Take a fresh look at your lifestyle.

معالم الإيمان المستنير إثبات وجود الخالق الحلقة الثالثة

 

أيها المسلمون:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وبعد:

أيها المؤمنون:

 

روي أن النبي صلى الله عليه وسلم أنشد عنده قول الأعرابي هذا:

 

وحي ذوي الأضغان تسب قلوبهم                        تحيتك الحسنى فقد يرقع النعل

 

فقال النبي صلى الله عليه وسلم: “إن من الشعر لحكمة، وإن من البيان لسحرا”. أدعوكم لتأمل المعاني الجميلة في هذه الرائعة الشعرية للشاعر: إبراهيم علي بدوي من السودان, والقصيدة بعنوان: “لله في الآفاق آيات” سأكتفي بقراءتها على مسامعكم؛ لأنها واضحة تمام الوضوح:

 

لله في الآفاق آيات            لعل أقلها هو ما إليه هداكا

ولعل ما في النفس من آياته            عجب عجاب لو ترى عيناكا

والكون مشحون بأسرار            إذا حاولت تفسيرا لها أعياكا

قل للطبيب تخطفته يد الردى:                من يا طبيب بطبه أرداكا؟

قل للمريض نجا وعوفي بعد ما           عجزت فنون الطب: من عافاكا؟

قل للصحيح يموت لا من علة:           من بالمنايا يا صحيح دهاكا؟

قل للبصير وكان يحذر حفرة            فهوى بها: من ذا الذي أهواكا؟

بل سائل الأعمى خطا بين الزحام            بلا اصطدام: من يقود خطاكا؟

قل للجنين يعيش معزولا بلا            راع ومرعى: ما الذي يرعاكا؟

قل للوليد بكى وأجهش بالبكا            لدى الولادة: ما الذي أبكاكا؟

وإذ ترى الثعبان ينفث سمه            فاسأله: من ذا بالسموم حشاكا؟

واسأله: كيف تعيش يا ثعبان            أو تحيا وهذا السم يملأ فاكا؟

واسأل بطون النحل: كيف تقاطرت          شهدا؟ وقل للشهد: من حلاكا؟

بل سائل اللبن المصفى كان بين           دم وفرث: من ذا الذي صفاكا؟

وإذا رأيت الحي يخرج من حنايا            ميت فاسأله: من يا حي قد أحياكا؟

وإذا ترى ابن السود أبيض ناصعا            فاسأله: من أين البياض أتاكا؟

وإذا ترى ابن البيض أسود فاحما           فاسأله: من ذا بالسواد طلاكا؟

قل للنبات يجف بعد تعهد ورعاية:            من بالجفاف رماكا؟

وإذا رأيت النبت في الصحراء يربو            وحده فاسأله: من أرباكا؟

وإذا رأيت البدر يسري ناشرا           أنواره فاسأله: من أسراكا؟

واسأل شعاع الشمس يدنو وهي أبعد           كل شيء: ما الذي أدناكا؟

قل للمرير من الثـــــمار: من الذي            بالمر من دون الثمار غذاكا؟

وإذا رأيت النخل مشقوق النوى           فاسأله: من يا نخل شق نواكا؟

وإذا رأيت النار شب لهيبها            فاسأل لهيب النار: من أوراكا؟

وإذا ترى الجبل الأشم مناطحا            قمم السحاب فسله: من أرساكا؟

وإذا ترى صخرا تفجر بالمياه            فسله: من بالماء شق صفاكا؟

وإذا رأيت النهر بالعذب الزلال           سرى فسله: من الذي أجراكا؟

وإذا رأيت البحر بالملح الأجاج           طغى فسله: من الذي أطغاكا؟

وإذا رأيت الليل يغشى داجيا           فاسأله: من يا ليل حاك دجاكا؟

وإذا رأيت الصبح يسفر ضاحيا            فاسأله: من يا صبح صاغ ضحاكا؟

ستجيب ما في الكون من آياته           عجب عجاب لو ترى عيناكا!

هذي عجائب طالما أخذت بها            عيناك وانفتحت بها أذناكا!

والله في كل العجائب ماثل            إن لم تكن لتراه فهو يراكا؟

ربي لك الحمد العظيم لذاتك            حمدا وليس لواحد إلاكا!

يا مدرك الأبصار والأبصار لا            تدري له ولكنهه إدراكا

إن لم تكن عيني تراك فإنني           في كل شيء أستبين علاك

وأرى منبت الأزهار عاطرة الشذى            ما خاب يوما من دعا ورجاكا!

يا مجري الأنهار عاذبة الندى            ما خاب يوما من دعا ورجاكا!

يا أيها الإنسان: مهلا ما الذي            بالله جل جلاله أغراكا؟

لله في الآفاق آيات            لعل أقلها هو ما إليــه هداكا!

ولعل ما في النفس من آياته           عجب عجاب لو ترى عيناكا!

 

 

نكتفي بهذا القدر في هذه الحلقة، موعدنا معكم في الحلقة القادمة إن شاء الله تعالى.

فإلى ذلك الحين وإلى أن نلقاكم, نترككم في عناية الله وحفظه وأمنه، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.