معالم الإيمان المستنير آثار الإيمان بأسماء الله الحسنى وصفاته ح12
أيها المؤمنون :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وبعد :
يتكرر ذكر أسماء الله الحسنى على مسامع المسلم مرات عديدة, مما يرسخ معانيها في نفسه، فيزيد إيمانه بالله ومعرفته بصفاته, ويتغير سلوكه بما يناسبها ويتجاوب معها.
من آثار الإيمان بأسماء الله :
ولتسهيل الوصول إلى هذه الآثار، فقد قسمنا أسماء الله إلى مجموعات بحسب أثرها المرتقب في توجيه سلوك المسلم :
أولا :
مجموعة تضم أسماء الله الحسنى التي تشتمل على معاني القدرة والجبروت والملك والتدبير والخلق. مثل: القادر، القاهر، الملك، الجبار، المتكبر، العزيز، المهيمن، الخالق، المصور، الرزاق. وهذه الأسماء تثير في النفس الإحساس بعظمة الله واستحقاقه للطاعة والعبودية.
ثانيا :
مجموعة تضم أسماء الله الحسنى التي تحمل معاني العلم ومراقبة أفعال العباد مثل: العليم، الرقيب، الحفيظ، السميع، البصير، الخبير، الشهيد؛ فهذه الأسماء توحي بانكشاف أحوال العباد الظاهرة والباطنة لعلم الله، فتقوى بها مراقبة النفس لما يصدر عنها من إرادات وأعمال في جميع الأوقات والظروف.
ثالثا :
مجموعة تضم أسماء الله الحسنى التي تفيد معاني الحلم والعفو والمغفرة مثل: الحليم، الرحيم، الغفور، الحنان، المنان، العفو، التواب. وهي أسماء تملأ معانيها قلب المذنب أملا ورجاء في الرحمة والمغفرة وقبول التوبة لاستئناف السير على الصراط المستقيم.
رابعا :
مجموعة تضم أسماء الله الحسنى التي تنطوي على معاني المحاسبة والعقاب والعدل والحكم مثل: الحسيب، الحكم، العدل، الخافض الرافع، الحق، مالك الملك. فالمكلف الذي يؤمن بهذه الأسماء تذكره بأن الله سيبعثه بعد الموت ويعرض عليه أعماله، من خير وشر، ثم يجازيه عنها بعدل وإنصاف، فيحمله ذلك على مراقبة نفسه والمسارعة إلى فعل الصالحات.
من أبرز آثار صفات الله على سلوك المسلم :
أثر صفة العلم :
أولا :
تنمي هذه الصفة الإحساس بمراقبة الله المحيطة بأعمال الإنسان الظاهرة والباطنة، فيظل الوعي بها قائما في أعماق النفس، وباعثا لها على الإجادة والإحسان في القصد والعمل، مما يؤدي إلى إصلاح سلوك الإنسان: قال تعالى: ( واعلموا أن اللـه يعلم ما في أنفسكم فاحذروه واعلموا أن اللـه غفور حليم ). (البقرة 135).
ثانيا :
تنمي هذه الصفة الامتناع عن الآثام والفواحش، والمسارعة في أعمال البر والطاعات.
ثالثا :
يزداد المرء خشية وورعا لعلمه بأن الله مطلع عليه وقادر على عقابه.
أثر صفة العدل :
أولا :
يطمئن المؤمن إلى حكم الله وعدله في ما أمر ونهى، وإلى أن شرع الله موافق لفطرته محقق إشباع غرائزه وحاجاته العضوية. فتنشط الجوارح في الطاعات وتنهض بالواجبات من غير تثاقل، وتجتنب المحرمات والمنهيات.
ثانيا :
يخاف المؤمن من عقاب الله الشديد، ويخشى أن يقصر به عمله، فيكون من الخاسرين. فينشط في الطاعات ويبتعد عن المحرمات.
نكتفي بهذا القدر في هذه الحلقة, موعدنا معكم في الحلقة القادمة إن شاء الله تعالى, فإلى ذلك الحين وإلى أن نلقاكم ودائما, نترككم في عناية الله وحفظه وأمنه, سائلين المولى تبارك وتعالى أن يعزنا بالإسلام, وأن يعز الإسلام بنا, وأن يكرمنا بنصره, وأن يقر أعيننا بقيام دولة الخلافة في القريب العاجل, وأن يجعلنا من جنودها وشهودها وشهدائها, إنه ولي ذلك والقادر عليه. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.