كلمة لأحد شباب حزب التحرير حول مجازر اليهود في غزة
الحمد لله معز الإسلام والمسلمين، ومذل الكفرة والمرتدين، وهازم الأحزاب والمشركين، والعاقبة للمتقين ولا عدوان إلا على الظالمين.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، أرسل رسوله محمداً صلى الله عليه وسلم بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله، وكفى بالله شهيداً، وأشهد أن سيدنا ونبينا وحبيبنا وعظيمنا محمداً رسول الله، نبي الرحمة ونبي الملحمة نصره الله بالرعب مسيرة شهر، وجعل رزقه تحت ظل رمحه وجعل الذلة والصغار على من خالف أمره، إمام المجاهدين وقائد الغر المحجلين، صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن سار على نهجهم واهتدى بهديهم إلى يوم الدين، وبعد: أيها المسلمون:
حديثنا اليوم لا يتجاوز عن ما حل بغزة وأهل غزة، البلد المسلم على أيدي يهود، ومن حالف يهود ومن وضع يده بأيدي يهود فخان الله ورسوله وجماعة المسلمين، وحديثنا كذلك عن مواقف بقية المسلمين، وعن المطلوب منهم تجاه ما يجري ويحدث.
أقول لكم أيها الأخوة: إن عداوة الكفار للمسلمين وبالأخص اليهود، سنة ماضية بينها الله تعالى في كتابه المجيد، حيث يقول عز وجل: {……. وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىَ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُواْ …… }البقرة217
ويقول عز وجل: {لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُواْ }”المائدة82″.
ويقول عز وجل: {وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ} البقرة120″
اليهود أيها المسلمون أعداء لله ولرسله، وأعداء للأديان جميعاً، وهذا ما يثبته واقعهم كل يوم ويثبته تاريخهم الأسود مع المسلمين خاصة، ومع بقية الأديان عامة، وعداؤهم للإسلام والمسلمين أكثر من غيرهم، كل ذلك لأن رسولهم محمدٌ صلوات الله وسلامه عليه ولأنه خاتم الأنبياء والمرسلين، ومن هنا فإنهم لن يتخلوا عن الكيد لهذا الدين ولأهله.
ومعركتنا معهم ليست في هذه الأيام فقط، معركتنا معهم منذ أن بعث صلى الله عليه وسلم وإلى يومنا هذا، وهم يعلمون يقيناً أن ليس هناك دين في الوجود يستطيع أن يفضحهم ويبين إجرامهم غير دين الإسلام وليس هناك من يستطيع أن يضع الحد لهم غير المسلمين.
فمنذ معركة خيبر والتي تم بها طردهم من الجزيرة العربية وإلى يومنا هذا، وأحقادهم على المسلمين لم تنقطع، حتى أنهم بعد دخولهم القدس سنة 1967 تجمهروا حول حائط المبكى وأخذوا يهتفون ( هذا يوم بيوم خيبر، فيا لثارات خيبر ).
وعداؤهم للإسلام والمسلمين اليوم يجعلهم يفعلون بغزة ما نشاهد ونتابعه منذ أسبوعين، وقد استعملوا أشد ما لديهم من أسلحة، كل ذلك انتقاماً من أهلها، لأنهم لم يستطيعوا البقاء فيها، ولم يستطيعوا الدخول إليها مرة أخرى بإذن الله، فصبراً يا أهل غزة، صبراً، لا يكن هؤلاء إخوة القردة والخنازير أشد بأساً منكم، فإنما هم لفيف من اللقطاء والبغايا والمخمورين الجبناء، صبراً أهل غزة، فلا تهنوا ولا تحزنوا فأنتم الأعلون، إياكم أن تتراجعوا فأنتم المنصورون بإذن الله على الرغم من كل ما يحدث، واعلموا أنكم مظلومون معتدى عليكم في دياركم، وإن الله على نصركم لقدير, أراد هؤلاء الخنازير أن يخرجوكم من دياركم، وقد غرتهم قوتهم فعسى أن يكون موعد هلاكهم على أيديكم وفي دياركم بإذن الله. ولو علمتم ما أعد الله لكم من الثواب الأوفى إن صدقتم النية، وأخلصتم القصد، وقاتلتم لتكون كلمة الله هي العليا، لفرحتم ولشددتم على سواعدكم أكثر مما أنتم عليه {إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ….}التوبة111، فاستبشروا بهذا البيع وذلك هو الفوز العظيم، إنها سوق الجنة قامت في أرضكم فبيعوا واشتروا مع الله كيف ما شئتم فأنتم الرابحون إن شاء الله.
