Take a fresh look at your lifestyle.

من أروقة الصحافة كلينتون: الأسد لا يمكن ان يبقى في السلطة  

أعربت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون عن قناعتها بأن الرئيس السوري بشار الأسد لا يمكن أن يبقى في السلطة، ودعت إلى إعارة مزيد من الاهتمام لقضية نقل السلطة في سوريا إلى حكومة ديمقراطية بشكل سلمي.


ففي مؤتمر صحفي لها عقد في ختام زيارتها القصيرة لأذربيجان يوم الأربعاء 6 يونيو/حزيران دعت كلينتون روسيا والصين إلى المساهمة في وقف إراقة الدماء في سوريا ومساعدة المجتمع الدولي على تحقيق الانتقال السلمي للسلطة في البلاد.


وأعربت الوزيرة الأمريكية عن شكوكها بشأن المقترح الروسي لعقد لقاء دولي حول سوريا بمشاركة إيران، قائلة إنه “من الصعب التصور كيف يمكن دعوة بلد يدعم على المستوى الرسمي هجوم نظام الأسد على الشعب”.

 

لا تزال الدبلوماسية الأمريكية تتعامل مع العالم من منظور راعي البقر الأمريكي، وتنظر لشعوب الأرض باستعلاء وتكبر وعنجهية، ولا ترى حقيقة كشف الشعوب ولا سيما الإسلامية منها حقيقة الدور الأمريكي الاستعماري في بلاد المسلمين، وأن أمريكا باتت منبوذة من شعوب الأرض لغطرستها وعنجهيتها وضربها أبرز الأمثلة على الكذب والتضليل في عملها السياسي ولا سيما الخارجي منه.

 

فلقد تكشفت الحقيقة الدامغة بعمالة نظام بشار أسد لأمريكا، وأن تبعية هذا النظام الخائن للسيد الأمريكي باتت واضحة وضوح الشمس في وضح النهار، وبالرغم من محاولات أمريكا المستميتة للذود عن حياض نظام بشار أسد ومدِّه بسبل الحياة عبر عملائها الإقليميين وحلفائها الدوليين، ظنّاً منها بقدرته على إخماد الثورة المباركة بالشام، مما يمنحها الفرصة لخلق البديل لنظامه البغيض، إلا أنها قد فشلت في تجهيز هذا البديل، وبدأت معالم الاحتقان والتخوف تبرز على ساسة أمريكا مما قد يجلبه مستقبل سوريا على المنطقة.

 

إن أمريكا باتت مقتنعة بانتهاء صلاحية بشار أسد في قدرته على خدمة مصالحها، وأدركت فشله في إخماد الثورة، وبسبب قوة المحرك الإسلامي في ثورة الشام، أصبحت أمريكا تتخوف من فقدانها لهيمنتها الاستعمارية في سوريا وسحب البساط من تحت أرجلها الاستعمارية الخبيثة وانعتاق أهل الشام من ربقة استعمارها.

 

لهذا فإنها تعمل على قدم وساق من أجل استبدال عميل آخر بشخص بشار أسد دونما إحداث أي تغيير حقيقي في نظام الحكم القائم وإبقاء حالة التبعية كما هي منذ عقود، وقد ظنت أمريكا بأنها قد حققت نجاحا في أمكنة أخرى كمصر أو دورها في التجربة اليمنية بالتواطؤ مع بريطانيا في تغيير صالح بمن هو على شاكلته، ولهذا لا ترى مانعا من استنساخ هذه التجارب في الحالة السورية حتى وإن كلف ذلك تدخلا عسكريا مباشرا أو غير مباشر كما عبّر عن ذلك بعض السياسيين والعسكريين الأمريكيين قبل عدة أيام.

 

وأما الانتقال السلمي للسلطة فلا يعني في الحقيقة سوى بقاء نظام الحكم الموالي لأمريكا مع ذهاب بشار أسد والمقربين منه.

 

إن كذب أمريكا حول صعوبة تصور مشاركة إيران في الحل بسبب دعم إيران للنظام السوري، هو إدانة حقيقية للدور الأمريكي الداعم لإيران في الخفاء تحت غطاء الشيطان الأكبر، فكما هو بشار أسد حقق مصالح الاستعمار الغربي تحت مسميات المقاومة والممانعة، فإن إيران قد حققت حصتها من خيانة الأمة الإسلامية لصالح أمريكا تحت غطاء الشيطان الأكبر.

 

إن الله سبحانه وتعالى قد تكفل بالشام وأهله، وقد تميز أهل الشام بالوعي السياسي على الأحداث ونظرتهم العالمية المنطلقة من زاوية الإسلام العظيم، لذلك لن تفلح أمريكا بإذن الله في إجهاض أعظم ثورة يشهدها العالم، وإن سرّ قوة هذه الثورة هو ارتباطها بعقيدتها العظيمة وبشعار “لن نركع إلا لله”.

 

فلن نركع إلا لله يا أمريكا ، ولن نركع إلا لله يا حكام إيران ، ولن نركع إلا لله يا بشار، خسئتم وخسئ مسعاكم.

 

 

كتبه أبو باسل – بيت المقدس