Take a fresh look at your lifestyle.

رسالة مفتوحة

السلام على من اتبع الهدى،

 

نرسل لك هذه الرسالة وأنت على وشك الشروع في القيام بمبادرات جديدة لتعريض البلاد لمزيد من الأخطار على حدود باكستان الشرقية الغربية، وعلى ما بينهما، ونحن نكتب لك في الوقت الذي حزمت فيه الأمة أمرها لإسقاط الحكام الطغاة، وقد بدأت بابن علي والدور الآن على بشار الأسد، واحداً تلو الآخر وهي في طريقها لإقامة الخلافة، نتوجه إليك بصفتك رئيس خدم أمريكا الكافرة، والمحافظ على النظام الاستعماري في باكستان، هذا النظام الذي لم يأت إلى الحكم من خلال بيعة شرعية، أعطته إياها الأمة عن طيب خاطر، بل بدعم خارجي من الأمريكيين وبموجب تعليمات أمريكا وأوامرها، وقدّموا لك الأجر على مدار مدة خدمتك المهنية في الغدر مقابل حمايتك لهذا النظام.

لقد كسبت الثناء من أمريكا والغضب من الله سبحانه وتعالى، حتى قبل أن اختارتك أمريكا عميلا لها من سوق العملاء، فمنذ زمن سلفك، مشرف، كنت ساعده الأيمن على مدى أكثر من عشر سنوات في إيجاد موطئ قدم للقوة العسكرية والاستخبارية الأمريكية إلى مستويات غير مسبوقة داخل حدودنا، فأنت شريك في الخيانة مع مشرف بفتح الأبواب لأمريكا في المنطقة، وذلك باستخدام موارد الأمة ضدها، من خلال منح الممرات الجوية، والطرق البرية والقواعد التي احتاجتها أمريكا لغزو أفغانستان. فقد كنت رئيسا لجهاز المخابرات الباكستانية عندما هاجمت أمريكا المسلمين الشجعان في المناطق القبلية، وكنت المفتاح لمجزرة المسجد الأحمر وجامعة حفصة، والتي كانت مقدمة لحرب دامية من الفتنة في المناطق القبلية، حيث أصبحت حربا مكلفة استُخدمت فيها مقدرات الأمة ضد نفسها، بدلا من وقوف القوات المسلحة مع المجاهدين صفا واحدا ضد الغزاة الكفار، ولكن بدلا من ذلك فقد ساعدت من خلال التضحية بالآلاف من الجنود المسلمين وعشرات الآلاف من المدنيين المسلمين على حماية الاحتلال غير المشروع والوحشي للقوات الصليبية التي دنست القرآن، وبالت على جثث الشهداء، وقتلت الأطفال وانتهكت الأعراض.

أما على صعيد العدو الهندوسي، فقد تخلّيتَ أنت ومشرف عن المسلمين في كشمير، وأعلنت بأنّ الجهاد ضد قوات الاحتلال الهندوسي جريمة! فكنت أنت من عزز خطط الهندوس ضد المسلمين، وقد بدأ العدو الهندوسي باستغلال الأوضاع السياسية في بلوشستان والمناطق القبلية، بعد سيدتك أمريكا بفضل مساعدتك، كما سعت الهند على إيجاد موطئ قدم لها جديد في أفغانستان المجاورة التي يمكنها أن تلحق بها الأذى.

ولما بدأ قناع مشرف ينزلق، اضطرت سيدتك الاستعمارية، أمريكا، إلى عقد صفقة مع منافسيها في شؤون باكستان، بريطانيا. فأمّنتَ أنت لهم النظام للتوصل إلى اتفاق مع بينظير بوتو لتحقيق الاستقرار لنظام مشرف الاستعماري في باكستان، وبسبب مساهماتك تلك فقد قلدك نائب وزير الخارجية الأمريكي، جون نيغروبونتي، بعد سقوط قناع مشرف تماما، قلدك أنت شخصيا حاكما عميلا أمريكيا في باكستان، وقضى معك ساعات طويلة، قبل الانتقال إلى تنحية مشرف، الذي لم يعد نافعا له، وقد كان ذلك درسا لك لو كنت من أصحاب العقول.

إنّ ذلك التعيين والتمديد لك في الخدمة لاحقا، كان لعنة من واشنطن، ولم تزدك إلا تصميما على خدمة أمريكا أكثر من أي وقت مضى. ولأنّ أمريكا تعلمت من أخطاء مشرف، فقد قدمت أمريكا لك اثنين من عملائها، جيلاني وزرداري، كقناع لك، بحيث يمكنك بعدها الانشغال في مساعدتها فقط، ومن دون عوائق، حيث شنت سياساتها الرأسمالية الكافرة التي حرمت المسلمين من الاحتياجات الأساسية بأسعار معقولة، ومن النفط والغاز والكهرباء والتعليم والصحة، على الرغم من موارد باكستان الوفيرة، وأغرقتَ الناس في الشدائد والأزمات حتى لا يستطيعوا أخذ أنفاسهم لينطقوا بكلمة ضدك، وجزء من تلك الخطة المسماة “الفوضى الخلاقة” من قبل الأمريكيين، هو قناع جديد يفوق قناع جيلاني وزرداري، يُصنع لك في سوق العملاء تحت مسمى “حزب الملك الجديد”!

وكيف أشغلت نفسك؟ بينما كانت الولايات المتحدة تستخدم مؤسساتها العسكرية والأمنية الخاصة، وجيوش رايموند ديفيس، التي استهدفت القوات المسلحة من خلال التفجيرات والاغتيالات، كنت أنت تقود القوات المسلحة في المناطق القبلية، وعندما غزت أمريكا أبوت أباد، ذهبت هنا وهناك لتهدئة غضب القوات المسلحة، فأصبح القناع ينزلق عن وجهك شيئا فشيئا وأصبحت عمالتك أكثر وضوحا. وبعد الزيارة التي قام بها المقرب لك، قائد القوات المسلحة الأمريكية، مايك مولين، شرعت بحملة “لتطهير” القوات المسلحة من أي صوت ينتقد الوجود الأمريكي في البلاد، ثم إنّه عندما هاجمت أمريكا وحلف شمال الأطلسي صلالة وزاد الغضب بين الناس إلى مستويات ساحقة، قمت بإغلاق خط إمداد الناتو للحد من الغضب، ولكن لم يكن ذلك سوى خدعة للحفاظ على قناعك من السقوط، وذهبت هنا وهناك، لخلق مسرحية لتدخل البرلمان للسماح لإعادة فتح خط الإمدادات.

ومع ذلك، فإننا نؤكد لك بأن قناعك قد انكشف إلى درجة أنّ المقربين منك قد بدؤوا بنبذك بسبب العار الذي جلبته لهم، وأما بالنسبة لأولئك الذين يبدون لك من طرف اللسان حلاوة، فإنهم يخدعونك ولن يقفوا لإنقاذك. ولغاية الآن، فإنّه تماما كما حصل مع مشرف في أيامه الأخيرة، فأنت تذهب هنا وهناك، لم تتعلم الدرس، على أمل منحك مزيدا من الوقت في الخدمة، لتبدأ فصلا جديدا من الخيانة لم يسبق أن قمت به.

بعد أن سُقْت القوات المسلحة في مناطق القبائل بحجة أنّ الهند وسّعت نفوذها هناك، تسعى الآن لإخضاع باكستان للهند نفسها، فها أنت تردد كلمات أسيادك، داعيا إلى تطبيع العلاقات مع الهند، حتى وأنت تقف على أجساد الشهداء، تمنح الهند طريقا من خلال باكستان لثروة الأراضي الإسلامية من منطقة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى، على الرغم من أنّ الدولة الهندوسية المتعصبة لم تحترم المسلمين وتعدل معهم حتى داخل حدودها، فأنت تدفع بالمسلمين نحو مزيد من الخطر مرة أخرى، على الرغم من امتداد عصر السلام والازدهار في هذه المنطقة لقرون طوال تحت حكم الإسلام، حتى كانت هذه المنطقة موضع حسد في العالم، ولكنك الآن تعد لهذه الحماقة المتهورة بقوة كاملة، لمجرد أنّ أمريكا طلبت من باكستان الركوع للهند كجزء من تكتل بقيادة الهند، لمواجهة منافِسة أمريكا، الصين.

ولم تكتف بالعمل مع الأمريكيين للحفاظ على وجودهم في أفغانستان، وإخفاء الانسحاب الرمزي، بل ها أنت الآن تقوم بتوسيع حرب أمريكا إلى أبعد من ذلك، في شمال وزيرستان، وكراتشي ومولتان، وبالتآمر من دون خجل مع أمثال قائد إيساف والجنرال الأمريكي جون ألين، من الذين تلطخت أيديهم بدماء المسلمين الطاهرة من الجنود من صلالة.

وإضافة صفحة سوداء جديدة إلى كتابك الأسود من الخيانة، ولأنك تشعر بحبل المشنقة يلف عنقك مثل باقي الطغاة الآخرين في البلدان الإسلامية، عمدت إلى “تطهير” القوات المسلحة من أي صوت معارض، من خلال إطلاق حملة من المضايقة والاختطاف والاضطهاد والتعذيب ضد السياسيين المخلصين والواعين من حزب التحرير، من الذين يفضحون خيانتك لله سبحانه وتعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم والمؤمنين. لذلك، بدلا من إفساح الطريق للضباط المخلصين من القوات المسلحة لإعطاء النصرة إلى حزب التحرير لإقامة دولة الخلافة الإسلامية، وضعت يديك بيد الصليبيين الغربيين الذين يخشون من الخلافة أكثر من أي شيء آخر، لشن حرب ضد المسلمين وقواتهم المسلحة، وضد إقامة دولة الخلافة، وضد حزبهم، حزب التحرير.

أيها المسمى جنرالاً! أنت المسئول عن انتكاسة هذه الأرض المباركة، الغنية بوافر الموارد،  وذات شعب نبيل مسلم وقوة عسكرية قوية مسلمة، والزج بها إلى ساحة معركة خاسرة وغارقة في الذل واليأس، قال الله سبحانه وتعالى (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَةَ اللَّهِ كُفْرًا وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ * جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا وَبِئْسَ الْقَرَار)

 

لذلك، ندعوك لأن تتوب عن الآثام التي ارتكبتها لغاية الآن، وأن تطلب المغفرة من ربك سبحانه وتعالى عن الأفعال الشنيعة التي ارتكبتها، وما يمكنك القيام به على أقل تقدير للتكفير عن خطاياك، هو إفساح الطريق للمخلصين للحكم بما أنزل الله، فإن لم تفعل فاعلم أنّ عاقبتك وخيمة على يد الأمة عندما تُقام دولة الخلافة قريبا إن شاء الله سبحانه وتعالى، ولعذاب الآخرة أشد (وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ * مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لاَ يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ).

pak1.pdf