أيها المسلمون: لقد اقتضت حكمة الله عز وجل أن يبتلي عباده المؤمنين بالكافرين، والكافرين بالمؤمنين، لينظر من يطيعه سبحانه ويجاهد في سبيله ممن ينكص على عقبيه، ويتولى الكافرين، ويتبع غير سبيل المؤمنين، قال تعالى: {….وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَانتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِن لِّيَبْلُوَ بَعْضَكُم بِبَعْضٍ…. }محمد4، وقال تعالى: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ }محمد31، ولذلك فنحن لا نستغرب ما يخطط له الكفار من القضاء على الإسلام فذلك ديدنهم وتلك عقيدتهم في تعاملهم مع المسلمين، وإن كان ذلك مستحيلاً، لأن دين الإسلام باقٍ ومحفوظ إلى قيام الساعة، ولكن ما نستغربه في أيامنا هذه وفي مثل هذه الأحداث مسارعة البعض المحسوبين على هذه الأمة في موالاتهم لأعداء الأمة، يوالونهم ويناصرونهم على حساب الفئة المؤمنة، يناصرونهم بأقوالهم وأفعالهم المخزية،
نقول لهؤلاء: {إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ فَادْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ }الأعراف194
ونذكر هؤلاء بخطاب الله للمنافقين أمثالهم {بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً*الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِندَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ العِزَّةَ لِلّهِ جَمِيعاً}النساء139،138
نقول لهم ما قاله الله لأمثالهم: {….. إِنَّهُمْ لَن يَضُرُّواْ اللّهَ شَيْئاً يُرِيدُ اللّهُ أَلاَّ يَجْعَلَ لَهُمْ حَظّاً فِي الآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ }آل عمران176
وأما المصالح الدنيوية التي يلهثون خلفها في مسارعتهم في الكفر، فلن تنفعهم، ولن تحميهم من أقدار الله، فالموت أو القتل الذي يفر منه هؤلاء فإنه ملاقيهم، وعذاب الله ينتظرهم، فكل متاع في الدنيا قليل، ولا عاصم لهم من الله شيء، وقدر الله هو المسيطر على الأحداث يدفعها في الطريق المرسوم لها، وينتهي بها إلى النهاية المحتومة.
أيها المسلمون: نتساءل اليوم وكل يوم، ما هذا الذي يجري؟ وما هذا الذي يحدث؟ التاريخ اليوم يعيد نفسه، وها نحن نعيشه، فالذي كنا نقرأه عن ما فعله الصليبيون والتتار بالمسلمين بالأمس ها هو يجري أمام أعيننا الآن، ها هو يحدث اليوم، فلم نعد بحاجة إلى قراءة التاريخ من هذا الجانب، لكن لنقرأه من صفحاته الأخرى، وكيف كان المسلمون يعالجون مآسيهم وقضياهم المصيرية!!.
فبالأمس أنجبت الأمة الناصر صلاح الدين عليه رحمة الله فناصر المسلمون بعضهم بعضا فأعاد لحمتهم، وأنهض همتهم فكانت حطين، وكان النصر المبين، فعز الإسلام من جديد ومسح المسلمون العار عنهم أمام الصليبين.
وفي زمن التتار ناصر المسلمون بعضهم بعضا، وقد أنجبت الأمة الظاهر بيبرس، فكانت عين جالوت، وكان النصر، فعز الإسلام وعز المسلمون، واليوم لا بد من النصرة لا بد من أن ينصر بعضنا بعضا، لا بد للأمة أن تلبي نداء الله حيث يقول عز وجل: {….. وَإِنِ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلاَّ عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُم مِّيثَاقٌ وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ }الأنفال72 ويقول عز وجل: {قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ }التوبة14. هكذا يكون النصر لأهل غزة، وهكذا يكون الرد على مجازر يهود، {وَمَا لَكُمْ لاَ تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاء وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَـذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيّاً وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيراً}النساء75، وإلا كيف تحدث كل هذه المجازر على مرأى ومسمع منكم، ويتجرأ اليهود على إحداثها يا مسلمون وأنتم تتفرجون؟!! والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: «المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه ولا يحقره ولا يخذله…» ويقول صلى الله عليه وسلم: «من أذل عنده مؤمن فلم ينصره وهو يقدر على أن ينصره أذله الله على رؤوس الخلائق يوم القيامة» “أخرجه أحمد”، {…مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الأَرْضِ أَرَضِيتُم بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلاَّ قَلِيلٌ }التوبة38، ألا تتطلعون إلى حياة تسعدون فيها ألا تشتاقون إلى الجنة، فإنها تحت ظلال السيوف؟!
تواجهون قضاياكم المصيرية بالمظاهرات وبالاعتصامات وبحرق الأعلام وبالإضرابات بعد أن أخذتم الإذن بذلك ممن يخذلونكم، وممن يوالون أعداءكم؟!! أهكذا هي مواقف المسلمين؟ أهكذا هو الحل لديكم؟ تكتفون بسماحهم لكم بمسيرة أو مظاهرة أو اعتصام، وكلها لا تغني عن الحق شيئاً، ولا تعدو عن ثورة غضب سرعان ما تتلاشى وتصبح مجرد صراخ في صراخ، يضحك علينا العالم من ذلك، وكأن هذه المظاهرات وهذه المسيرات أصبحت كشريط مصور يعرض في كل مرة ثم يختفي كالدعايات الإعلانية!! يكاد لا يمضي يوم إلا ويرى العلم اليهودي والأمريكي يشتعلون ناراً وتداس بالأرجل، وكلها تعبيرات لا تجدي، ولو كانت المسيرات وحرق الأعلام تزعج يهود وتزعج الأمريكان لأصدروا الأوامر بوقفها فوراً وسجن هؤلاء الذين يتطاولون على شرطي العالم وربيبتها إسرائيل.
يكفي أنها تعبيرات غير شرعية لم يأذن الله بها، تدافعون عن أمور شرعية بطرق غير شرعية، كل ذلك تقليد للغرب في احتجاجاتهم وفي ردودهم الغاضبة نحو قضاياهم هم لا قضايانا نحن، وإلا فهل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته رضوان الله عليهم يعبرون عن غضبهم لله بالمسيرات وبالاعتصامات أمام أبي جهل وأبي لهب؟!! كلا والله، بل كانوا يصدعون بكلمة الحق ويرفضون الباطل ولو كان على حساب لقمة عيشهم ومصالحهم الشخصية، بل كانوا يسيرون الجيوش نحو الأعداء حتى يضعوا لهم الحد، فتسيير الجيوش هي الحل ولا شيء غير ذلك، فالأعمال الموجعة لليهود ومن يقف معهم ويساندهم هي تسيير الجيوش، والكل يدرك ذلك، هكذا يكون نصر أهل غزة، وهكذا يكون الرد على مجازر غزة وهكذا يكون فك الحصار عن غزة فإذا لم تسير الجيوش من قبل حكامكم وأنظمتكم فلتكن المسيرات نحو قصورهم فتهدموها على رؤوسهم ليكون الخلاص منهم أولا ثم اليهود ثانياً، لأنهم هم الذين يحولون بيننا وبين يهود، وهم الذين يقفون سداًًَ منيعا يحفظون يهود وقد انشأوا كيانهم ودعموهم حتى وصل الأمر ما وصل إليه، فلقد حاصروا غزة قبل أن يحاصرها اليهود، وأرادوا لأهلها موتا قبل يهود، ولا زالوا يحاصرونها حتى أضعفوها قبل دخول اليهود إليها.
