Take a fresh look at your lifestyle.

الردً المبين على من يشتم رسول الله الأمين

 

إن الأمة الإسلامية اليوم تمر بحالة مخاض عسير ، أقل ما يمكن أن يوصف به أنه بداية بزوغ فجر جديد وميلاد أمة بعد طول غفوة وكبوة فبعد أن نامت واستكانت لطواغيت الحكم الجبري الذي أخبر به النبَي الكريم صلى الله عليه وسلم ها نحن نرى إرادتها قد تحركت وصبغتها قد برزت ابتداءً من ميادين التحرير مروراً بميادين الجهاد والاستشهاد .. ومع تمدد وتصاعد وتيرة المطالبة بتحكيم الإسلام تواصلت الحملات الصليبية بتواطؤ مع مؤسسات الرأسمالية والصهيونية العالمية ، فقد شاهدنا العجز الفكري والانهزام النفسي قد برز في شكل شتم وسب وتصاوير لنبي هذه الأمة وأعظم ما لديها في هذه الحياة الدنيا .

وإزاء هذا الوضع فإننا نقدم خارطة طريق إستراتيجية للرد المبين على كل من يشتم رسول الله الأمين . ولمَا كنا في عصر الانحطاط والانحدار كان لابد لنا من ثورة في البديهيات أولا حتى نعبَد الطريق إلى التغيير الجذري لهذا الواقع الفاسد ، وعليه فإننا نُنوه لضرورة بلورة وهضم بعض الحقائق التي غابت عن أذهان الكثير من أبناء المسلمين وعلى رأس تلك الحقائق ما يلي :

الحقيقة الأولى :

إن العداوة والبغضاء التي يبديها الكافر المستعمر اليوم للأمة الإسلامية ليست بالجديدة أو الغريبة فقد بين ذلك العليم الحكيم في محكم التنزيل حيث قال : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ (118) هَا أَنْتُمْ أُولَاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلَا يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الْأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (119) إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ (120) ) آل عمران وهكذا قد حسم الله مسألة كراهية الكافرين للمسلمين بهذه الكلمات .

الحقيقة الثانية :

إن أبناء المسلمين بتغافلهم وعدم تقيدهم – عمداً أو جهلاً – بشرعة المصطفي صلي الله عليه وسلم وقضيته التي قد بعث من بها كونه مجاهدا وغازياً في سبيل هي إعلاء كلمة الله ونشر وتطبيق أحكامه وإخراج البشرية الضالة من الظلمات إلى النور وإقامة دين الله في الأرض .. ولذلك كله وجب علينا أولاً التقيد بما جاء به حتى نكون بذلك مؤمنين حقاً فيكون الدين ورسوله أحب إلينا من أنفسنا وأولادنا وأموالنا كما قال الله تبارك وتعالى (قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ )التوبة 24 وهكذا يقرر القران أن الأصل لدى المسلم أن محبة الله ورسوله والجهاد في سبيل الله مقدمة على حب الأبناء والأموال وكل متاع الدنيا وإذا لم يكن ذلك دَيْدَنَ المسلم فهذا يعني أنه من الفاسقين كما يصفه القران ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

الحقيقة الثالثة :

