بيان صحفي وفود من حزب التحرير- فلسطين تؤكد لمحافظي رام الله والخليل على حق الحزب في القيام بأعمال جماهيرية دون إعاقات من السلطة ولا تسويف
لقد كان حزب التحرير في فلسطين يقوم بأعمال جماهيرية في مدن الضفة الغربية وغزة دون إعاقات من السلطة خاصة في ذكرى هدم الخلافة، إلى أن قمعت السلطة مسيرة للحزب استنكارا لمؤتمر أنابوليس فجرح فيها العشرات واعتقل المئات وسقط فيها المرحوم هشام البرادعي شهيدا.
ولكن الحزب استمر في القيام بأعماله الجماهيرية فكانت السلطة في رام الله وغزة تسكت على بعضها، ولكنها تدخلت في معظم الحالات لمنعها، خاصة المؤتمرات والمسيرات الكبيرة التي أعلن عنها الحزب في ذكرى هدم الخلافة، والتي قدم الحزب بخصوصها إشعارا “علم وخبر” للسلطة بموجب قانون الاجتماعات العامة، ولكن السلطة استمرت في المنع واستمر الحزب في القيام بأعمال بديلة من مسيرات وغيرها دون أي إشعار للسلطة، ترسيخاً لحقه في العمل السياسي دون قيود.
وقد حصل في العام الماضي أن أبدت المحافظة في رام الله موافقة شفهية على مسيرة في ذكرى هدم الخلافة، ثم أبلغوا الحزب بمنع العمل قبل أربع وعشرين ساعة من موعد العمل، فقام الحزب بأعمال جماهيرية بديلة كالعادة دون أي إشعار للسلطة، فتدخلت أجهزة السلطة فقمعت واعتقلت وحصلت صدامات لا تحمد عقباها.
وفي هذا العام قدم الحزب إشعارا لسلطة غزة بمسيرة تمت دون إعاقات، وقدم الحزب كذلك إشعارات لمحافظ الخليل ومحافظة رام الله، بخصوص مؤتمرين في الخليل ورام الله، فأظهر محافظ الخليل ومحافظة رام الله ونائبها توجهات إيجابية تجاه انعقاد الأعمال دون تدخل من السلطة، فحرص الحزب (لرؤية عنده) أن يدعم هذه التوجهات بصبر وأناة ولكنه أصر أن تكون الموافقة خطية – أخذا بعبرة السنة الماضية – رغم أن قانون السلطة لا ينص على موافقات خطية، وفعلا تحصلت الموافقة الخطية من محافظة الخليل بعد مرور عشرة أيام وأما الموافقة الخطية من محافظة رام الله فقد تحصلت بعد ستة وثلاثين يوما من المماطلة.
لقد أراد الحزب من خلال صبره على تأخر الموافقات الخطية (من بين أسباب أخرى) أن يعقد المؤتمرات في أجواء إيجابية هادئة يظهر فيها أنموذجاً لتنظيم أعمال جماهيرية ضخمة بدقة متناهية وانضباط جماهيري شديد دون فوضى أو عرقلة لحركة المرور. لتسقط بذلك حجج الذين يغلفون عداءهم للإسلام والخلافة بالذرائع الأمنية والنظام العام.
وفي ضوء ما تقدم، وبعد انعقاد المؤتمرين أرسل الحزب وفدين إلى كل من محافظة رام الله بتاريخ 31/7/2012، والخليل 2/8/2012، لإيصال رسالة إلى السلطة تتعلق بالقادم من أعمال الحزب الجماهيرية، تتضمن ما يلي:
أولا: التأكيد على حقه بالقيام بأعمال جماهيرية منضبطة خالية من كل أنواع التشويش والفوضى، وقد كان المؤتمران دليلاً حسياً على قدرات الحزب، وكيفية إدارته للميدان، عندما تمتنع السلطة عن التدخل في أعماله بأي شكل من الأشكال.
ثانيا: أن صبر الحزب على تأخير الردود من قبل السلطة كان للأهداف المذكورة أعلاه، وهي سياسة لا يستطيع الحزب تكرارها عند قيامه بنشاطات جماهيرية مستقبلية، وعلى السلطة أن تدرك أن الحزب سيقدم إشعارا للأعمال الجماهيرية في الأماكن المفتوحة وفق القانون الذي تدعي السلطة الالتزام به، وأن الحزب سيقوم بتنفيذ أعماله التي يعلن عنها، بعد مضي المدة القانونية.
وقد كانت مواقف محافظ الخليل ومحافظة رام الله ونائبها مواقف متفهمة وإيجابية وأكدوا على حق الحزب بإقامة أعمال جماهيرية دون تدخل من السلطة وأن تكون ردود السلطة سريعة وإيجابية.
إننا بهذا نضع أهل فلسطين، وخاصة المهتمين من الإعلاميين والحقوقيين والمتعاطين بالشأن السياسي، نضع هؤلاء جميعاً في صورة الملابسات التي اكتنفت أعمالنا في السنوات الماضية وهذه السنة، وعزمنا على استيفاء حقنا في العمل السياسي كاملاً غير منقوص.
(وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ)