بيان صحفي إنجازات السلطة في قمة طهران ترسيخ لتنازلاتها عن معظم فلسطين وتسويق لشرعية كيان يهود
تغنى قادة السلطة ومنظمة التحرير بإنجازاتهم في قمة عدم الانحياز التي اختتمت في طهران يوم الجمعة 31/8/2012، فقد عبر مستشار عباس الدبلوماسي مجدي الخالدي عن ارتياح السلطة لقرارات القمة المتعلقة بحق العودة والقدس والمنظمة والأسرى، وقال عريقات لوكالة معا أن عباس أكد للرئيس الإيراني أن السعي الفلسطيني الدبلوماسي يرتكز على القانون الدولي، ودولة فلسطينية على حدود 67 عاصمتها القدس وأن هذه الثوابت واضحة لأن هذه البنود هي بنود أقرتها مبادرة السلام العربية، وأقرتها قمة وزراء خارجية الدول الإسلامية في طهران عام 2003.
وإننا في حزب التحرير ندرك أن أهل فلسطين يلعنون السلطة وأمثالها صباح مساء على جرائمها المتواصلة تجاههم وتجاه فلسطين ومع ذلك نؤكد على ما يلي:
إن ارتياح قادة السلطة لقرارات قمة طهران نابع من تساوق هذه القرارات مع تنازلات السلطة الخيانية عن معظم فلسطين لليهود مقابل دولة هزيلة موعودة على المحتل عام 67 توصف بأنها قابلة للحياة وفق حل الدولتين الأمريكي.
إن السلطة لم تكتف بتنازلاتها وتفريطاتها الإجرامية وتسخيرها لأجهزتها الأمنية للحفاظ على أمن كيان يهود ومستوطناته ومستوطنيه، وملاحقة من يفكر بالدفاع عن نفسه من أهل فلسطين أمام آلة الحرب اليهودية الإجرامية، بل تعمل على تسويق تنازلاتها في المحافل الإقليمية والدولية على أنها مطالب لأهل فلسطين.
والسلطة الفلسطينية ترفض وتحارب أي توجه لتحرير فلسطين كاملة والقضاء على كيان يهود، وترفض أي حديث عن التحرير ولو كان على سبيل الجعجعات الإعلامية كالتي يتحدث بها الرئيس الإيراني، ولهذا أكد عباس على نجاد بأن السعي الفلسطيني الدبلوماسي يرتكز على القانون الدولي، ودولة فلسطينية على حدود 67.
ولذلك اعتبر عريقات في لقاء مع التلفزيون الإيراني أن كلام خامنئي عن الاستفتاء الذي لا يشمل اليهود الجدد ولا يعترف بكيان يهود “إن خطاب خامنائي كلام غير واقعي وأن الحديث عن فلسطين يجب أن يرتكز على القانون الدولي على أساس حل الدولتين في حدود 67 وعاصمتها القدس الشرقية، عاصمتنا القدس، والإفراج عن كافة الأسرى من سجون الاحتلال”.
فمع علم السلطة أن تصريحات قادة إيران لا تزيد عن كونها جعجعات إعلامية وأن إيران خدمت أمريكا في العراق وأفغانستان وسوريا، ولم تتحرك أي تحرك جدي لصالح فلسطين، إلا أن السلطة تستشيط غضباً من هذه التصريحات التي تذكّر الناس بفلسطين وبتنازلات السلطة المهينة، فالسلطة تحارب فكرة التحرير في كل محفل وفي كل سياق: في المناهج الدراسية فهي تعلم أبناء فلسطين أن فلسطين هي الضفة الغربية وغزة، وفي الإعلام حيث يعتبر الحديث عن تحرير كل فلسطين من المحرمات، وفي المحافل الدولية، وحيثما حل أزلامها وارتحلوا يتجنبون الحديث عن تحرير فلسطين كأنه كبيرة من الكبائر، إن السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير، يعتبرون أي حديث عن تحرير فلسطين كاملة طعنة لهم في القلب، وهم يبذلون جهوداً جبارة لقتل هذه الفكرة ومحوها من وعي الجماهير.
إن الإنجاز الحقيقي تجاه فلسطين وأهلها ليس من خلال المفاوضات التنازلية ولا الأمم المتحدة ولا التأكيد على قيام دولة هزيلة في المحتل عام 67، ولا كذلك من خلال الجعجعات الإعلامية، وإنما يكون الإنجاز بتحريك الجيوش تجاه فلسطين لتقضي على كيان يهود مرة وإلى الأبد، بدلا من استخدام الجيوش لقتل المسلمين في العراق وأفغانستان وسوريا وسيناء والقبائل الباكستانية، خدمة لأمريكا واليهود، ولكن هيهات هيهات لمن أصر ومرد على الذلة والمهانة والعمالة أن يكرمه الله بتحرير فلسطين، فهذا لا يكون إلا لعباد الله المخلصين في دولة الخلافة، وإنه كائن بإذن الله قريباً وأنف الكفار راغم.
((وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ))