Take a fresh look at your lifestyle.

من أروقة الصحافة تفائل غربي بالرئآسيات المصرية

 

أكد الرئيس الأميركي السابق جيمي كارتر أن الإدارة الأميركية ستتعاون مع الفائز في انتخابات الرئاسة المصرية أيّاً كان انتماؤه، الأمر الذي سبق أن أكدته سفيرة بلاده لدى القاهرة آن باترسون قبل يومين.

 

وخلال لقائه مع رئيس الوزراء المصري كمال الجنزوري مساء أمس في القاهرة، قال كارتر إن الإدارة الأميركية ستتعاون مع الفائز في انتخابات الرئاسة المصرية أياً كان انتماؤه، طالما أن الانتخابات جرت في جو من النزاهة والحياد، معرباً عن أمله في مشاركة جميع المصريين ممن يحق لهم الانتخاب.

 

وأشار كارتر -الذي يرأس “مركز كارتر للسلام وحقوق الإنسان”، ويزور مصر لمراقبة الانتخابات- إلى أن الاستعدادات وآليات العملية الانتخابية تؤكد أنها تسير في الاتجاه الصحيح

 

======================================================

 

كيف لا يتفاءل الغرب بانتخابات لا يتعدى سقفها ما فرضه الغرب بإنائه السياسي الخبيث على جميع الحركات الراغبة بالمشاركة السياسية والانضواء تحت لواء الدولة العلمانية تحت مسميات المدنية والديموقراطية .

 

فجميع من ترشح لهذا المنصب وجميع من يقف وراء المرشحين من حركات سياسية علمانية كانت أم موسومة بالإسلام, يدركون أن النظام المتمثل بالسياسات المسطرة لرعاية شؤون الناس لم يتغير في مصر, وأن ما تغير لا يتعدى بعض الشخصيات المؤثرة في الطبقة الحاكمة السابقة كمبارك ووزرائه وبعض من وسطه السياسي, بينما بقي نظام الحكم كما هو, دستور وقوانين تخالف شرع الله عز وجل, ووسط سياسي يجمع على القبول بقوانين اللعبة الغربية المسماة بالديموقراطية, ومجلسا عسكريا يعلن جهارا نهارا تصميمه على إبقاء العلمانية والنظام الجمهوري أساسا للحكم في مصر, حتى أنه فرض على جميع الحركات السياسية المشاركة في البرلمان إعطاء قسم الولاء للنظام الجمهوري المخالف لشرع الله جل وعلا.

 

إن العلاقة المشبوهة بين المجلس العسكري المصري وأمريكا, لا تحتاج لمدقق ليدرك حقيقة التواطؤ والتبعية لهذا المجلس, وإن امريكا عملت على قدم وساق منذ سقوط مبارك على محاولة الإمساك بكافة الخيوط وإبقاء الكرة في ملعبها السياسي لتضمن بذلك عدم تحرر أهل مصر الشرفاء من هيمنتها, لذلك فهي أعطت لموضوع انتخابات الرئيس القادم أهمية قصوى لضمان سير الأمور وفق رؤيتها ولمصلحتها, فكان إقصاء للبعض وتطويع للبعض الآخر, بالرغم من أن جميع من ساهم أو شارك بالترشح لهذا المنصب قد أخطأ في قراءته للأحداث وعمل على تمكين النظام السابق من الاستمرار بعلم ممن ترشح أو بجهل منه.

 

إن تعهد أفعى السياسة الخارجية الأمريكية جيمي كارتر بالتعامل مع من سيفوز بالانتخابات لم يأت من فراغ, بل كان ذلك بعد التأكد من سير مجريات العملية السياسية في مصر وفق الرؤية الأمريكية, وبعد خنوع كافة المرشحين وقبولهم بالعمل السياسي ضمن الإطار الغربي وإنائه السياسي المفروض على مصر وغيرها من بلاد المسلمين.

 

إن الحالة الثورية في مصر لن تنتهي بانتخاب رئيس ولا بتأسيس برلمان تكسوه اللحى, ولا بد للشعب المصري العريق بإسلامه من الوعي على حقائق الأمور وإدراك أن النظام لم يتغير, وأنه ما دامت الهيمنة الأمريكية تسيطر على صناع القرار في مصر فلن يكون هنالك تحرر حقيقي وانعتاق من التبعية والخنوع التي مارسها مبارك وبامتياز.

 

إن الأحداث تتسارع ولن يكون لأمريكا القدرة على صناعة الأحداث وإدارتها بسهولة وستبقى في حالة ردود الأفعال حتى يأذن الله سبحانه وتعالى قريبا إن شاء الله بالنصر والتمكين وقيام دولة العز والتمكين, عندها ستندحر أمريكا وفلولها من الأنظمة الطاغوتية إلى ما وراء التاريخ.

 

 

كتبه : أبو باسل – بيت المقدس