إن مسألة الإساءة لرسولنا الكريم ليست بالجديدة فقد شهدنا على مدار التاريخ الإسلامي العديد من أشكال الإساءة للإسلام وأهله وكثيرا ما تحالفت الكنيسة مع مؤسسات الرأسمالية البغيضة للنيل من الأمة الإسلامية، والتاريخ خير شاهد على ذلك، والحروب الصليبية ليست عنَا ببعيدة، ولكن الجديد هو تلك الردود التي عهدناها في هذا الزمان من شجب واستنكار وتظاهرات وبحسب تعبير وزيرة الخارجية الأمريكية (غوغاء). نعم هذا هو الجديد في فقه الرد على سب الرسول صلى الله عليه وسلم فقد جاء في سنن أبي داود كتابِ الحدود بابِ الحكمُ فيمن سَبَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم ” حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ مُوسَى الْخُتَّلِيُّ أَخْبَرَنَا إسماعيل بْنُ جَعْفَرٍ الْمَدَنِيُّ عَنْ إِسْرَائِيلَ عَنْ عُثْمَانَ الشَّحَّامِ عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ حَدَّثَنَا ابْنُ عَبَّاسٍ أَنَّ أَعْمَى كَانَتْ لَهُ أُمُّ وَلَدٍ تَشْتُمُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَتَقَعُ فِيهِ فَيَنْهَاهَا فَلَا تَنْتَهِي وَيَزْجُرُهَا فَلَا تَنْزَجِرُ قَالَ فَلَمَّا كَانَتْ ذَاتَ لَيْلَةٍ جَعَلَتْ تَقَعُ فِي النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَتَشْتُمُهُ فَأَخَذَ الْمِغْوَلَ فَوَضَعَهُ فِي بَطْنِهَا وَاتَّكَأَ عَلَيْهَا فَقَتَلَهَا فَوَقَعَ بَيْنَ رِجْلَيْهَا طِفْلٌ فَلَطَّخَتْ مَا هُنَاكَ بِالدَّمِ فَلَمَّا أَصْبَحَ ذُكِرَ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجَمَعَ النَّاسَ فَقَالَ أَنْشُدُ اللَّهَ رَجُلًا فَعَلَ مَا فَعَلَ لِي عَلَيْهِ حَقٌّ إِلَّا قَامَ فَقَامَ الْأَعْمَى يَتَخَطَّى النَّاسَ وَهُوَ يَتَزَلْزَلُ حَتَّى قَعَدَ بَيْنَ يَدَيْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنَا صَاحِبُهَا كَانَتْ تَشْتُمُكَ وَتَقَعُ فِيكَ فَأَنْهَاهَا فَلَا تَنْتَهِي وَأَزْجُرُهَا فَلَا تَنْزَجرُ وَلِي مِنْهَا ابْنَانِ مِثْلُ اللُّؤْلُؤَتَيْنِ وَكَانَتْ بِي رَفِيقَةً فَلَمَّا كَانَ الْبَارِحَةَ جَعَلَتْ تَشْتُمُكَ وَتَقَعُ فِيكَ فَأَخَذْتُ الْمِغْوَلَ فَوَضَعْتُهُ فِي بَطْنِهَا وَاتَّكَأْتُ عَلَيْهَا حَتَّى قَتَلْتُهَا فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَلَا اشْهَدُوا أَنَّ دَمَهَا هَدَرٌ “.

 

وهكذا يبين الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم للأمة حكم من يتطاول على نبيها فهذه المسألة كانت من البديهيات التي لا جدال فيها ولكن الكثير من البديهيات لدي أبناء المسلمين أصبحت في تعداد النسيان وما كان بالأمس يعتبر خطاً أحمر لا يمكن تجاوزه اليوم يطرح على موائد الجدال والنقاش ومن تلك البديهيات التي أصابها الكثير من الدخن والغشاوة هو مفهوم الدولة الإسلامية ووحدة الأمة الإسلامية في كيان سياسي واحد لا فرق فيه بين عربي ولا أعجمي إلا بالتقوى نعم .. لقد أصابها ما أصابها من الغموض والغشاوة بفعل التجهيل المتعمد والتحريف المتقصد مع سبق الإصرار والترصد فعندما ضاعت دولة الإسلام واتبعنا إنجيل سايكس وبيكو فجعلنا من القومية والقطرية هوية لنا واتخذنا من الوطنية ديناً، فأبدلنا التسميات التي نعتنا بها الله ووضعنا مكانها تسميات ما أنزل الله بها سلطان فكان الخزي والضعف والتفكك والهوان ..فها هي الأمة الإسلامية كالأيتام على مائدة اللئام فدكت الفلوجة واستعمرت أفغانستان واستعبد الأهل في الشيشان وفصل جنوب السودان عن شماله وها هي الشام تذبح وتنحر وتنتهك فيها الأعراض ورب وا معتصماه لامست أسماعهم لكنها لم تلامس نخوة المعتصم ..وفي أبي داود والبيهقي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إنما الإمام جنة يُتّقى به ويقاتَلُ من ورائه) والجنة هي الوقاية والحماية وما لا حارس له فضائع.. إذاً مما تقدم ذكره فإننا نؤكد إن كل جراحات الأمة النازفة ومشكلاتها لا يمكن علاجها بمعزل عن دولة الإسلام وسلطانه ، ولذلك واجب علينا العمل لإيجاد سلطان للإسلام وهذا العمل عمل سياسي بل هو يعتبر من أرقى وأرفع الأعمال السياسية التي يمكن أن يقوم بها المسلم في الحياة الدنيا .. وحتى لا يظن بعض الناس أننا نتحدث عن عموميات دعونا نفصل في ما يجب القيام به تجاه الهجمات الصليبية الشرسة ضد رسول الإسلام وضد المسلمين!! وكيف يمكن لنا أن نقوم بفعل إستراتيجي فاعل باتجاه تغيير الواقع الفاسد وإقامة سلطان الإسلام ؟