أقول أيها المسلمون: وما ينطبق على المسيرات وحرق الأعلام ينطبق على المؤتمرات والندوات والحوارات والمفاوضات والاجتماعات، فكلها مظاهر غدت وسائل للتنفيس من غضب الشعوب، يجتمعون، يأكلون ويشربون ثم يصدرون البيانات التي لا تجدي مع أعداء الله شيئا، بل إنهم لا يكتفون بذلك، يتوجهون مسربلين بالخزي والعار إلى مجلس الأمن يلتمسون من الدول التي أنشأت كيان يهود ودعمته في اغتصابه فلسطين الأرض المباركة، يلتمسون من هذه الدول قرارا لنصرة فلسطين وأهل فلسطين {….أَلاَ سَاء مَا يَحْكُمُونَ }النحل59.
ألم يأن لكم يا مسلمون أن تدركوا أن فلسطين لن يعيدها مفاوضات ولا مساومات، بل الذي يعيدها ويحررها سواعد المؤمنين الطاهرين كما حررها صلاح الدين، ألا تبا لتلك القرارات التي تذل المسلمين، وتبا للشرعية الدولية التي تستعبد المسلمين وتقهرهم، والله عز وجل يقول: {وَلاَ تَرْكَنُواْ إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ….}هود113.
وإذا كان ساسة العالم اليوم وحكامه يقفون مع يهود ويرتضون القتل لنا ولإخوتنا في غزة وفي فلسطين ويرتضون القتل لنا على أيديهم في العراق وفي الصومال وفي الشيشان وفي أفغانستان، فلا يعفينا من القيام بإنهاء مصالحهم في بلادنا، مصالحهم السياسية والاقتصادية والعسكرية وحتى نرفع الإثم عنا أمام الله عز وجل فلا بد أن نعمل جادين مخلصين لإقامة كيان مخلص يقوم على التوحيد ويحكم شرع الله فينا، يعني ذلك أنه لا بد من تنصيب خليفة مسلم نبايعه على الكتاب والسنة يحكم فينا الإسلام ويوحدنا في دولة واحدة تسمى دولة الخلافة، وعندها نستطيع أن نقف أمام يهود وأمام كل من يعاونهم ويساندهم، تستطيع هذه الدولة أن تعلن الجهاد على دولة يهود فتستأصل شأفتها وتريح المسلمين والعالم من شرورها، كما تستطيع هذه الدولة أن تحمل الإسلام رسالة هدى ونور إلى العالم أجمع، والله عز وجل يقول: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ….}الأنفال24 فإن عدنا إلى ما يحيينا الحياة الصحيحة كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم فإننا لسنا والله بالضعفاء، ولا بالجبناء، ولا تنقصنا العدة ولا العدد ولكن ينقصنا الشوق إلى الجنة والخوف من النار، يقول صلى الله عليه وسلم : «الإمام جنة يقاتل من ورائه ويتقى به» فاستيقظوا أيها المسلمون، استيقظوا من هذه الغفلة والتي لا تعبر إلا عن الهوان في الدنيا والعذاب في الآخرة، ولتقفوا مواقف الرجال لا أشباه الرجال، لتقفوا مواقف العزة والكرامة التي أرادها الله لنا وأرادها لنا رسولنا الأعظم صلوات الله وسلامه عليه، لنقف وقفات الرجولة التي وقفها مسلمو الأمس فأصلت إغاثة الأعراض، واصلت الغيرة على هذا الدين في نفوس المسلمين، فمنذ ذلك التاريخ والدين محفوظ والمسلمون أعزاء في دينهم، وأعراضهم مصانة يسمع لصرخاتها إذا استنجدت الملايين من الرجال كل منهم يحسب أنها أمه أو أخته، استيقظوا أيها المسلمون، ولتحيوا عقيدة التوحيد في قلوبكم حتى تعيشون عليها وتموتون عليها إرضاء لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.