر: 29

 

إنّ الطغاة أمثال كياني يصفون الكلمة الواحدة في محاسبتهم بأنها “مؤامرة” من جهات خارجية، بينما يعلم الجميع أنّهم أنفسهم بضاعة أجنبية، يقضون ليلهم ونهارهم مع الكافرين، ممن يأمرونهم وينهونهم ليحادوا الله ورسوله والمؤمنين، خدمة لمصالح الكافر المستعمر.

 

ألا فليعلم كياني وباقي حكام المسلمين الخونة في جميع أنحاء العالم الإسلامي أنهم غير قادرين على ثني الأمة عن السعي لإقامة الإسلام ودولته، دولة الخلافة، فالأمة في جميع جنبات الأرض قد عزمت أمرها ووقفت في وجوه الطغاة في سبيل الإسلام، ولن يثنيها عن ذلك كسل أو خوف.

 

4. وبدلا من أن يتنحى كياني جانبا حتى يتسنى للضباط المخلصين داخل القوات المسلحة في باكستان إعطاء النصرة لحزب التحرير لإقامة الخلافة، حتى ينجز الحزب العمل الجاد لإنهاء الوجود الأجنبي على أراضينا، فقد انضم كياني مع أمريكا في محاولة يائسة لمنع إقامة دولة الخلافة.

 

فأمريكا ترصد كيف تمت الإطاحة ببعض عملائها، وكيف يوشك أن يُطاح بعملاء آخرين، وهي تشهد نهايتها في جميع أنحاء العالم الإسلامي، وهذا يذكّرنا بالأيام الأخيرة لقريش قبل قيام حكم الإسلام للمرة الأولى في المدينة المنورة، ونحن نقول: أزبد وأرعد يا كياني أنت وأسيادك، وبقدر ما تريد، فإنّ فشل مشروعكم أمرٌ لا مفر منه، والعاقبة للمتقين ((وَاذْكُرُواْ إِذْ أَنتُمْ قَلِيلٌ مُّسْتَضْعَفُونَ فِي الأَرْضِ تَخَافُونَ أَن يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُم بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُم)).

 

5. ندعو أهل النصرة من أهل القوة والمنعة في القوات المسلحة الباكستانية ليعلنوا ولاءهم لله ولرسوله وللمؤمنين، وليس للكافر المستعمر، وليعلموا أنهم ما لم يقفوا مع الأمة في معركتها المباركة للتحرير، فإنّ الخونة في القيادة السياسية والعسكرية الذين يتطلعون إلى العواصم الغربية سيستمرون متحكمين في رقابهم، ومن ثَمَّ فإن الأمة ستظل في نكستها وواقعة في أيدي أعدائها، وندعوكم أيضا إلى أن لا تقعوا في حبائل وعود الغرب لكم، بل توكلوا على الله سبحانه وتعالى وابتغوا رضوانه.

 

إنّ الوقت الآن هو وقت إعطاء النصرة لحزب التحرير لإقامة دولة الخلافة، فهي التي ستكفّ أيدي الخونة عن الأمة وتعاقبهم على جرائمهم، والله سبحانه وتعالى يقول ((وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ*مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لَا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ)).


والسلام عليكم