Take a fresh look at your lifestyle.

من أروقة الصحافة كلينتون: الهدف الاستراتيجي لواشنطن وأنقرة في سوريا

أجرت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون ونظيرها التركي أحمد داود أوغلو مباحثات في تركيا بشأن الأزمة السورية.

وقالت كلينتون إن الهدف الاستراتيجي المشترك لواشنطن وأنقرة هو وضع حد لإراقة الدماء في سوريا وإنهاء حكم الأسد.

==============

إن الهدف الاستراتيجي الحقيقي لأمريكا في سوريا هو إبقاؤها خاضعة للهيمنة السياسية الأمريكية وضمان عدم تحررها وانعتاقها من القيود الاستعمارية الأمريكية التي توارثها بشار الأرعن من والده المقبور حافظ أسد، حيث أوصلته أمريكا للحكم وبسط سيطرته ونفوذه في سوريا لقاء عمالته المطلقة للبيت الأبيض وتقيده في سياسات سوريا الخارجية بالمصالح الأمريكية في المنطقة وعلى رأسها حماية كيان يهود السرطاني وحفظ حدوده الشمالية تحت غطاء المقاومة والممانعة والاحتفاظ بحق الرد وتحقيق التوازن الاستراتيجي.

وبسبب صلابة الثورة السورية المباركة وثباتها على المطالبة بإسقاط نظام الأسد واتخاذها من الإسلام محركا وقاعدة وأساسا في العمل الثوري المبارك، حتى اتضحت معالم الثورة السورية وتميزت بإسلاميتها وعدم قبولها بالتضليل الممارس من كافة الاتجاهات لوأد الثورة وحرفها وتقزيمها، فإن أمريكا قد خشيت من التحرر الحقيقي للشعب السوري من ربقة استعمارها ومن قلب الطاولة على رأس الاستعمار الغربي وتحرر سوريا وبناء دولة مستقلة مخلصة تحمل الإسلام نورا للكون، وتشكل بؤرة استقطاب لشعوب المنطقة وتوحدها تحت راية واحدة أساسها التحرر والانعتاق من الغرب وسياساته الإمبريالية وتكون سلاحا تهدم فيه معاول الهيمنة والاستعمار وتحقق كنس الدول الكبرى من المنطقة والقضاء على قواعدهم العسكرية وعلى رأسها كيان يهود السرطاني الخبيث.

لذلك فإن أمريكا تعمل بكل طاقتها الدبلوماسية والسياسية وعبر أدواتها الدولية والإقليمية والمحلية لمنع ظهور دولة الإسلام في الشام كقوة دولية صاعدة تنافسها في صناعة القرار وتنزع منها زمام المبادرة وتطردها من المنطقة وتقضي على نفوذها، وما كان تنسيقها مع أنقرة إلا ضمن ذلك السياق، فالقيادة السياسية التركية تسير في ركب أمريكا وتعمل وفق أجندتها ورؤيتها للحل، ولم تكن دماء السوريين لتؤرق حكام أمريكا وأنقرة لو استطاع بشار الأرعن القضاء على الثورة، ولكن دماء السوريين التي تجري في عروق الثوار وحناجرهم الصادعة بطلب النصرة من الله وجنوده هو ما يؤرق أمريكا ويزعزع ثقتها بقدرة الأسد على إخماد الثورة، لذلك فهي تبحث عن البديل الضامن لنفوذها في الشام.

خسئت أمريكا وخسئ عملاؤها، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.

 

كتبه : أبو باسل – بيت المقدس