Take a fresh look at your lifestyle.

خبر وتعليق القوى الكبرى تشجّع الأعمال العدائية ضد المسلمين

 

 

إنه لأمر مروع للغاية مراقبة القوى الكبرى التي ضربتها موجة شلها في نهجها لمنع المذبحة التي يتعرض لها المسلمون في سوريا وبورما، وما يجعل موقفهم أكثر بغيضة هو أن بعض هذه القوى تتبجح بكل وقاحة بحمايتها لحقوق الإنسان، وجعلت من هذا الادعاء محور حضارتها، ولكنها لا ترى أن مُثلها العليا قد انتهكت إذا كان المسلمون هم الضحايا، فالمنتهية ولايته مبعوث الحرب الدولية كوفي عنان يجسد التقاعس عن العمل الجماعي في الأمم المتحدة في قوله “لا يزال بالإمكان إنقاذ سوريا من أسوأ كارثة” ألا يكفي مذبحة من 20,000 سوري لحشد الوعي الجماعي العالمي لمنع الطاغية بشار من ذبح شعبه بلا رحمة على أسس طائفية؟
وفي مكان آخر فإنه من الصعب تصديق اللامبالاة التي تبديها القوى الكبرى لوقف أعمال القتل الوحشي وذبح المسلمين في بورما، وقد فتحت هذه اللامبالاة شهية ما يسمى بالرهبان البوذيين “السلميين!” لسفك دم المسلمين، واغتصاب النساء المسلمات وازدراء التجمعات المسلمة، وبالمناسبة، فإن هؤلاء الرهبان هم الرهبان أنفسهم التي قامت العواصم الغربية ولم تقعد بسبب نضالهم الأخير في المطالبة بالديمقراطية، ولكن جرائمهم البشعة التي ارتكبوها ضد المسلمين قد ذهبت على ما يبدو دون أن يلاحظها أحد.

 

ولسنوات عديدة الآن، فإن القوى الكبرى تدرك تماما حجم اضطهاد المسلمين في كل من سوريا وبورما، ووقفت بشكل جلي على الطبيعة الشريرة لنظام بشار، وعلى الشر للطغمة العسكرية البورمية التي تضاف إلى سجلات تاريخهم، ففي عام 1982 كان العالم يراقب في صمت تام حافظ الأسد جزار مدينة حماة، حيث قتل 30,000 مسلم بينهم نساء وأطفال. وبالمثل، فقد اختار العالم الصمت بشأن إبادة المسلمين الروهينغيا في بورما، حتى إن الأمم المتحدة نفسها التي تدّعي بأنها المنافحة عن السلم والأمن قد وصفت المسلمين الروهينغيا بالمجتمع الأكثر اضطهادا في العالم، ويشار إليها بفلسطين آسيا، وقد بدأ المجلس العسكري البورمي في عام 1962 برنامج التطهير العرقي، والذي لا يزال مستمرا بلا هوادة لغاية اليوم.

 

يجب علينا كمسلمين أن لا نفاجأ من سلوك القوى الكبرى وسلوك الأمم المتحدة، فخذ على سبيل المثال الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن واضطهادهم غير المحدود للمسلمين، فتاريخ أمريكا مليء بدماء المسلمين الأبرياء التي سفكت في الحروب ومن الاستنزاف والانقلابات العسكرية والعمليات العسكرية وفرض العقوبات والغزوات السرية، ويكفي النظر في حملة أمريكا الشرسة ضد “الإرهاب” أي ضد المسلمين في العراق والصومال وأفغانستان وباكستان واليمن…، لمعرفة شعور الازدراء والعداء الأمريكي تجاه المسلمين، كما إن الاستعمار القديم للقوة الاستعمارية، بريطانيا وفرنسا، قد سفك الكثير من دم المسلمين خلال تقسيم الهند وحرب الاستقلال في الجزائر، فكلا القوتين، القديمة والحديثة، لا تزالان تقومان بأعمالهما العدائية ضد المسلمين، وهم في طليعة العديد من الحملات الصليبية الأمريكية.

 

أما روسيا والصين فهما لا يقلان إجراما عن القوى الغربية، ولو أن روسيا حاولت إخفاء مجازر القتل في الشيشان عن طريق إعطاء الشيشان غروزني عاصمة لها، وتواصل الصين اضطهاد المسلمين في تركستان الشرقية ووضعهم في ظروف مروعة وحرمانهم عن قصد من حقوقهم الأساسية، وهذه الجرائم ضد الإنسانية لم تروِ عطشهم من دماء المسلمين ورغبتهم في رؤية الإسلام يندثر. قال الله تعال ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ)).

 

وعلاوة على ذلك، فقد شجّعت مثل هذه الأعمال بلداناً أخرى لارتكاب أعمال قذرة ضد المسلمين، حيث تستمر دولة يهود في قمع الفلسطينيين من خلال اتخاذ إجراءات عقابية لا تمارس حتى في معسكرات الاعتقال، ومحبوبة الغرب، الهند، تفوقت على أسيادها الغربيين من خلال تحويل كشمير إلى السجن الأكبر في العالم.
من كل ما تقدم فإنه من الواضح أن هناك معياراً للعالم الإسلامي وآخر لبقية العالم، وباختصار، لقد أعلنت القوى الكافرة الكبرى عن فتح هذا الموسم على المسلمين في كل مكان، وأمام الأعداء الكارهين للإسلام، قال الله تعالى ((إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ)).

 

أيها المسلمون! بعد كل هذا فإنه لا ينبغي لكم السعي للحصول على مساعدة من القوى الكبرى الكافرة أو الطلب من ساستهم رفع هذا العدوان ضد إخوانكم المسلمين، فهم يعلمون جيدا كيف تستخدم حكوماتهم القانون الدولي والأمم المتحدة لصياغة الحلول التي تهدف إلى تقسيمكم وإضعافكم، قال الله تعالى ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَنْ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِنْ كُنْتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَادًا فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاءَ مَرْضَاتِي تُسِرُّونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنْتُمْ وَمَنْ يَفْعَلْهُ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ)).

 

القوى الكافرة الكبرى ليست وحدها التي تكره المسلمين، فقد انضم إلى هؤلاء حكام المسلمين العملاء إلى حملتهم الصليبية لقمع المسلمين في العالم الإسلامي، فعداء هؤلاء الحكام العملاء هو أسوأ بكثير وأعمق مقارنة مع أسيادهم، فهدف هؤلاء الحكام هو الوقوف بحزم ضد الأمة الإسلامية لحماية أسيادهم الكفار وحماية مصالحهم، انظر كيف يتقاطرون لحماية المصالح الإستراتيجية والتجارية للاستعمار الغربي في سوريا وبورما، وما الإدانات الخجولة لبشار وللمجلس العسكري الحاكم في بورما إلا لذر الرماد في العيون، فما هي إلا وعود فارغة وشعارات رخيصة، فهم يأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف، ونفاقهم تجاه المسلمين لا يعرف حدودا، يقول الله سبحانه وتعالى عنهم ((الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنْكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ)).

 

وفي وقت لاحق من رمضان سيجتمعون في مكة المكرمة بناء على طلب من الملك عبد الله خادم المصالح الغربية في المنطقة، وسوف يتكالبون على مآدب فخمة، في حين تعاني الأمة من الظلم وسفك الدماء، وسوف يناقشون محنة المسلمين في سوريا وبورما، ولكن لن يتمخض الاجتماع عن شيء، ما لم تقرر القوى الكافرة الكبرى خلاف ذلك، فهدفهم الحقيقي هو حماية عروشهم من الثورات والحفاظ على مصالح سادتهم الكفار، لذلك لا تنبهروا بخطاباتهم، فقد حذر الله منهم حيث قال ((وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ)).

 

أيها المسلمون! لقد كان على أيديكم فضح الجرائم البشعة للرئيس بن علي ومبارك والقذافي وصالح وبشار أمام العالم، والآن في ليلة القدر فإن الوقت قد حان لمضاعفة الجهود التي تبذلونها والعمل الجاد من أجل استكمال القضاء على أنظمة الكفر التي تكبّلكم، والحكام العملاء الذين يسمحون للقوى الكافرة لإخضاعكم والإساءة لكم وللإسلام، ولا يمكن القضاء على هذه الأنظمة إلا من خلال العمل مع القوات المسلحة لإعادة إقامة دولة الخلافة، وعندها فقط سيوقف الاضطهاد والإذلال في أماكن مثل سوريا وبورما وإزالتها بشكل دائم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “إنما الإمام جنة يقاتل من ورائه ويتقى به”.
وتذكروا قول ربكم في ليلة القدر ((إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ)).

 

أبو هاشم البنجابي