Take a fresh look at your lifestyle.

الحديث الشريف أجرة الأجير

نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم “مع الحديث الشريف” ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اعطوا الاجير اجره

روى ابن ماجة في سننه قال :

حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ الدِّمَشْقِيُّ حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ عَطِيَّةَ السَّلَمِيُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَعْطُوا الْأَجِيرَ أَجْرَهُ قَبْلَ أَنْ يَجِفَّ عَرَقُهُ

جاء في حاشية السندي على ابن ماجه :

قَوْله ( أَعْطُوا الْأَجِير ) : أَيْ يَنْبَغِي الْمُبَادَرَةُ فِي إِعْطَاء حَقّه بَعْد الْفَرَاغ مِنْ الْحَاجَة
قَوْله ( قَبْل أَنْ يَجِفَّ عَرَقه : اي الْحَاصِل بِالِاشْتِغَالِ بِالْحَاجَةِ

 

 

الإخوة الكرام :

يدل هذا الحديث على اهمية المبادرة في اعطاء الاجير اجره حال انتهائه من عمله وعدم التسويف في اعطاء الاجرة كما يفعل الكثيرون من اصحاب الاعمال في زمننا الحالي ……فكم يؤجل صاحب العمل دفع الاجرة للعمال او الموظفين لديه …..بحجج مختلفة كل حجة هي أوهى من اختها ….ولم لا يفعلون وحكوماتهم تمارس التأجيل في دفع رواتب الموظفين لديها الشهور العديدة …مع ان الموظفين يكونون في امس الحاجة لتلك الرواتب ……فالاجير او الموظف الذي ليس لديه دخل سوى اجرته من عمله يضطر للاستلاف من هذا وذاك الى ان يستطيع استنقاذ اجرته بشق النفس مع انه ادى مهمته وقام بوظيفته على الفور ودون تاخير ….والشرع يأمرنا باداء الامانات التي عندنا واعطاء الحقوق لاصحابها …..فما الذي حل بنا لنصبح هاضمين للحقوق …. آكلين لجهود الاخرين ظلما وعدوانا …..الا يعلم من يؤجل دفع اجرة اجيره ليشتغل بها ويستثمرها في تنميه ماله انه يأكل مالا حراما لانه حال انهاء الاجير لعمله اصبح اجره ملكا له وليس لصاحب العمل فيه اي حق ……فإن ماطل في دفع الاجرة للاجير واستعملها في تنمية ماله وقضاء مصالحه فانه يأكل مالا حراما ليس له فيه اي حق ؟

رحم الله علي ابن ابي طالب حين قال للخليفة عمر الفاروق عففت فعفوا ولو رتعت لرتعوا …..وهذا حالنا اليوم …رتع حكامنا واستحلوا الحرمات فرتع معهم كل ظالم لنفسه وموردها موارد الهلاك

جاء في الحديث الذي يروي قصة الثلاثة الذين اغلق عليهم باب الغار بصخرة لم يستطيعوا دفعها , انهم استجاروا الله بصالح اعمالهم فكان من امر الثالث منهم انه قال :

اللَّهُمَّ إِنِّي اسْتَأْجَرْتُ أُجَرَاءَ فَأَعْطَيْتُهُمْ أَجْرَهُمْ غَيْرَ رَجُلٍ وَاحِدٍ تَرَكَ الَّذِي لَهُ وَذَهَبَ فَثَمَّرْتُ أَجْرَهُ حَتَّى كَثُرَتْ مِنْهُ الْأَمْوَالُ فَجَاءَنِي بَعْدَ حِينٍ فَقَالَ يَا عَبْدَ اللَّهِ أَدِّ إِلَيَّ أَجْرِي فَقُلْتُ لَهُ كُلُّ مَا تَرَى مِنْ أَجْرِكَ مِنْ الْإِبِلِ وَالْبَقَرِ وَالْغَنَمِ وَالرَّقِيقِ فَقَالَ يَا عَبْدَ اللَّهِ لَا تَسْتَهْزِئُ بِي فَقُلْتُ إِنِّي لَا أَسْتَهْزِئُ بِكَ فَأَخَذَهُ كُلَّهُ فَاسْتَاقَهُ فَلَمْ يَتْرُكْ مِنْهُ شَيْئًا اللَّهُمَّ فَإِنْ كُنْتُ فَعَلْتُ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ وَجْهِكَ فَافْرُجْ عَنَّا مَا نَحْنُ فِيهِ فَانْفَرَجَتْ الصَّخْرَةُ فَخَرَجُوا يَمْشُون

فمن لنا بمثل هذا الرجل الامين الذي عرف حق الاجير فحفظه واستثمره لمصلحة صاحبه …..حتى وردت قصته على لسان نبينا الكريم تعلمنا وتهدينا …..والرسول اليوم ليس بين ظهرانينا , لكنه ترك لنا ما ينوب عنه في تعليمنا وهدايتنا قال صلى الله عليه وسلم : (تركت فيكم ما ان تمسكتم به لن تضلوا بعدي ابدا : كتاب الله وسنتي ) . وقد ضيع الجهلاء كتاب الله وسنة نبيه اذ ابعدوهما عن الحكم والسلطان …..فضاعت حقوق العمال والاجراء كما ضاعت حقوق الامة جمعاء واستحل الجشعون والظلمة حرمات الله بغياب الحارس الامين ….فلنغذ السير في اعادة حارسنا وحامينا لتعود الحقوق الى اهلها وينتشر العدل والنور من جديد …..وما ذلك على الله ببعيد .

والى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.