وللإجابة عمّا تقدم من استفهامات فإننا نقول يجب على كل مسلم القيام بالأتي :

1- إزالة كافة أشكال الوجود الأجنبي في بلاد المسلمين – منظمات سفارات مؤسسات وغيرها – ونعني بالوجود الأجنبي تلك الدول الكفرية الاستعمارية التي تعتبر في حالة حرب مع الأمة الإسلامية فعلاً كالولايات المتحدة والمملكة المتحدة وألمانيا والدول التي على شاكلتها من دول الكفر .

2- قطع كافة أشكال الإمدادات النفطية والسلع الإستراتيجية مع كل الدول التي ساهمت أو باركت في سب الرسول صلى الله عليه وسلم .

3- اعتبار كل من يدافع عن الولايات المتحدة أو الدول الكفرية الاستعمارية هو من أعداء الأمة الأصل أن يتخذ في حقه الإجراء المناسب.

4- محاصرة القصور الرئاسية ومقرات القوات المسلحة واستدامة الاعتصامات في كل بلاد المسلمين بشكل مفتوح وتصعيد الخطاب الكفاحي ضد أعداء الأمة من الحكام ومطالبة أبناء القوات المسلحة بفرضية وضرورة نصرة النبي الكريم وانحيازهم لخيار الأمة في تطبيق الإسلام وتحميلهم كافة المسؤولية المعنوية والمادية تجاه كل ما يجرى للأمة من قتل وتشريد وتهجير وسب وشتم للرسول صلى الله عليه وسلم .

5- تعبئة أبناء المسلمين من خلال المساجد والساحات العامة وأحاديث الهواء الطلق في الطرقات والتجمعات وتحميل الأمة المسؤولية الكاملة لما يحدث باعتبار أن كل مسلم يعتبر على ثغرة من ثغور الإسلام .

6- مخاطبة الأجهزة الأمنية من شرطة وغيرها بكيفية عقائدية تمكنهم من أن يعلموا أنهم جزء لا يتجزأ من هذه الأمة العريقة وأن أية محاولة للدفاع عن الأنظمة المتهالكة الهشة إنما تعتبر ضرباً من ضروب العداوة للأمة.

7- اعتبار كل من يطرح شعارات العلمانية والديمقراطية والقومية وغيرها من الفلسفات الغربية .. يعتبر منتمياً للمعسكر المعادي للأمة ونبيها.

تلك سبعة كاملة أردنا من خلالها أن نقود الأمة في اتجاه التغيير الجذري للواقع الفاسد .. والحمد لله رب العالمين ولا عدوان إلا على الظالمين والصلاة والسلام على رسول الله الأمين.

 

 

كتبها للإذاعة الأستاذ عصام الدين أحمد أتيم